الأسرة

دراسة: تعليم الأبناء أشغال البيت والرياضيات يساعدهم على التفوق الدراسي

سكينة إسضار- متدربة

لا أحد ينكر أن الوالدين يرغبون في الحفاظ على أن يبقى أطفالهم بعيدين عن المشاكل، وحصولهم على التفوق الدراسي، بالإضافة إلى أن تصير لهم حياة رائعة في رشدهم.

وفق صحيفة “الإندبندنت”، كشفت عن دراسة تبين 11 نقطة، وصفتها بالقواسم المشتركة التي يمتلكها آباء الأطفال الناجحين.

1- يحثون أبناءهم على أداء الأعمال المنزلية:

قالت عميدة الصف الأول بجامعة ستانفورد “جولي ليسكوت هيمز”، في إحدى العروض التفاعلية لمجلة ” TED Talk”: “إن لم يكن الأطفال يغسلون أطباق الطعام، فهذا يعني أن ثمة من يفعل ذلك بدلاً منهم”، مضيفة أنه ينبغي إنجاز العمل، وأنه على كل فرد أن يسهم في ذلك الإنجاز من أجل صالح الجماعة.

وتعتقد “ليسكوت هيمز”، مؤلفة كتاب “كيف نربي البالغين” أن الأطفال الذين ينشؤون على المشاركة في الأعمال المنزلية يصيرون في المستقبل موظفين متعاونين مع زملائهم في العمل بصورة ناجحة، كما يصيرون أكثر تفهماً لأنهم يعلمون في المقام الأول كيف يكون الكفاح من أجل إنجاز العمل، كما يبدون استعدادية للقيام بالمهام باستقلالية.

وحسب نفس المصدر، فإن “هيمز” صرحت لمجلة “Tech Insider” قائلة “عندما نجعلهم يشاركون في الأعمال المنزلية، سواء جمع القمامة أو غسيل ملابسهم، فإنهم يدركون أن عليهم أن ينفذوا أعمال الحياة كي يكونوا جزءاً من الحياة”.


2- يعلمون أبناءهم المهارات الاجتماعية:

كشف باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة “ديوك” ارتباطاً كبيراً بين مهارات الأطفال الاجتماعية في مرحلة الروضة ونجاحهم عندما يصبحون بالغين بعد عقدين من الزمن، وذلك في دراسة تضمنت 700 طفل بأميركا، من مرحلة الروض واستمرت 20 عاماً.

وقد أوضحت الدراسة أن الأطفال الذين أظهروا مهارات اجتماعية من خلال التعاون مع أصدقائهم -دون تعليمات من أحد- لديهم احتمال أن يحصلوا على درجة علمية ووظيفة بدوام كامل في سن الخامسة والعشرين، مقارنة مع الأطفال الذين أظهروا قدرات اجتماعية محدودة.

كما أظهرت الدراسة أن ذوي المهارات الاجتماعية المحدودة لديهم احتمال التعرض للتوقيف، أو إدمان الخمر، أو التقدم للحكومة بطلب للحصول على الإسكان العام.

وفي السياق ذاته، قال مدير البرامج في مؤسسة جونسون الخشب روبرت، “كريستن سشوبرت”، إن ” هذه الدراسة أن مساعدة الأطفال على تنمية مهاراتهم الاجتماعية هي من أهم الأشياء التي يجب القيام بها لإعدادهم لمستقبل زاهر”. وأضاف في حديثه، أنه من خلال الدراسة كذلك، يمكن أن تحدد منذ سن مبكرة إن كان الطفل يذهب إلى الكلية أم السجن.

3- لديهم ثقة كبيرة في أبنائهم:

صرح “نيل هالفن”، المدير المؤسس لمركز لصحة الأطفال، والأسر والمجتمعات المحلية، “أن الآباء الذين خططوا لدخول أبنائهم الجامعة، عملوا على نيل ذلك الهدف مع أطفالهم منذ الصغر، بغض النظر عن دخلهم المادي أو ممتلكاتهم”.

وفي دراسة وطنية أجراها البروفيسور “نيل هالفن” وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس، ضمت 6600 طفل من مواليد 2001، اكتشف الباحثون أن الثقة التي يضعها الآباء في أبنائهم تؤثر بشدة على أدائهم، بالإضافة إلى أن 57 % من الأطفال الذين حصلوا على درجات سيئة سوف يذهبون إلى الجامعة بمساعدة آبائهم، بينما 96% من الأطفال الذين حصلوا على درجات عالية سوف يذهبون إلى الجامعة بأنفسهم.

وذكرت صحيفة الإندبندنت أن الطب النفسي توصل إلى نتيجة تسمى بـ”تأثير بجماليون”، والتي تقول إنه “كلما زادت النتائج المتوقعة من الأشخاص، زادت النتائج الإيجابية لأدائهم لتؤدي إلى النبوءة ذاتية التحقق”. وأشارت إلى أنه في حالة الأطفال، فإنهم يرتقون ويستمتعون بحياتهم وذلك بحسب الثقة التي يضعها فيهم آباؤهم.

4- العلاقة بين الآباء والأبناء تكون جيدة:

أوضح “روبرت هيوز جونيور”، رئيس قسم تطوير المجتمع والإنسان بجامعة إلينوي، أن بعض الدراسات بينت أن الأطفال الذين ينشؤون في أسرة خالية من الصراعات، يصيرون أفضل من الأطفال الذين ينشؤون بعائلات بها أب وأم معاً ولكن بينهما صراعات. وأضاف قائلا “إن الصراعات التي تحدث بين الآباء قبل الطلاق تؤثر سلباً على الأطفال، بينما تؤثر الصراعات التي تحدث بعد الطلاق بصورة كبيرة على إعادة تهيئة الطفل”.

وفي دراسة لجامعة “إلينوي”، ذكرت أن الأطفال الذين يعيشون في أسر تعاني من الصراعات، سواء كانت تلك الصراعات ظاهرة أو غير ظاهرة، يصبحون أسوأ من الأطفال الذين يعيشون في كنف آباء متفاهمين.

وفي دراسة أخرى، أجريت على أزيد من عشرين من أشخاص منفصلين آباؤهم عندما كانوا صغاراً. أظهرت أنهم لا يزالوا يعانون من ألم انفصال الأبوين لعشر سنوات. أما الصغار الذين أظهرت الدراسة أن ثمة صراعات كبيرة بين أبويهم كانوا أكثر تأثراً بمشاعر الفقد والحسرة.
وفي التقرير، اكتشفت إحدى الدراسات أن الآباء الذين يزورون أبناءهم بعد الانفصال بصورة متكررة بينما تقل صراعاتهم مع الأم الحاضنة، يظهر أبناؤهم تحسناً كبيراً. وفي المقابل عندما تكون الصراعات أكبر، فإن تحسن الأطفال يكون سيئاً.

5- يحققون على مستويات علمية عالية:

في سنة 2014، أظهرت دراسة أجرتها “ساندرا تانج”، الخبيرة النفسية بجامعة ميتشيغان، تقول إن الأمهات اللواتي أنهين المرحلة الثانوية أو تخرجن من الجامعة لديهن ميول أكثر لدفع أبنائهن لبلوغ نفس الهدف.
وخضع 14 ألف طفل للدراسة في الفترة بين 1998 و2007، حيث بينت النتائج أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات مراهقات (يبلغن 18 عاماً أو أقل) كانوا أقل رغبة في إنهاء المرحلة الثانوية أو دخول الجامعة من نظرائهم.


ويشير التقرير إلى أن الطموح مسؤول جزئياً عن تلك النتيجة. بحيث أجريت دراسة في سنة 2009 على 856 شخصاً بالشمال الريفي لولاية نيويورك، اكتشف خلالها “إريك دوبو”، الخبير النفسي بجامعة “بولينغ غرين ستيت”، أن الأطفال الذين هم في الثامنة من عمرهم ولدى آبائهم درجة علمية، يتوقع لهم أن يحققوا نجاحاً علميا ووظيفيا بعد أربعين عاماً.

6- يعلمون أطفالهم الرياضيات في سن مبكرة:

أجريت إحدى التحليلات متعددة المسارات سنة 2007 على 35 ألف طفل بالولايات المتحدة وكندا وإنكلترا، وجميعهم لم يدخلوا المدرسة بعد. وقد أوضحت هذه التحاليل أن تعليم المهارات الحسابية في سن صغيرة يحقق ميزة كبيرة للغاية.

وقال “جريج دونكان”، الباحث بجامعة نورث ويسترن الأميركية، وأحد المشاركين في ذلك التحليل: “إن التأثير الكبير الذي يحققه تعليم المهارات الحسابية في سن صغيرة، والذي يجعل الطفل على دراية بالأرقام وترتيبها والمبادئ الرياضية الأخرى قبل أن يدخل المدرسة، يعد من أكثر الأمور المحيرة التي اكتشفها التحليل”.

في بيان صحفي، “دونكان” أكد إن إجادة المهارات الحسابية في سن صغيرة، لا يسبب تفوقاً رياضياً وحسب، بل إنه يؤدي إلى تحقيق تفوق في مهارات القراءة.

7- يطورون علاقة جيدة مع أطفالهم:

اكتشفت دراسة أن الأطفال الذين حصلوا على “رعاية حساسة” في ثلاثة أعوام الأولى من حياتهم، لم يحققوا نتائج جيدة في الاختبارات الدراسية بعمر الطفولة، بل كانت لديهم علاقات رائعة ونجاح أكاديمي عندما وصلوا إلى سن الثلاثين. وقد أجريت هذه الدراسة على 243 شخصاً تربوا في بيئة فقيرة، سنة 2014.

ووفقاً لما ذكره موقع “PsyBlog”، فإن الآباء الذين يوفرون الرعاية الحنونة لأبنائهم “يستجيبون للإشارات التي يصدرها أبناؤهم بشكل مناسب وسليم” وأنهم “يوفرون الأساس الآمن” لأبنائهم من أجل اكتشاف العالم.
في مقابلة مع “لي رابي” الخبير النفسي بجامعة مينيسوتا والمشارك في تلك الدراسة، قال فيها “إن هذا يعني أن الاستثمار في علاقة مبكرة بين الطفل وأبويه يضمن نتائج طويلة الأجل ومتراكمة بوعي الأفراد”.

ذكر “بريجيد شولت” بصحيفة واشنطن بوست عن إحدى الدراسات بينت أن عدد الساعات التي قضتها الأمهات مع أبنائهن الذين تتراوح أعمارهم بين 3-11 عاماً تؤثر قليلاً على سلوك الطفل وإنجازه. والأكثر من هذا أن ما يسمى ب “الأمومة المكثفة” أو “الآباء المدللون” قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

ونقلت واشنطن بوست عن “كي نوماجوتشي” خبير علم الاجتماع بجامعة “بولينغ غرين ستيت”، قوله إن “التوتر الذي ينتاب الأمهات، خاصة التوتر الناتج عن التوفيق بين العمل وتربية الأطفال، قد يؤثر بدوره سلباً على الأطفال” فإن العدوى الشعورية أو السلوكية يمكنها أن توضح لنا السبب وراء ذلك.

وتقول الأبحاث أن سعادة صديقك ستنتقل إليك، وإن حزنه سيصيبك بالاكتئاب. لذا فإن كان الآباء مرهقين أو محبطين فإن تلك الحالة النفسية سوف تنتقل إلى الأبناء.

9- يقدرون مجهود الطفل الذي يبذل من أجل تجنب الفشل:

اكتشف “كارول دويك”، الخبير النفسي بجامعة ستانفورد، إن الأطفال (والكبار أيضاً) يفكرون في النجاح بإحدى الطريقتين، حيث يعتقد الأطفال أن النجاح يأتي عندما يتوقع منهم تحقيقه.
فمن خلال الاكتشافات العقلية التي تتوصل إليها “ماريا بوبوفا”، ودائماً ما تكون اكتشافات فريدة، فإنهم يفعلون الآتي:
“العقلية الثابتة” تفترض أن شخصياتنا وذكاءنا وقدراتنا الإبداعية تعد مواهب ثابتة غير قابلة للتغيير بأي شكل. وأن النجاح ما هو إلا التأكيد على ذلك الذكاء المتأصل، وقياس تلك المواهب يتم من خلال إخضاعها لمعايير ثابتة، وأن الرغبة في تحقيق النجاح وتجنب الفشل بأي وسيلة يصبح الطريقة لإثبات ذكائنا أو مهارتنا.

أما “عقلية النمو” فهي تقع على الجانب الآخر من المعادلة، وتؤكد على مواجهة التحديات وعدم اعتبار الفشل مؤشراً على عدم ذكائنا، بل اعتبار الفشل تشجيعاً لنا من أجل النمو وتطوير قدراتنا الحالية.

وفي السياق ذاته، فهناك تمييز في الطريقة التي تفترض خلالها أن إرادتك تؤثر على قدراتك، في حين تلك الطريقة لها تأثير قوي على الأطفال. فإن قيل للأطفال إنهم سيخضعون للاختبار من أجل قياس ذكائهم الفطري، فإن هذا سيخلق “العقلية الثابتة”. أما إن قيل لهم أنهم سينجحون بسبب مجهودهم، فإن هذا سيخلق لديهم “عقلية النمو”.

10- أعمال الأمهات:

وفقاً للأبحاث التي تجريها كلية الأعمال بجامعة هارفارد، فإن ثمة فوائد كبيرة للأطفال الذين ينشؤون مع أمهاتهم يعملن خارج المنزل.
وقالت الدراسة إن البنات اللائي ولدن لأمهات يعملن وذهبن للمدرسة لفترة أطول، كنّ أكثر عرضة لأن يحظوا بوظائف إشرافية، وجني أموال أكثر 23% عند مقارنتهن بالبنات اللائي نشأن لربات بيوت.

في المقابل، أشارت الدراسة إلى أن أبناء الأمهات العاملات أكثر عرضة للمشاركة في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال. فقد أوضحت دراسة أنهم يقضون 7 ساعات ونصف أسبوعياً في رعاية الأطفال وحوالي 8 ساعات في الأعمال المنزلية.

ونقلت “Business Insider” قول “كاثلين إل ماكجين”، المشرفة الرئيسية على تلك الدراسة، “إن محاكاة الأدوار تعد وسيلة لقياس نجاعة التصرفات والأفعال والأنشطة التي يشارك فيها الشخص، وأيضاً ما يؤمن به”.

كما أخبرت “ماكجين” موقع “Working Knowledge” أنه “ثمة أشياء قليلة نعلم أن لديها أثراً واضحاً على المساواة بن الجنسين، ومن هذه الأشياء التنشئة في أسرة بها أم عاملة”.

11- يملكون وضعا اقتصاديا واجتماعيا رفيع المستوى:

يقول “شون ريردون”، الباحث بجامعة “ستانفورد”، إن الفجوة بين الإنجازات التي يحققها الأطفال الذين يولدون لأسر غنية ونظرائهم في الأسر الفقيرة “تبدو أكبر 30-40% لدى الأطفال المولودين في عام 2001 من نظرائهم المولودين قبل ذلك بـ 25 عاماً”.
وحسب دراسة، فإن واحداً بين كل 5 أطفال بالولايات المتحدة يولد في بيئة فقيرة، وهو ما يحدّ بشدة من إمكاناتهم.
كما يوضح “دان بينك”، مؤلف كتاب “Drive”، أنه كلما ارتفع مدخول الآباء، ارتفعت درجات أطفالهم في اختبارات التقييم المدرسي.

وذكر أيضا إن التغيب الشامل والتدخلات باهظة الثمن يمثلان الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، وهو ما يؤثر بالضرورة على التحصيل والأداء الدراسي”.