سياسة

الشاذلي: نستقطب السلفيين بشكل كبير لحزب عرشان ونؤيد تخفيض العتبة

بعدما كان يرفض بشكل قاطع الانخراط في السياسة ويعتبرها فسادا من الناحية الشرعية، أصبح عبد الكريم الشاذلي، أحد رموز التيار السلفي بالمغرب، يدعو ويخطط لاقتحام السلفيين للعمل السياسي والحزبي، مشيرا إلى أن هناك تعبئة عامة لاستقطاب السلفيين بشكل كبير لحزب “الحركة الديمقراطية الاجتماعية” الذي يقوده محمود عرشان.

الشاذلي الذي قضى 8 سنوات وراء القضبان بتهمة الإرهاب في ملف ما بات يُعرف إعلاميا بـ”السلفية الجهادية” بعد أحداث 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، قبل أن يخرج من السجن في 2011 بعفو ملكي رفقة شيوخ سلفيين آخرين، دافع عن تخفيض العتبة الانتخابية إلى 3 في المائة، معتبرا أن السلفيين أولى من غيرهم في اقتحام المواقع السياسية.

وقال المتحدث، في حوار أجره معه موقع “الإسلام اليوم”، إنه اختار الانضمام لحزب “النخلة” دون غيره، لأن “مرجعيته إسلامية ونحن في حاجة إلى مظلة، ولا يمكننا كسلفيين أن نفرض وجودنا داخل حزب مثل العدالة والتنمية أو حزب كبير وقد يحصل صدام، ولا يمكننا فرض الأجندة السلفية داخل حزب كهذا”.

وأضاف أنه “من الضروري أن تدخل السياسة بوجهها النظيف، وأنا أخطط الآن كي تقتحم السلفية المواقع”، مشيرا إلى أن السلفيين أولى من غيرهم بالمواقع السياسية والحقوقية، “ينقص فقط القليل من القناعات”، حسب قوله.

وشدد في الحوار ذاته، أنه رفقة سلفيين آخرين، أسسوا هيئات موازية للعمل السياسي، كـ”الحركة السلفية للإصلاح السياسي” التي تمثل الجانب الدعوي، و”الجمعية المغربية للإدماج والإصلاح مع السلفيين داخل وخارج السجون”، و”جمعية المصالحة والدفاع عن الحريات”.

وبخصوص ترشحه في الانتخابات المقبلة، قال الشاذلي إنه لا زال مترددا ولم يقتنع بعد، لافتا إلى أن رئيس “الحركة الديمقراطية الاجتماعية” أخبره أن وجوده داخل الحزب سيؤدي إلى تحول، “لكن أحتاج على الأقل 3 أو 4 سنوات قبل التفكير في الترشح وينبغي على السلفيين أن يدخلوا السياسة”.

وتابع قوله “أراهن على الانتخابات التشريعية القادمة بعد 6 سنوات، وسيكون وجودنا في البرلمان محركا أساسيا للعمل السياسي”.

إلى ذلك، كشف الشيخ السلفي، أنه دخل لحزب عرشان بمطلبين اثنين، “الأول قضية المعتقلين الإسلاميين داخل السجون، والثاني دعوتي إلى أسلمة الحياة العامة، أي دعوتي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية”.

وأوضح أن عرشان كان قد اتصل بوزارة الداخلية ومستشاري الملك في موضوع المعتقلين، لافتا إلى أن المسألة “توجت برسالة في رمضان إلى الملك كتبها بخطه وقمت بتوقيعها، فيها أسماء 80 فردا وتمت الاستجابة وأفرج عن 37 معتقلا من معتقلي السلفية”.