سياسة

الحمداوي: على الحركات الإسلامية ألا تنخرط كلية في السياسة

 خالد السوسي

قال محمد الحمداوي، عضو مجلس الإرشاد لجماعة العدل والإحسان، إن الحركة الإسلامية أصبحت لديها مسؤولية كبيرة في عدم الانخراط كليا في العمل السياسي، داعيا إياها للتركيز على الدعوة والعمل الاجتماعي.

ودعا، خلال مداخلة له في الندوة التي نظمتها الجماعة، اليوم السبت بسلا، بعنوان “التحولات الإقليمية الراهنة، أي دور للنخب والشعوب” بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل مؤسسها  الشيخ عبد السلام ياسين، إلى اعتماد هذه الحركات الإسلامية على “خطاب سياسي يرسخ أجواء الثقة، ويكثف العمل التشاركي من خلال مبادرات جماعية”، مع مراعاة نبذ العنف كيفما كان نوعه أو مصدره، على حد تعبيره.

وأشار الحمداوي في مداخلته التي كانت بعنوان “التحولات الراهنة قراءة في المسار والمآلات” والتي تحدث فيها عن السياق التاريخي للثورات التي شهدتها المنطقة العربية، إلى ضرورة  “تحصين الجو السياسي من أي نوع من أنواع المنافسة غير الشريفة”.

ولفت إلى أن “الغضب مازال متأججا في أعماق الشعوب العربية الثائرة التي شعرت بالغبن مما وقع من انتكاسات لآمالها، ولأن الأسباب التي قامت بسببها الثورات ما تزال قائمة من قبيل الأمية والتهميش والقمع والاستبداد والبطالة…”، وتأسف لعدم وجود قيادة تنظيمية للجماهير التي ثارت على الأنظمة المستبدة في بلدانها، والتي اعتبر غيابها بـ”الأمر الطبيعي”، لكن “من غير الطبيعي أن تكون المكونات السياسية التي رافقت الثورة غير متفقة”، مما فوتت على نفسها الفرصة في جني ثمار الثورة، “ففتحت الباب أمام القوى المضادة الموحدة والمدعومة من طرف جهات خارجية” لتستعيد السيطرة من جديد على زمام الأمور وتعيد “الدولة العميقة”، على حد تعبيره.

واعتبر غزو أفغانستان والعراق “خطأ استراتيجيا فادحا”، أدى إلى خلق تحول لدى تنظيم القاعدة، “فبعدما كان مشتتا في قندهار وجبال تورابورا جمعه الغرب في عمق المنطقة العربية باحتلال العراق، وتسببت في أن يكون لهذا الكيان الغريب سيطرة على أراضي واسعة في العراق وسوريا”، بحسب قوله.

وشدد على أن الخطأ الثاني الذي وقعت فيه الدول الغربية تمثل في توجيهها للمزيد من الضربات على الأراضي السورية ردا على العمليات الإرهابية التي عرفتها باريس، عوض أن “تسرع في مسار الحل السياسي في سوريا مثلا”، وأشار إلى أن رد الفعل هذا هو ما أراده المتطرفون لكسب المزيد من الأنصار ولعب دور الضحية والتغلغل أكثر وسط الشعب “الناقم على الحمم التي تنهال عليه من كل مكان”.

ودعا في الأخير الغرب إلى تجاوز إشكالياته الفلسفية والفكرية مع الدول العربية والإسلامية ويقر بضرورة التعايش معها، كما دعا إلى اعتماد خطاب سياسي عام يكرس الثقة وينبذ العنف.