أزمة عطش تخنق خريبكة.. الانقطاعات تتجاوز 72 ساعة ودعوات لتحرك عاجل

لم تعد الانقطاعات المتكررة للماء في مدينة خريبكة مجرد أعطال عابرة أو حالات استثنائية، بل تحولت إلى ظاهرة تؤرق الساكنة وتزيد من معاناتها، حيث يغيب الماء عن الصنابير لأكثر من 72ساعة، وهو ما تسبب في معاناة كبيرة للأسر، خصوصا في الأحياء التي لا تصل إليها الإمدادات إلا لفترات محدودة، فيما يعجز سكان الطوابق العلوية عن التزود بالماء حتى في اللحظات التي يعود فيها بشكل متقطع وضعيف.
وأمام استمرار هذا الوضع، يجد عدد من المواطنين أنفسهم مضطرين أحيانا إلى التنقل لمسافات طويلة بحثا عن مصادر بديلة، فيما تعالت الأصوات الغاضبة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر نشطاء عن رفضهم التام لهذه الانقطاعات، متسائلين عن أسبابها ومطالبين بحلول مستعجلة.
وتتعالى أصوات الاستنكار بين الأسر التي تجد نفسها في مواجهة أزمة المياه، إذ أصبح الحصول على قطرة ماء أمرا شاقا، ومصدر قلق واستياء بين المواطنين، فالخدمات الحيوية التي يعتمد عليها السكان يوميا باتت مهددة، مما يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية ويزيد من معاناتهم، خاصة مع دخول فصل الصيف، إذ تزداد الحاجة إلى الماء بشكل ملحوظ، مما يزيد من حجم المعاناة، لتنعكس بذلك على جميع جوانب الحياة.
واجتمعت مختلف الفئات العمرية في خريبكة، على ضرورة التحرك الجاد من قبل الجهات المعنية، وإيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة، مطالبين بإصلاح الشبكات المائية وتوفير صيانة دائمة للبنية التحتية، بالإضافة إلى إنشاء خزانات إضافية للمياه لضمان عدم انقطاع التوريد في المستقبل.
وفي هذا السياق أكد الحقوقي سهيل بزاري، أن الزيارة الميدانية التي قامت بها جمعية حقوق الإنسان لمنطقة تادلة منبع الماء بالنسبة للمناطق المجاورة، كشفت عن اختلالات خطيرة في تدبير شبكة الماء الصالح للشرب، أبرزها وجود تسربات متكررة في الأنابيب التي تزود تادلة وواد زم وخريبكة بالماء الصالح للشرب، ولمعالجتها يتم قطع المياه عن الساكنة، في غياب حلول بديلة أو تخطيط مسبق يراعي حق المواطنين في التزود بالماء.
وأضاف بزاري في تصريح له لجريدة “العمق”، أن الجمعية تلقت سيلا من الشكايات، خاصة خلال فصل الصيف الذي تكثر فيه المناسبات، بسبب الانقطاع الطويل للمياه، كما انتقد بشدة البلاغات الصادرة عن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، التي تحدد مدة زمنية قصيرة للانقطاع، في حين تبقى أحياء كاملة محرومة من المياه ليومين متتاليين أو أكثر، معتبرا ذلك مساسا صريحا بالحق الدستوري في الماء وإخلالا بواجب احترام كرامة المواطنين.
تجدر الإشارة إلى أن المديرية الجهوية للوسط أوضحت للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء، أن الاضطرابات التي شهدها توزيع المياه في خريبكة وواد زم والمراكز التابعة لهما مؤخرا، تعود إلى أشغال إصلاح تسرب طارئ على قناة الجر الرئيسية التي تزود المدينة انطلاقا من محطة المعالجة بسد آيت مسعود.
وأضافت المديرية، أن تزامن العطب مع موجة الحرارة المفرطة وارتفاع الطلب على المياه، تسبب في اضطرابات بعدد من الأحياء، مشيرة إلى أن فرق الصيانة، بمرافقة الشركة المتعاقدة، تدخلت لإصلاح الخلل في أسرع وقت وإعادة التزويد إلى وضعه الطبيعي.
وأكد البلاغ أن تزويد خريبكة وواد زم والمراكز المجاورة يتم انطلاقا من المياه السطحية لسد آيت مسعود عبر محطة معالجة وقنوات جر بطول 80 كيلومترا وأربع محطات للضخ، إضافة إلى المياه الجوفية المستخرجة من آبار وأثقاب بمنطقة الفقيه بن صالح.
اترك تعليقاً