مجتمع

نصف أطفال المغرب لا يلجون التعليم الأولي والفقر أبرز مانع

أفاد تقرير للمندوبية السامية للتخطيط أن أقل من نصف أطفال المغرب فقط، يتمكنون من ولوج مؤسسات التعليم الأولي، مبرزة أن مستوى الدخل يعتبر واحدا من الموانع وراء استفادة النصف الباقي من هذه المرحلة التعليمية، حيث ترتفع نسبة الاستفادة منه في الأوساط ذات الدخل الجيد والأحياء الراقية والفخمة بالحواضر، أكثر منها بالأحياء الفقيرة والقرى.

وسجل التقرير الذي استهدف حوالي 12,5 ألف أسرة من مختلف الجهات، وحصلت “العمق المغربي” على نسخة منه، ارتفاع نسبة الأطفال المستفيدين من التعليم الأولي بالحواضر مقارنة مع المناطق القروية، حيث يفوق نسبة الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 3 و5 سنوات المسجلين بالتعليم الأولي 72,6 في المائة، فيما لا تتجاوز هذه النسبة بالقرى 19,6 في المائة، بضعف يفوق ثلاث مرات، وتقل النسبة كلما كانت القرى بعيدة عن الطرق وعن المنشآت الاجتماعية الأساسية، وكذا عن شبكة التزويد بالماء الصالح للشرب.

وأضاف تقرير المندوبية السامية للتخطيط المنجز خلال شهري أكتوبر ونونبر من السنة الماضية، أن نسبة التمدرس بالتعليم الأولي ترتفع في الأوساط الغنية وتقل لدى أطفال العائلات المحسوبة على الطبقات المتوسطة والفقيرة، حيث سجل تسجيل نسبة 81,6% لدى الأطفال المقيمين في أنماط “السكن الفاخر والعصري”، وتتقلص النسبة إلى 75,3% في أوساط السكن الاقتصادي والاجتماعي، فيما لا تتجاوز 65,4% لدى أطفال العائلات المقيمة في السكن العشوائي و62,9% في المدينة العتيقة.

إلى ذلك، رصد التقرير استئساد مؤسسات التعليم الخاص بعدد الأطفال المتمدرسين بالقطاع الخاص، حيث تستقبل نسبة تقارب 94,5%، فيما لا تستقبل مؤسسات التعليم الأولي العمومية سوى 5,5 في المائة، كما سجل تراجع الإقبال على التعليم الأولي التقليدي المتمثل في الكتاب والمسيد، حيث لم يعد يقبل عليه أكثر من 6,7% من المستفيدين من التعليم الأولي.

وأضاف المصدر أن متوسط عمر الأطفال المسجلين بمؤسسات التعليم الأولي لأول مرة يقدر بـ 3,3 سنة، مما يفرز مدة تمدرس أولي تبلغ سنة ونصف في المتوسط، مشددا على أن  أكثر من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و5 سنوات لم يترددوا بعد على أي مؤسسة للتعليم الأولي لأسباب عدة منها جنس الطفل وعمره ومميزاته الأسرية والاجتماعية، حيث يولي الآباء أهمية أكبر لتمدرس أبنائهم الذكور في التعليم الأولي (51,1%) مقارنة بالفتيات (46,2%)”، حسب تعبير التقرير نفسه.

أما فيما يخص لغات التدريس بالتعليم الأولي، فأكد التقرير الإقبال على اعتماد اللغة العربية، حيث تعتمد لغة وحيدة للتدريس في أكثر من 52,2% من المؤسسات، فيما تعتمد العربية إلى جانبها الفرنسية في 45,5%، ولا تتجاوز المؤسسات التي تعتمد الانجليزية كلغة ثالثة 1,3%.

وخلصت الدراسة التي أعدتها المندوبية السامية للتخطيط بالتكامل مع نتائج الإحصاء العام للسكان لسنة 2014، إلى مساهمة التعليم الأولي في تقليص الهدر المدرسي بالنصف تقريبا، وأنه “يحسن النجاح بما لا يقل عن 50% على امتداد المسار التعليمي، ويزيد بصورة ملحوظة من الرأسمال البشري وأمد الحياة الدراسية”، غير أنه “بدأ يعرف تغيرات هيكلية تكرس طابعه الانتقائي”، حسب وصف التقرير.