أخبار الساعة، مجتمع

منظمة حقوقية تشكل لجنة لتقصي الحقائق في حرائق شفشاون

قرر المكتب التنفيذي للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الحريق المهول الذي اندلع في إقليم شفشاون منذ ليلة السبت 9 غشت 2025 وما خلفه من خسائر مادية ومعنوية جسيمة على الساكنة والغطاء الغابوي بالمنطقة.

وتتشكل هذه اللجنة من رئيس المنظمة نوفل البعمري وعضو المكتب التنفيذي أحمد الرقراقي بالإضافة إلى كاتبة فرع المنظمة بتطوان صابرينة حمينة مما يعكس الأهمية الكبرى التي توليها المنظمة لهذا الحادث وتداعياته على مختلف الأصعدة.

وتهدف اللجنة التي تم الإعلان عن إنشائها يوم الخميس 14 غشت 2025 من الرباط إلى إعداد تقرير مفصل وشامل حول كافة حيثيات وظروف اندلاع هذا الحريق الذي استمر لأيام وتحديد حجم الخسائر التي تكبدتها الساكنة المحلية والمنظومة البيئية على حد سواء.

وكانت حرائق مهولة قد اندلعت بإقليم شفشاون أتت على ما يناهز 500 هكتار من الغطاء الغابوي والحقول الفلاحية، مخلفة خسائر بيئية ومادية جسيمة لسكان المنطقة. واستدعت الكارثة التي تركزت بشكل خاص في غابة جماعة الدردارة بدائرة باب تازة، تعبئة استثنائية لمختلف فرق التدخل التي نجحت في السيطرة على الحريق بشكل شبه كامل بحلول أمس الخميس 14 غشت الجاري.

واجهت فرق الإطفاء المكونة من حوالي 450 عنصرا من القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المساعدة والدرك الملكي والسلطات المحلية، إلى جانب متطوعين من الساكنة، ظروفا مناخية صعبة ومعقدة. وساهمت الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة التي شهدتها المنطقة في تسريع وتيرة انتشار النيران، كما شكلت التضاريس الجبلية الوعرة تحديا كبيرا أمام جهود إخماد الحريق برا. ودعمت هذه المجهودات الأرضية تعبئة جوية مكثفة شملت ثماني طائرات متخصصة، منها أربع طائرات من نوع “كانادير” وأربع من نوع “توربو تراش”، نفذت عشرات الطلعات الجوية في محاولة لاحتواء النيران. 

تسببت النيران في حالة من الهلع في صفوف السكان بعد أن اقتربت بشكل مقلق من المناطق السكنية في بعض الدواوير، مما استدعى إخلاء بعض المنازل كإجراء احترازي لضمان سلامة المواطنين. وعبر عدد من المتضررين عن حجم الخسائر الفادحة التي لحقت بمصادر عيشهم، حيث التهمت النيران حقولهم الزراعية وأشجار الزيتون والمواشي، مناشدين السلطات تقديم التعويضات اللازمة لجبر الأضرار التي طالت ممتلكاتهم.

فتحت السلطات القضائية والأمنية تحقيقا معمقا لتحديد الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هذا الحريق المهول. وأسفرت التحريات الأولية عن توقيف شخص مشتبه فيه، يرجح أن يكون قد تسبب في اندلاع الحريق بشكل غير متعمد بعد إقدامه على إحراق نفايات دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة. ويأتي هذا الحادث ليعيد إلى الواجهة مطالب الفاعلين المدنيين بفتح تحقيق جدي ومسؤول حول تكرار الحرائق في المنطقة وسبل تعزيز آليات الوقاية لحماية الثروة الغابوية وحياة السكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *