سياسة

الملك من باريس: أزمة المناخ أكبر حيف يلحق الدول الهشة

أكد الملك محمد السادس، اليوم الإثنين بباريس، أن أزمة المناخ “أكبر حيف يلحق بالدول الهشة، فتأثيرات التغيرات المناخية، تعني كذلك وربما بشكل أكبر البلدان النامية خاصة دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية الأقل تطورا”.

وأشار العاهل المغربي، إلى أن الجميع بات يعرف حجم التحديات المناخية التي يعرفها العالم، و”هناك بلدان تسير إلى الأمام ويسير كل حسب استراتيجيته الخاصة به، رغم الصعاب التي لا يمكن تجاهلها وعلى رأسها توفير مستويات عيش مناسبة للشعوب” حسب الخطاب ذاته.

وتساءل الملك محمد السادس، “هل من الانصاف أن نطالب الآخرين بالتقليص عندما نتوفر على كل شيء ولكن عندما نتوفر على القليل هل المطالبة بالمزيد تعتبر اجراما في حق كوكب الأرض، هل من المشروع أن تصدر توجيهات لحماية البيئة عن الأطراف التي تعتبر المسؤول الأول عن ارتفاع حرارة المناخ”.

وأبرز الملك، أن القارة الإفريقية تستحق اهتماما خاصاا، موضحا أنها قارة “بدأت تستفيق في كل مناطقها وتستكشف ذاتها وتكتسب الثقة في نفسها، إنها قارة المستقبل وعلى أرضها سيحسم مصير كوكبنا”، يقول الملك في الخطاب ذاته.

وقال الملك، إنه “يجب تشجيع نقل التكنولوجيا وتعبئة الموارد المالية خاصة لفائدة الدول النامية لما لها من أهمية بالغة، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تفادي وضع هذه الدول أمام الاختيار بين تطوير اقتصادياتها وحماية البيئة، كما يجب أن يراعى انخراطها في هذه المعركة ضد أخطار التغيرات، النموذج التنموي لكل بلدة على حدة وكذلك عادات شعبها”.

وأضاف الملك في الخطاب ذاته، “أن نمط عيش السكان في بلدان الشمال والعادات الاستهلاكية الخاصة بمنتجات التجميل أو بعض المواد الغذائية مثلا، تخلف كميات هائلة من النفايات غير القابلة للتحلل، أما في البلدان النامية تخلف كميات هائلة من النفايات غير القابلة للتحلل”.

ومن جهة أخرى، قال الملك محمد السادس، “إن مكافحة الأكياس البلاستيكية تشكل تحديا حقيقيا في البلدان النامية، فالناس لا يهتمون بكيفية التخلص منها، بقدر ما يهتمون بملئها من أجل سد حاجياتهم، فالأمر هنا يتعلق بمسألة تربوية”، يقول الملك في الخطاب ذاته.

وأوضح الملك أنه وفي كلتا الحالتين، “فإنه لابد من سن قوانين ملزمة، لكن هذه المعركة ضد النفايات لا يجب أن تصبح مرادفة لرفض التكنولوجيا ونبذ التطور، والعودة للعصر الحجري، بل على العكس من ذلك، يجب استخدام التطور التكنولوجي بكل نجاعة، للحد من آثار الاحتباس الحراري”.

وفي ختام الخطاب، أكد الملك محمد السادس، “أنه أضحى من الضروري التوصل لإجماع دولي حقيقي وشامل”، مشيرا إلى أن هذا الإجماع “لن يتحقق إلا بدعمنا للانخراط الفعلي للدول النامية في كل تحركاتها لفائدة المناخ”.

وأضاف الملك “أن مؤتمر باريس يمنحنا فرصة لتطوير آلية قانونية شاملة وعملية ومتوازنة وكونية، تمكن من الحفاظ على ارتفاع حرارة الأرض دون مستوى درجتين مئويتين، والتطلع نحو اقتصاد خال من الكربون”.