التوفيق: المساجد ستتحول إلى منارات لإصلاح التدين وتخفيف “كلفة الحياة”

كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن علماء المغرب انخرطوا منذ أكثر من سنة في برنامج لتجديد التدين أطلقوا عليه اسم “تسديد التبليغ”، مبرزا أن هذا المشروع ينطلق من المساجد بهدف إحداث نقلة نوعية في الممارسة الدينية، ليكون نموذجا يحتذى به في العالم الإسلامي.
وأكد التوفيق أمس الثلاثاء 16 شتنبر 2025 خلال احتفالية بمناسبة يوم المساجد بالرباط، أن البرنامج يسعى لتحويل دور المساجد من مجرد فضاء لتلاوة القرآن، إلى مكان لتعلمه وتطبيق مبادئه في الحياة اليومية، ويشمل ذلك الوفاء بالعهود والمعاملات، وتجسيد الأخلاق التي بعث النبي محمد ﷺ لإتمامها.
وأضاف المسؤول الحكومي، أن هذه السنة تمثل انطلاقة جديدة لدور المساجد، التي تُنفق عليها الأموال بنية من المحسنين، مشددا على ضرورة أن يتجاوز دورها مجرد العبادة، لتصبح منارة لإصلاح الأخلاق، ينبع منها نور القرآن وتُبنى على أساسها تربية صالحة للأبناء.
وأشار وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، إلى التحديات والمخاطر التي يواجهها الشباب، مؤكدًا أن الهدف هو جعل المساجد نموذجا لهذا الإصلاح الجديد “إصلاح التدين” بأخلاق القرآن، بمساهمة من الجميع.
كما أوضح أن برنامج العلماء هذا يهدف إلى إشعار الناس بمسؤوليتهم تجاه حالة التدين، مضيفا أن العلماء يبشرون بأن استجابة الناس لهذا الإصلاح ستُخفف عنهم كلفة الحياة، مبرزا أن هذا المشروع يُعد نقلة نوعية وجديدة ستنطلق من المساجد، وسيحسب أجرها لمن بناها إلى يوم القيامة.
في سياق متصل، جدد وزير لأوقاف والشؤون الإسلامية التزامه بتنفيذ برنامج تأهيل البنايات الدينية والوقفية المتضررة من الزلزال. وأوضحت أن العدد الإجمالي لهذه البنايات يبلغ 2516، منها 2217 مسجدا و299 زاوية وضريحا.
وأكد الوزير أحمد التوفيق، أن ميزانية تقدر بـ 120 مليار سنتيم قد تم تخصيصها لهذا البرنامج. وأوضح أن العمل جار لإنهاء تأهيل كل المساجد والزوايا والأضرحة المعنية بنهاية سنة 2026.
وأشار التوفيق إلى أنه في هذا الصدد، تم حاليا فتح 1239 مسجدا أمام المصلين بعد استقرار حالتها أو الانتهاء من تأهيلها، سواء بجهود من الوزارة أو من تبرعات المحسنين. وتابع المصدر أن عمليات الدراسات المنجزة قد بلغت 4664 عملية، بينما يجري حاليا تأهيل 754 مسجدا وزاوية وضريحا.
وأضاف الوزير أنه من المخطط أن تنطلق أعمال تأهيل 530 بناية إضافية قبل متم هذه السنة، على أن تبدأ أشغال تأهيل 1225 بناية أخرى مع بداية سنة 2026. كما أبرز سعي الوزارة المستمر لتأهيل جميع المساجد وتحسين جودة فضاءات العبادة، مشيرة إلى أنه تم في هذا الإطار فتح 2057 مسجدا كانت مغلقة، من بينها 533 مسجدا لا تزال قيد الإصلاح حاليا.
اترك تعليقاً