سياسة

تقرير: مقاتلون من “البوليساريو” متورطون في جرائم حرب بسوريا بدعم إيراني-جزائري

كشف تحقيق صحفي نشرته مجلة “MENA DAWN” الهولندية عن تورط مقاتلين من جبهة “البوليساريو” في الصراع السوري، حيث قاتلوا إلى جانب قوات نظام الأسد، وتلقوا تدريبات وأسلحة من إيران وحزب الله اللبناني، بدعم من الجزائر.

وجود موثق وتدريب عسكري

أكدت صحفية وباحثة هولندية، رينا نيتجيس، في تحقيقها المنشور بتاريخ 14 غشت 2025، أن شبكة الوكلاء الإيرانيين في سوريا شملت جبهة “البوليساريو”، مشيرة إلى تقارير حديثة، من بينها مقال في “واشنطن بوست”، تؤكد وجود مئات المقاتلين من الجبهة تلقوا تداريب في إيران، محتجزين لدى قوات الأمن السورية الجديدة.

كما عرضت قناة “دويتشه فيله العربية” صورا نادرة لمقاتلي “البوليساريو” في سوريا، وكشفت وثيقة استخباراتية سورية يعود تاريخها إلى عام 2012 عن وجود 120 مقاتلا من الجبهة ضمن وحدات الجيش السوري. وأكدت الوثيقة، التي أكد خبراء سوريون أصالتها، وجود اتصالات بين قادة الجبهة وحزب الله في بيروت في يناير 2011.

ووفقا لباحثين سوريين، تلقى مقاتلو “البوليساريو” تدريبا عسكريا من حزب الله في معسكرات بجنوب لبنان، في إطار خطة إيرانية لإنشاء ممر بري يربطها بالبحر الأبيض المتوسط.

اعتقالات واعترافات بجرائم حرب

أفاد التقرير بأن العديد من مقاتلي “البوليساريو” فروا إلى لبنان بعد انهيار نظام الأسد، بينما تم اعتقال مجموعات أخرى. وأكدت مصادر متعددة في إدلب أن السلطات السورية اعتقلت ما بين 58 و70 مقاتلا من الجبهة وعددا من الجنود الجزائريين جنوب حلب في ديسمبر الماضي.

وأشارت المصادر إلى أن بعض المعتقلين اعترفوا خلال التحقيقات بارتكابهم جرائم حرب ضد المدنيين السوريين، كما أقروا بارتباطهم بالحرس الثوري الإيراني والمخابرات الإيرانية والجزائرية.

رفض جزائري

وفي فبراير، قام وزير الخارجية الجزائري بزيارة إلى دمشق لطلب الإفراج عن المعتقلين، إلا أن الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، رفض الطلب، وأكد أنهم سيحالون إلى المحاكمة.

ومن جهتها، نفت “النانة لبات الرشيد”، مستشارة زعيم جبهة “البوليساريو”، هذه الاتهامات، واعتبرتها “أكاذيب ودعاية مغربية”. إلا أن التحقيق أشار إلى أن مكتب الجبهة في دمشق قد أُغلق مؤخرا، وأن المزاعم المغربية السابقة حول دعم إيراني-جزائري للبوليساريو قد أثبتتها الوقائع.

ويُعد وجود “البوليساريو” في سوريا مثالا واضحا على التدخلات الأجنبية في البلاد، ويطرح تحديات كبيرة أمام لجنة العدالة الانتقالية السورية، التي تسعى لمحاسبة المتورطين في جرائم الحرب، بمن فيهم الميليشيات الأجنبية التي قاتلت على الأراضي السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *