وجهة نظر

من المسؤول على جرأة بان كيمون ..؟

 بعد الجرأة التي امتلكها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على سيادة المغرب، وهيبته التاريخية والحضارية التي يشهد لها العدو قبل الصديق، الضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا، وذاك بافتراءه وقوله بأن المغرب محتل للصحراء المغربية، رغما عن أنفه وأنف من دفعوه لذلك، أو بمحض إرادته وإن كان في الغالب الأعم من يتقلدون مثل هذه المناصب لا تكون لهم آراء، وإن كانت لهم فإنها تقتصر على مصطلحي “نندد” و “نشجب”

وغيرهما من الألفاظ المسكوكة والمحفظة لهم تحفيظا حتى لا ينسوها أو يخطئوا في قولها، وتجر عليهم ويلاتها، وإن كان الرد فالجواب المعهود زلة لسان.

الأهم من كل هذا ما السبب الرئيسي الذي جعل “رجلا” كهذا يتطاول على حرمة دولة ضاربة في القدم؟، حيث تضطر معه الدولة لتحشد عشرات الهيئات السياسية والجمعوية والنقابية، لأجل حشد همم مغاربة استشهد آباؤهم وأجدادهم من أجل الدفاع عن الوطن وحرمته بطواعية، لأجل المشاركة في مسيرة شعبية احتجاجا على تصريحات “بان كي مون”، وكأني بالمغاربة يقولون سنحكك من أجل إطلاق رائحتك كالكمون. والأيام ستخبرنا عن الرائحة التي سيطلقها بعد الرائحة النثنة التي أطلقها.

ثم دعونا نتساءل ماذا بعد المسيرة المليونية التي ستنظم غدا إن شاء الله؟، وماذا سيربح المغرب؟ حتى إن قدم بان كي مون اعتذارا للشعب المغربي، وقال إنه لم يقصد بل فُهِم خطأ،  وأنه سيظل في موقعه الحقيقي موقع الحياد؟ وإلى متى ستظل قضية الوحدة الترابية مستعصية على الحل؟ أوليس الحل يكمن في العدل والحرية والكرامة ..

في خضم الجدل الكبير الذي تلا تصريحات أمين عام الأمم المتحدة، بت أتساءل من يجب أن يدافع عن المغرب وعن وحدته بحق، وهل من وكلت لهم مهمة الدفاع يدافعون بحق، وهل لهم الكفاءة العلمية الحقة من أجل الدفاع عن الوطن؟ وما مدى وطنيتهم، وكيف تتجلى الوطنية في ابن الوطن.

هي تساؤلات صغتها على هذا المنوال:

من يجب أن يدافع عن الصحراء، وكيف ذلك ؟

ما دور الدولة بجميع تلاوينها !

ما الدور المنوط بوزير الخارجية؟، الذي يطير بين الفينة والأخرى من بلد لآخر

ما دور السفراء في الدول، وهل لهم بتاريخ المغرب دراية، ألا يحتاج من يعين أو يكلف بمهمة السفير لامتحان الكفاءة في المهمة المنوطة به، على الأقل ما مدى معرفته بالتاريخ المغربي، كيف بدأ مشكل الصحراء المغربية، ومشكل سبتة ومليلية، ما برنامجه للدفاع عن الوحدة الترابية، كيف سيدافع عنها، كيف سيقنع شعب الدولة التي سيكون سفيرا بها ورئيسها أو ملكها.. وفي نهاية تكليفه، هل يأتي بتقرير عن ما فعله، وماذا قدم أثناء مدة إقامته..

ما دور الحكومة في الدفاع عن الأمة المغربية، هل قامت بكل ما يجب عليها القيام به؟

ما دور المجالس الاستشارية ؟

ما دور العمال والقياد ؟

ما دور الجماعات ؟

ما دور الشعب ..

ما دور الإعلام ..

أين زرع الهوية الحقيقة في شعب يؤمن بالنخوة ويأبى الحكرة

أين حب الوطن بين أبناء الوطن

أين التثقيف وأين المثقفين

أين التعليم وأين المعلمين والمتعلمين

قضية الوحدة الترابية تحتاج من الجميع لوقفة حقيقية مع الذات، تحتاج لنقد ذاتي حقيقي

الأمم تتقوى بزرع حب أوطانها بين جميع أفراد شعبها بالتثقيف بالكرامة بالعدل بالحرية..

وليس بالبهرجة والمهرجانات الفارغة في عمقها من عمق الهوية الحقيقية للشعب.