وجهة نظر

أيها الشاب المتحزب، ميز بين الإنتماء والإرتماء

عزيزي الشاب، عزيزتي الشابة؛

من الجيد أن تهتم بالسياسة وشؤون البلاد والعباد، ليس لتصبح سياسيا محنكا، وهذا من حقك طبعا، بل لتفهم ما يدور من حولك وما يخطط لك ولأولادك وبناتك مستقبلا. فإذا كنت لا تحب السياسة، فهي تعشقك وتذهب معك أينما حللت وحيثما ارتحلت…فكن فاعلا لا مفعولا به…

من الجيد أيضا ،عزيزي الشاب وعزيزتي الشابة، أن تنخرط في حزب سياسي يلامس قناعاتك ويعبر عن مواقفك، فلا يمكن أن تناضل لوحدك في عالم يؤمن بالتكتلات والتنظيمات لتحقيق مشروع أو للدفاع عن قيم…

لكن حذار من ان تكون مجرد رقم في التنظيم الذي تنتمي إليه، تدافع عن قرارات القيادات وتبرر مواقفها وتوافقاتها واجتهاداتها وهفواتها. أنت لست مطالبا بتبرير كل شيء حتى القرارات التي يتم اتخاذها في الكواليس وفق ترضيات بين الزعيم وفرقائه، فتجتهد لتبررها بينما هي لا تبرر. قد تدافع عن قرار يبدو لك صائبا وفيه مصلحة عامة وتبين الجانب الإيجابي منه…فكن جارا لا مجرورا.

كن أنت ضمير التنظيم، واطلق العنان لملاحظاتك ونقدك وشغبك وعنفوان وحماس شبابك، ولا تقمع فيك هذه الطاقات، واعلم أن الإنتماء للتنظيم لا يعني بتاتا الإرتماء في حضن الزعيم لتهلل وتصفق له. دعه هو يبرر ويفسر قراراته واجتهاداته ولا تتركهم يمارسوا الوصاية عليك ويفكروا مكانك تحت يافطة أنك شاب لا تفهم وأن عقلك السياسي لم ينضج بعد أو لأن أفقك محدود ولا ترى ما لا يرون، وما عليك إلا أن ترى بعين زعيمك المبجل الذي يظن أن الباطل لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، فلا تكونوا دروعا بشرية وفكرية فداء له.

عزيزي الشاب، عزيزتي الشابة؛
زعماء التنظيم مجرد بشر، قد يتخذون قرارا فادحا فيموتون لتتحمل تبعاته أنت وأبناؤك مستقبلا، فلا تتردد في انتقادهم وتوجيه النصح فيما تراه صائبا فالقرار لا يلزم إلا صاحبه فلست رأسا من القطيع…