الحل الجذري لقضية “الأساتذة” المتدربين
كثر السجال حول قضية “الأساتذة” المتدربين، واختلطت الأمور باختلاط وجهات النظر المقتحمة للموضوع. ونحن هنا نخرج الموضوع من جانبيه “السياسوي” و القانوني لنضعه في السياق النقابي والسياسي الصحيح. أي أننا حتى وإن انطلقنا من فرضية قانونية المطلب مطلب “الأساتذة” المتدربين –ولا يبدو كذلك- فإن جوهر القضية ينبني على واقع التدريس بالقطاع الخاص، الذي يخيف “الأساتذة” المتدربين كما يخيف العاملين فيه.
ومنه فالمدخل الجذري للإصلاح يقتضي حل معادلة طرفها الأول: أهمية الإصلاح الذي يؤطر للقضية، أي فصل التكوين عن التوظيف كاجتهاد حكومي له مصوغات موضوعية و مقبولة، وطرفها الثاني التخوف من العمل بالقطاع الخاص وله أيضا مصوغات موضوعية ومقبولة.
والحل الذي أقترحه هنا يقوم على ثلاثة نقط أساسية:
1-إنشاء صندوق وطني لأداء مستحقات أطر التربية والتكوين في القطاعين العام والخاص
2-اشتراك الحكومة والمدارس الخاصة في ضخ الاعتمادات المالية الضرورية لهذا الصندوق (نسبة عن كل متعلم في القطاع الخاص مثلا)
3-تشجيع الدولة لموظفيها في جميع القطاعات بتدريس أبنائهم في القطاع الخاص (بتحفيزات كرفع التعويض عن الأبناء) و تخصيص منحة للمتفوقين للدراسة به.
وكتوضيح للمقترح أكثر ألفت الانتباه إلى أن تكامل هذه الإجراءات من شأنه أن يحقق نتائج جيدة لكل الأطياف.
أولا:التعليم المغربي:
– توحيد المسار الدراسي في البرامج والمحتويات وطرق التدريس (مغربة التعليم)
– تخفيف الاكتظاظ
– تحسين ظروف اشتغال الهيئة التربوية
– تحقيق الحكامة في معدلات المتعلمين (تقوية منظومة مسار)
ثانيا:الشغيلة التعليمية:
– تسريع وثيرة الحركات الانتقالية
– تحسين ظروف الاشتغال في القطاع الخاص
ثالثا:الحكومة المغربية:
– تنزيل اجتهاد الحكومة الرامي إلى فصل التكوين عن التوظيف
– التخفيف من حدة الخصاص في الأطر التربوية ومراعاة الإمكانات المالية
– إنهاء ازدواجية الاشتغال في القطاعين الخاص والعام
– الاستعانة بالرأسمال الخاص في تدبير القطاع، وبخدماته في مراقبة مردودية الأطر التربوية
رابعا:القطاع الخاص:
– تمكينه من كفاءات القطاع العام
– تمكينه من موظفين مستقرين
– ازدياد الطلب عليه
ومع أن هذا المقترح يحتاج لدراسة ميدانية للجدوى، فإنه لا يكتمل نظريا إلا بمبحثين مكملين سيكونان موضوعين لمقالتين لاحقتين، يتعلق الأمر بالتكوين الأساس ومسطرة الترقية.