مجتمع

باحث أمازيغي: السنة الأمازيغية أكذوبة تاريخية اخترعتها فرنسا

في ظل السجال الدائر حول الاحتفال بالسنة الأمازيغية، ومطالبة البعض باعتمادها عيدا وطنيا، خرج باحث أمازيغي مختص في التراث الأمازيغي برواية أخرى عن قصة السنة الأمازيغية.

الباحث عبد الرحمان فريقش، اعتبر أن السنة الأمازيغية مجرد أكذوبة تاريخية من اختراع فرنسا، مشددا، في حوار أجرته معه جريدة “الأسبوع الصحفي” المغربية، على أن السنة الأمازيغية هي من ابتكار بعض القبايليين الجزائريين المنتمين للأكاديمية البربرية بباريس المعروفة بتعصبها ضد العرب، ” لأن الأوربيين لم يهضمو كيف تحول البحر الأبيض المتوسط، في فترة من الزمن، من بحيرة مسيحية إلى جنوب مسلم”، حسب قوله.

المتحدث، أشار في الحوار ذاته، إلى أن الفرنسيين ورغم فشلهم في تقسيم العرب والبربر عبر الظهير البربري، إلا أنهم نجحوا في تكوين طبقة من الأمازيغ تعتقد خطأ أن العرب قضوا على لغتهم وعلى كتابتهم، لافتا إلى كون الأمازيغية مكون أساسي في المغرب الكبير، “لكن الصحوة الأمازيغية لا ينبغي أن تكون على حساب التلاحم المغربي بين العرب والبربر، لأن الأمر لا يتعلق بحرب بين لغتين وثقافتين”، وفق تعبيره.

إلى ذلك، اعتبر فريقش أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية مرده البحث عن هوية أمازيغية، “لكن البحث ينبغي أن يرتكز على أسس علمية مقبولة وليس سرقة تاريخية أو أكذوبة تاريخية غير موجودة نهائيا”، مضيفا أنه لا يمكن أن تكون هناك سنة خاصة بكل فئة إثنية.

وعن الذين يقارنون بين دخول العرب للمغرب والاستعمار الإسباني للمغرب، قال الباحث الأمازيغي، إن الإسبان أفنوا أمريكا اللاتينية عن آخرها، بينما العرب الذين جلبوا الإسلام، فقد أسسوا دولا بربرية (الموحدين والمرابطين والمرينيين)، “وأصبح المغرب أمة بعدما كان البربر عدة قبائل وبعض ملوكهم تابعين لروما، والعرب والبربر الأوائل تفاهموا وكونوا دولا دون معارضة”.

“لا علاقة للسنة الفلاحية بما يروج له بعض النشطاء الأمازيغ، فحاكوزة هي عيد فلاحي وطني لكل المغاربة عرب وبربر، وأكثر القبائل احتفالا بالسنة الفلاحية هم أهل الوسط المغربي، أي دكالة وعبدة وتادلة”، يضيف المتحدث في ذات الحوار مع الجريدة الأسبوعية.

في نفس الصدد، أوضح فريقش، أن التقويم الذي يعلنه البربر هو تقويم “جليني” نسبة إلى يوليوس قيصر الذي قدم من مصر إلى روما لأسباب سياسية، وقتل فيها سنة 46 قبل الميلاد، حيث نقل معه إلى روما التقويم الشمسي الذي كان في مصر عوض القمري الذي كان عندهم، ولما استعمرت روما شمال أفريقيا نقلت معها هذا التقويم الذي تبناه المغاربة، وبنوا عليه مواسمهم الفلاحية إلى الآن، إلى أن جاء البابا “غريغور”، وغير سنة 1682 تاريخ التقويم من 7 يناير إلى 25 منه، لكي تتطابق مع احتفالات النويل”.

وأضاف المتحدث، أنه لا يمكن لشخص جاء من باريس أن يطالب باعتماد رأس السنة الأمازيغية كيوم عطلة، يجب أن تكون لنا أعياد موحدة، ولم يسبق للمرينيين والموحدين والمرابطين أن احتفلوا بها، مذكرا بمقولة “جورج أدون” آخر مدير فرنسي للمدرسة الإدارية بالرباط حين قال “في المغرب تبربر العرب وتعرب البربر”.