التضامن بالمقلوب “كلبيها”
خلقت المستشارة المحترمة ثورية لحرش الحدث في الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة, ليس بدفاعها عن أساتذة الغذ كما تزعم ويزعم الذين يحملون لافتات الاحتجاج بجانبها, ولكن لأن لافتتها حملتها مقلوبة . وبالطبع رئيس الحكومة لم يترك اللحظة تمر دون أن ينبهها بقلبها لأنها أصلا مقلوبة انقلاب الأفكار التي تحملها في مخيلتها وانقلاب الأهداف التي تسعى للوصول اليها. نعم أن هدف هذه النقابات ومعها جماعة الاحلام هو رأس بنكيران. ويظهر ذلك جليا في مرافعة هذه النقابات وفي الشعارات التي ترفعها في مسيراتها ووقفاتها التي بالكاد تجمع فيها بضعة آلاف. أما جماعة الاحلام, عفوا العدل و الاحسان , فقد اختلط عليها الأمر ووجدت نفسها تائهة امام تسارع الأحداث وغياب أي مشروع مجتمعي يمكن أن تقنع به الشعب , فلا تدري هل تواصل أحلامها ورآها التي تبشرها بقرب بناء دولة الخلافة المنتظرة, أم تظل على مطالب فئوية لتحقيق أهدافها الخفية التي لا تستطيع البوح بها.
ان نقاباتنا المحترمة قد وجدت نفسها بين عشية وضحاها قد فقدت مكسبا كانت الى عهد قريب ترى أنه حق من حقوقها الطبيعية , ألا وهو ابتزاز الحكومات من أجل الحصول على امتيازات حيث تعمل على مساومتها, في كل محطة نضالية تخوضها الطبقة العاملة , لتحصل على شيكات ضخمة أو فيلات او ما شابه ذلك.( للإشارة فهذه المعلومة أسر بها الينا أحد القادة النقابيين في لقاء جمعنا به.) تم تخرج في الأخير ببيان تدعي فيه استجابة الحكومة لمطالب الشغيلة.
وبما أن هذا الامتياز الذي كانوا يحصلون عليه مع الحكومات السابقة قد حرموا منه الآن, فطبيعي أن يثوروا ضد بنكيران ويطالبوا برحيله . وبما ان هذه النقابات مهترئة و فاقدة للشرعية التي تساعدها على قيادة حركة احتجاجية فإنها لن تتوانى في الركوب على أي احتجاج يحصل هنا أوهناك ومحاولة تضخيمه ليصوروا للرأي العام ان الشعب يغلي وأن الاحتقان الاجتماعي وصل مداه بسبب السياسة الفاشلة للحكومة, و بسبب اعتدائها على الطبقات الفقيرة, وما الى ذلك من الشعارات التي نسمعها يوميا.و الغريب في الأمر أن النقابيينالذين يحتجونأمامالبرلمانضدبنكيرانلرفعهسنالتقاعد” لايريدونأنيتقاعدوارغمتجاوزهمسنالتقاعد”.
أما جماعة العدل و الاحسان, وان كانا ننزه أبناءها عن السعي وراء تحقيق مكاسب مادية, الا أنها تظل متشبثة بمنهج جامد وثابت يقوم على الرفض و التغيير والزحف و القومة من أجل بناء دولة الخلافة . ولهذا تجدها عاجزة عن انتاج أفكار وبناء مواقف مما يجري في اللحظة المناسبة , ليكون شغلها الشاغل هو الركوب على نضالات الآخرين ومحاولات احتضانها, بعد أن تظهر لها المعركة أنها رابحة, كما وقع في معركة الأساتذة المتدربين , حيث بقي أبناء الجماعة يتفرجون على نضالات السادة الأساتذة, حتى ظهر لهم أن المعركة بدأت تتسع وتكسب التعاطف من كل جانب ليقرروا في الأخير الركوب على كل شيء وقيادة المعارك بطريقتهم الخاصة التي تقوم على المواجهة مع رجال الأمن ودفعهم الى استعمال القوة في حق أبناء الشعب ليقوموا في الأخير بترويج صور الدماء, من أجل خلق رأي عام يدين ويشجب دون أن يعرف حقيقة ما جرى في أرض الواقع, كما وقع أمس في مسيرة القنيطرة حيث شرع متزعمو المسيرة في التدافع ودفع رجال الامن لكي يتم أخذ صور للإغماءات و الجرحى وترويجها على أنها تدخل عنيف لرجال الأمن.
انه زمن قلب الحقائق ومحاولة اثارة الفتنة ورفض كل اصلاح تقوم به الحكومة , دون تقديم بدائل, هدف هؤلاء في الأخير هو وضع العصا في عجلة الاصلاح. حتى لا يتحقق حلم الشعب في تحقيق الاستقرار و الازدهار و النماء الاقتصادي. لأن الاستقرار يناقض فكر الثورة الذي يؤمن به هؤلاء, والقائم على خلق الازمة ودفع الشارع الى الاحتقان. ونتذكر جميعا مقولة:(اذا اعطيت الفقير درهما, فقد أخرت الثورة عشرين سنة). وأظن أن ما يريدونه لن يتحقق ,لأن الشعب مقتنع بما تقوم به الحكومة لحد الآن. وما على هؤلاء الا قلب الأفكار التي تعشش في مخيلتهم حتى لا يفقدوا ما تبقى من رصيدهم الشعبي الذي يستمر في التراجع.