سياسة

سياسيون يناقشون سبل إنقاذ اليسار بالمغرب

في خضم الأزمة التي يعيشها اليسار بالمغرب، نظمت مؤسسة المشروع للتربية والتكوين ندوة وطنية حول موضوع “في ضرورة اليسار”، صباح السبت 26 مارس الجاري بالرباط، بمشاركة عدد من السياسيين اليساريين والأكاديميين ومهتمين بالشأن السياسي المغربي.

وفي هذا السياق قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في ندوة حول موضوع “في ضرورة اليسار”،: “يجب أن نعترف باضمحلال اليسار، رغم التضحيات الكبرى التي قدمها والأدوار الطلائعية التي لعبها داخليا وخارجيا وأوصلت المغرب إلى مكاسب عملت على انقاذه من أزمة التدبير في البلاد”، حسب قوله.

وأكد المتحدث ذاته، أن أخطر ما يتعرض له المغرب اليوم هو سوء تقدير درجة الحرمان، مضيفا أن السياسة الاقتصادية لم تفلح في تحرير طاقات الإنتاج وتحقيق القفزة الاقتصادية النوعية، فضلا عن التباطؤ الكبير للسياسة العمومية وفشل البلاد في الحد من الهشاشة.

ودعا لشكر إلى العمل مع مختلف الشركاء الذين يؤمنون بالديمقراطية، قائلا: “نحن في حاجة إلى قطب سياسي واضح المعالم”، وطالب بتنزيل الدستور عبر قوانين تنظيمية متقدمة وتنظيم سلطة الدولة وأجهزتها من خلال فصل السلط والانتخاب الحر والمحصن من تدخل اللوبيات وإخضاع الجميع للمحاسبة، علاوة على مواصلة الإصلاحات للوصول إلى ملكية برلمانية ديمقراطية وحماية الوحدة الترابية والوطنية ومواصلة الانخراط في المواثيق الدولية، على حد تعبيره.

من جهته أكد عبد السلام عزيز، الأمين العام لمؤتمر الاتحادين، أن وضع اليسار ممزق ومنزلق وغير قادر على تأطير الحركات الاجتماعية، مشيرا إلى أن هذا الوضع اتضح مع حركة 20 فبراير.

وأوضح عزيز أن التنظيمات اليسارية الحالية هي تنظيمات انتقالية وليست نهائية، بل بداية لمشروع يساري ولقطب يساري مستقل عن الدولة ومستقل عن اللوبيات وعن التنظيمات الإسلامية.

وقال مصطفى لبراهمة، الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي، إنه: لا يرى موقعا لليسار في حكومة مثل الحكومة الحالية”، مشددا على ضرورة إنشاء جبهة موحدة للنضال ضد “المخزن” باعتباره العائق الأساسي أمام تقدم الشعب المغربي، رود الاعتبار للاشتراكية كنظام أمثل للمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، على حد تعبيره.

ودعا لبراهمة إلى التحالف بين مكونات اليسار في الكتلة الديمقراطية وانفتاحها عن القوى الوطنية والحفاظ على حد أدنى من التواصل والتضامن.

في هذا الإطار قال عبد الواحد سهيل، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، إن الاختلاف في اليسار هو الأصل ومكمن قوته والاختلاف لا يعني الإقصاء والتقوقع، مضيفا إلى أن الواقع معقد باستمرار ويتطلب الفهم الجماعي المستمر وهو من المطالب الأساسية لليسار في أفق بناء دولة ديمقراطية، على حد تعبيره.

وأوضح علي بوطوالة، نائب الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في الندوة التي نظمتها مؤسسة المشروع للتفكير والتكوين بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أنه لا يمكن لليسار أن يكون تابعا لأي طرف ويجب أن يبقى متميزا.