مجتمع

بونعمان: ضعف البحث العلمي بالمغرب يعكس فشل السياسة اللغوية

العمق المغربي- محمد تورار

قال الكاتب والباحث المغربي، سلمان بونعمان، إن المغرب لم يعط بعد للبحث العلمي الأهمية والأولوية التي يستحقها، مضيفا أن ميزانيته تبقى هزيلة ودون التطلعات، ولا تعكس مدى مكانة هذا الجانب في سياسة الدولة.

وأضاف أن الإشكال ليس في تدريس اللغات بل في لغة التدريس التي تتطلب إصلاحا جذريا وتضافرا للجهود من قبل كل الفاعلين، مستلهما لذلك التجربة اليابانية التي نجحت في إحداث إصلاح لغوي تاريخي وشامل، كانت من أهم تجلياته اعتماد اللغة القومية اليابانية (الكاتاكانا والهيراغانا) بعد تطويرها لغة رسمية لتدريس العلوم، مع الاستفادة والانفتاح طبعا على اللغات الأجنبية، حسب قوله.

ودعا الباحث في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إلى إعادة النظر في السياسة اللغوية للمملكة، مشيراً إلى أن البحث العلمي اليوم هو المؤشر الحقيقي لنهضة كل أمة، والمجال المركزي الكفيل بإنتاج المعرفة والتقنية، وتنظيم عمليات انتقالها وتطويرها في كل مجالات الحياة، والذي لا بحث علمي له اليوم لا مستقبل له غدا، يقول المتحدث.

واعتبر المتحدث في لقاء مفتوح أمس الخميس بكلية العلوم الاجتماعية والقانونية بالرباط، من تنظيم منظمة التجديد الطلابي، أن “أبرز إشكاليات البحث العلمي بالمغرب تتمثل في سياسة التخبط والتفريط الداخلي بسبب التخلف، وضعف المنظومة التعليمية والثقافية ككل، ثم التآمر الخارجي بسبب مخلفات الاستعمار”.

وأشار إلى أنه “غالباً ما تكون هنالك علاقة تشابك بين سياسة البحث العلمي والاستراتيجيات الاستعمارية الخارجية المحروسة من طرف بعض أشباه المثقفين الذين مهمتهم بالأساس حراسة تخلف المنظومة وبقاءها على حالها”.

وأردف قائلا، “إن المدخل الأساسي الذي سيمكن من تجاوز الإشكاليات المطروحة، هو وضع قاطرة البحث العلمي على سكة النجاح، يتمثل في المراجعة الجادة للمنظومة التعليمية ككل، من خلال ثلاث مستويات”، لخصها المتحدث في ضرورة إعادة النظر في علاقة البحث العلمي بمحيطه المجتمعي والثقافي العام، والتحقيق المستفيض لمعرفة الأسباب الحقيقية، الكامنة وراء ظاهرة العزوف عن المطالعة، وتدني نسب مؤشرات مجتمع المعرفة في ظل ارتفاع ملحوظ في استهلاك التقنية، حسب قوله.

وتابع قوله “إن علاقة البحث العلمي بالديمقراطية والحرية والعدالة التعليمية تتمثل في النزاهة وتكافؤ الفرص، وفي تقدير الإبداع والحرية الأكاديمية، وإعادة النظر في إشكالية الرقابة والأمن الفكري وهجرة الأدمغة”.

إلى ذلك، قالت الطالبة الباحثة بكلية العلوم بالرباط، بشرى بريش، إنه من المفروض على البحث العلمي بالمغرب أن يلعب دور المحرك والدينامو الرئيسي في ربط التحصيل العلمي بالواقع المعاش وفي تثبيت محصلات الاستيعاب المعرفي بالنسبة لنا كباحثين جامعين.

وأضافت ونميز هنا بين البحث العلمي الجامعي من داخل الجامعات المغربية وبين البحث العلمي الذي ترعاه المؤسسات البحثية من خارج الجامعة وفي الأوساط الصناعية”، مشيرةً إلى أن منظومة البحث العلمي في المغرب تعرف مجموعة من الاختلالات تعزى بالخصوص إلى غياب رؤية ومنهجية تعاقدية واضحة تؤطر علاقة الدولة ومراكز البحث من جهة، وبينها وبين الباحثين من جهة أخرى، حسب قولها.