وجهة نظر

الانقلاب في مصر وتأثيره على المحيط الاقليمي

ونحن في الذكرى الخامسة لثورة المصرية، الكل قد استبشر خيرا بعد سقوط مبارك إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير من العام 2011 لأنه جاء مباشرة بعد هروب بن علي من تونس لكن الاشكال أن نظامه وبقية أركانه عادة بعد أن حدث انقلاب على أحدث تجربة ديمقراطية في مصر.

الكل يعلم سياقات وأحداث ما وقع منذ الإطاحة بمبارك والى ما يقع الآن في مصر من ديكتاتورية وسلب لأبسط الحريات، لكن القليل جدا يعرف تأثير هذا الانقلاب على بقية الدول العربية، ذلك أن مصر لديها مكانة في العالم العربي ولديها تأثير كبير على القضية الفلسطينية والقضية السورية …

كانت مصر لتكون القيادة الحقيقة لتحالف يضم عدد من الدول التي لديها مكانة في منطقة الشرق الاوسط ولديها تأثير على السياسات الخارجية لبعض الدول، ماذا لو كان هنالك تحالف بين محمد مرسي وأردوغان ؟ .. ماذا لو بقي مرسي ونحن نعلم ضمنا أنه كان مساندا لثورة السورية ؟ هل ستكون مآلات الاحداث مثل ما يحدث الان من تشريد وتنكيل بالشعب السوري .. ماذا لو بقي مرسي في السلطة هل سيكون حصر خانق على غزة وعلى المعابر ؟ ماذا لو بقي مرسي هل كان بالإمكان أن ينقلب الحوثي على مخرجات الحوار الوطني في اليمن وهل ستتآمر إيران على الشعب اليمني ؟ ماذا لو بقي مرسي هل كان المتقاعد خليفة حفتر ليلبس لباس القذافي ويعود على دبابة ؟ ..

إن تأثير الانقلاب في مصر على المحيط العربي واقع لا يمكن نكرانه أبدا لأنه أحدث شرخا كبيرا لدى شعوب هذه المناطق بالحلم بانتقال ديمقراطي حقيقي، وأنا أعتقد جزما أنه لو استمر الحكم الديمقراطي في مصر لأحدث نوعا من التوافق بين هذه الدول ولما تجرأت بعض الدول المحيطة بنا علينا وهنا إشارة مهمة جدا فإيران التي تدعم بعض المليشيات المسلحة وأبرزها مليشيا الحوثي التي انقلبت على مخرجات الحوار الوطني التي كانت لتكون أول تجربة للانتقال ديمقراطي توافقي كما حدث في تونس كما يقول المفكر العربي عزمي بشارة لم تكن لتفعل ذلك لولا مشاهدتها التآمر الكبير على اول تجربة لانتقال ديمقراطي بقيادة محمد مرسي تآمر عربي صهيوني عالمي لإفشال حلم النهضة وحلم الحرية والتحرر. 

لا يمكن نسيان تأثير هذا الانقلاب على القضية الفلسطينية وتحديدا على قطاع غزة المحاصر منذ سنوات لا دواء ولا غذاء ولا وقود ولا كهرباء ومع ذلك استطاعت المقاومة أن تصمد في وجه أعتى جيوش المنطقة عُدة وعدة ، ماذا لو استمر فقط فتح المعابر بدل التآمر على المقاومة وقيادتها ومحاكمة بعض الشهداء والأسرى في محاكم الاستبداد المصري الحالي؟ . أيضا لا أحد يمكن أن يقول بعكس أنه لو بقي مرسي لما كانت داعش ولما طال أمد نظام بشار المدعوم عربيا وصهيونيا وإيرانيا …

إن مرحلة الانتقال الديمقراطي في مصر أثرت ايضا على تونس ما أدى إلى تنازل حركة النهضة الاسلامية درءا للانقلاب أبيض ورغبة في تحقيق توافق وإجماع وطني.

لا يمكن نسيان ماحدث في ليبيا بعد الانقلاب في مصر حيث أن الثوار الذين كانوا يوما ما جبهة موحدة ضد القذافي أصبحوا جماعات مسلحة وبعضها دعم عربيا أيضا لإفشال انتقال ديمقراطي في هذا البلد الذي شهد ثورة تاريخية ضد استبداد القذافي. 

أكيدا أن هذا الانقلاب أثر على كل تلك الدول العربية بدء من القضية الفلسطينية وليبيا و الثورة السورية واليمن وتونس وهي البلدان التي شهدت حراكا مطالبا بالحرية ومطالبا بأنظمة ديمقراطية تلبي حاجيات مواطنيها، لأن البعض من بني جلدتنا لا يرد أن تصل إليه رياح التغيير ورياح الحرية ولأن العالم يخشى من مارد قد ينهض يوما ما اسمه دول عربية اسلامية موحدة من أجل القدس والمقدسات من أجل الانسان ولا شيء غير الإنسان .