وجهة نظر

إنها لا تليق بالاتحاد

لست أدري، ما أسباب نزول الصورة ومضمون التدوينة؟ وفي ذلك اليوم بالذات؟ وبتلك الطريقة “الفجة”، التي لا تليق لا بالاتحاد الاشتراكي، ولا بعضو مسؤول بقيادته الرشيدة؟

ثمة ألف طريقة وطريقة، بل ألف صيغة وصيغة، لتصريف التعبيرات عن الاختلاف، ولست أدري لماذا يصر بعض “المناضلين القياديين” على الضرب (ليس من تحت الحزام)، بل بالكلام وكأننا في رأس الدرب، أي عفن هذا الذي “لطخ” الخطاب في المغرب!؟ وأية سادية؟

مناسبة هذا التقديم، مضمون تدوينة، مرفقة بصورة لبنكيران التقطت له في لحظة بكاء، للقيادية الاتحادية، رحاب حنان، صباح أول أمس الإثنين. “تصبيحة، واش من تصبيحة !!”.

على جدارها بموقع التواصل الاجتماعي،، فايسبوك، نشرت رحاب حنان، صورة تظهر عبد الإلاه ابن كيران في لحظة بكاء، يعود تاريخها لأكثر من سنة، خلال خطاب كان ألقاء في الدشيرة، في مارس 2015.

حينها، كان الفقدان المفاجئ للقيادي في البيجيدي، الراحل محمد بها، على إخوانه في الحزب لازال يشكل وقع الصدمة في نفوسهم ، وخصوصا المقربين منه، ومنهم ابن كيران.

إلا أن رحاب، كما بدا لي، لجأت إلى تدوينة غير موفقة بالمرة، ويمكن تصنيفها، تحت طائلة الأخلاق السياسية، ب”المشينة”، من دون تردد، خصوصا وهي تورد في ذات التدوينة، هذه العبارة، التي زاوجت بين حمل الاتهام، وقراءة النوايا (التي لا يعلمها إلا الله)، فيما كان المطلوب، هو شجاعة الوضوح.

“…فمن المعروف أن التماسيح تبكى وتذرف الدموع بعد التهام فريستها ليس حزنا، عليها ولكن نتيجة لاختلاط الهواء بالأملاح التي تفرزها بعض الغدد في جسم التمساح، ويقال إن التماسيح تحتاج دائمًا إلى من ينظف لها أسنانها بعد كل وجبة لتبقى دائمًا نظيفة لعملية التهام جديدة”.

يمكن تفهم سياقات “الحروب” بين بيجيدي ابن كيران واتحاد لشكر، “اللاعبة” في الوحي للقيادية الاتحادية، بمثل هذه التدوينة، لكنه لا يمكن بالمرة، قراءة النوايا، وحتى، قراءة نوايانا، عكس ما تعلمنا إياه السياسة، وإلا سنكون أصوليين أكثر من الأصولية الأقصى تطرفا.

ما ينتظره المواطن من النخب، ليس هو اجترار وإعادة إنتاج الخطابات “الزنقوية”، التي غزت المشهد السياسي المغربي، وإنما الوضوح، والشجاعة، وكنت سأكون سعيدا بتدوينة، تحمل شيئا من هذين المبدأين، في صورة للشجاعة السياسية ولسمو الأخلاق، وقبل هذا وذاك، ل”عربون” أسلوب يرقى بخطابنا السياسي.

كتبت رحاب حنان: “لقد اعتدنا أن نقول إنه “يبكى بدموع التماسيح”، على كل شخص منافق مخادع يبكي بدموع مزيفة غير حقيقية، فمن المعروف أن التماسيح تبكى وتذرف الدموع بعد التهام فريستها ليس حزنا عليها ولكن نتيجة لاختلاط الهواء بالأملاح التي تفرزها بعض الغدد في جسم التمساح ويقال إن التماسيح تحتاج دائمًا إلى من ينظف لها أسنانها بعد كل وجبة لتبقى دائمًا نظيفة لعملية التهام جديدة”.

وأردفت القيادية الاتحادية في ذات التدوينة: “وهنا يأتى دور طائر” الزقزاق” الذي هو في الأصل طائر أمريكى موطنه الأصلى أمريكا الشمالية والذي يحوم حول منطقة تواجد التماسيح ويطلق تغريداته وزقزقاته فتبدأ عملية تبادل مصالح بين الوحش الكاسر والطائر الرقيق فيقوم طائر الزقزاق بتنظيف أسنان التمساح للحصول على وجبة شهية وفي المقابل لا يطبق التمساح فكيه على الطائر عرفانًا بجميله في الحصول على أسنان نظيفة تمكنه من التهام فريسة جديدة”.