منوعات

أطباء تونسيون يؤسسون فرقة موسيقية داخل مستشفى بالعاصمة

في بادرة هي الأولى من نوعها، أسّس مجموعةٌ من الأطباء في تونس العاصمة نواةً لفرقة موسيقية داخل مستشفى يتكوّن أغلب أفرادها من عناصر طبية وشبه طبية من هواة الموسيقى والعزف، هدفها الأساسي تخفيف معاناة المرضى داخل المستشفيات التونسية عبر خلق أجواء من الفرحة والراحة النفسية بين الطبيب والمريض.

فرقة “الأمل” للموسيقى

هذه البادرة التي تمزج بين الطابع الإنساني والفني تعود للبروفيسور حمودة بوسن، رئيس قسم العلاج الطبي للأورام بمستشفى عبد الرحمان مامي بالعاصمة، والذي أعرب عن سعادته بالنتيجة المذهلة التي رآها في عيون المرضى بعد كلّ حفلٍ غنائي شهري لهذه الفرقة الموسيقية النموذجية التي أطلق عليها اسم “فرقة الأمل”.

ويقول بوسن لـ”هافينغتون بوست عربي” لقد “استلهمت الفكرة من أحد تلامذتي الذين يدرسون الطبّ، حيث قام هذا الطبيب المقيم ذات يوم بإحضار آلة الكمنجة والعزف في أحد أروقة المستشفى، فأعجبتني الفكرة، وقلت في نفسي لم لا تكون هناك فعلياً فرقةٌ موسيقية في المستشفى لمساعدة المرضى على تجاوز آلامهم وكسر حاجز الخوف بين المريض والطبيب”.

مرضى سابقون تعافوا وانخرطوا في الفرقة

ويؤكد الدكتور بوسن، الذي يهوى الغناء والمقامات الشرقية، أنه استعان أيضاً بزملائه من محبي الفن والموسيقى وحتى بعض المرضى الذين تعافوا من السرطان تماماً وعادوا لذات المستشفى، لكن هذه المرة كعازفين لبث الأمل عند باقي المرضى وأغلبهم انخرط في نشاط هذه الفرقة الموسيقية بشكل تطوّعي، حسب قوله.

ويعبّر الدكتور عن أمله في تعميم نشاط هذه الفرقة الموسيقية في كامل مستشفيات العاصمة خلال الأشهر القادمة، ولاسيما بعد أن أثبتت التجربة نجاعتها في تخفيف آلام المرضى ولاسيما الذين يخضعون لجلسات العلاج الكيماوي بعد كل حفل غنائي يجمع الفريق الطبي بهواة الموسيقى والمرضى المقيمين في المستشفى.

ويضيف “قمنا بالاتصال بإحدى الفرق الموسيقية النسائية، وهي جمعية الفنانات المغاربيات، المختصة في موسيقى المالوف، وعبّرن فعلياً عن استعدادهن للمشاركة في النشاط الفني للفرقة الموسيقية داخل المستشفى”.

كما ينشط الدكتور بوسن بالتوازي في جمعية خاصّة بالتحسيس والتكوين في ميدان علم الأورام “أفسوما” داخل قسم الأورام بمستشفى عبد الرحمان مامي بالعاصمة.

ويختم قائلاً “آمل أن تساهم هذه البادرة في تغيير الصورة القاتمة التي يحملها المريض في تونس عن أداء الإطار الطبي وشبه الطبي داخل المستشفيات الحكومية، من إهمالٍ للمرضى وسلوك عنيف للممرّضين أو الأطباء. نحن في خدمة المرضى وهذا شعاري الذي أنصح به تلامذتي من طلّاب الطب”.

الصحة النفسية للمريض جزءٌ من العلاج

أنس زهير هو طالب في السنة الثالثة بكلية الطب بتونس ويحمل الجنسية المغربية، انضم بدوره بشكل تطوعي للمبادرة الإنسانية بدعوة من أستاذه الدكتور بوسن، وعبّر عن سعادته بتقاسم أجواء الفرح والسعادة مع المرضى داخل المستشفيات خلال كل عرض موسيقي، حيث يقع بالتوازي مع النشاط الفني توزيع الحلويات والمشروبات في جو حميمي بين الأطباء ومرضاهم.

ويقول زهير إن مهمّة الطبيب لا تقتصر فقط على العلاج الطبي بل تتجاوزه للاهتمام بالصحة النفسية للمريض وبظروف إقامته داخل المستشفى.