منوعات

الخراب على الباب (1) كلمات إلـى الجميع قبل فوات الأوان

كلمات العنوان أعلاه مخيفة حقيقةً، غير أن السحب الداكنة التي تغطي اليوم سماء وأفق الوطن تقتضي عدم الاكتفاء بكلمات من شأنها أن تقوم مقام ناقوس ينبه للخطر وقرب وصوله، ولكن الاستعانة أيضا بخدمات كل نفار وكل نفير يمكن تعبئته لعل الصرخة تصل كما ينبغي لها أن تصل وتفعل فعلها في تحفيز التحرك، علما بأن الأمر مصيري وعامل الزمن، هنا، حاسم، وكل يوم تأخير له ثمن وخيمٌ غدا، لا محالة، إذا مر المخطط الخبيث كما يتم تحضيره لأقطارنا المغاربية، لا قدر الله. وهذا المخطط هو نفسه الذي دمر وما انفك يدمر المشرق العربي اليوم.

نعم إن تصميم و هندسة الخراب واحد، في المشرق كما في المغرب العربي على حد سواء .. إنه نفسه الذي دمر العراق وأغرقه في فتنة مركبة حضرته للمرحلة التالية من المخطط، مرحلة التقسيم التي أعلنها صراحة رئيس أركان القوات الأمريكية الجنرال أوديرنو، قبل أسابيع وهو يسلم المهام لخلفه كي ينصرف إلى تقاعده حيث قال؛ لا يوجد هناك إلا حل وحيد لمشكل العراق وهو تقسيمه إلى ثلاث دول. إنها النتيجة النهائية لأطروحة أحد أهم راسمي القرار في الإدارة الأمريكية، الأنتربولوجي الصهيوني؛ برنار لويس. هذه الأطروحة المعروفة بـ ” نظرية الإحتواء المزدوج ” والقاضية بضرورة تقسيم أقطار الوطن العربي والأمة الإسلامية ورفع عددها من 55 إلى 88 دولة .!

مطلع هذا الأسبوع، نشرت جريدة “المساء” حوارا مع العميل الصهيوني فرحات مهني رئيس ما يسمى ب “حكومة القبايل المؤقتة”، التي أعلنها قبل حوالي سنتين، وأين؟ ! داخل الكنيسيت الصهيوني وإلى جانبه نائب رئيس هذه المؤسسة الصهيونية.

هذا العميل أقام قبل أيام تظاهرة قبالة مبنى الأمم المتحدة، على بعد أيام قليلة من رفع علم فلسطين، و أعلى ما يعتبره علم دولته في المنفى أمام مبنى المنتظم الدولي. وقبل أيام من ذلك ترأس تظاهرة أخرى بباريس كان يخطب فيها وفي خلفيته علم ما يسمى جمهورية الريف..

دولة أخرى، إذن، في عمق بلد المليون ونصف المليون شهيد، الشقيقة الجزائر. وأخرى عندنا هنا في شمال المغرب، مسقط رأس البطل والمرجع الأممي محمد بن عبد الكريم الخطابي، ملهم الثورة الصينية والفيتنامية؛ صديق هو شي منه، ورمز من أهم رموز حركات التحرر العالمية ..

و هكذا، بعد دولة الجمهورية الصحراوية، نربح دولتين أخرتين لغاية ما يتم وضع اللمسات الأخيرة للشروع بتنفيذ مخططات ثلاث هي؛ دولة “فيدرالية قبائل الجنوب الشرقي “على طول الحدود المتاخمة للجرائر .. دولة الحراطين بإقليم شنقيط بالمغرب العربي، والذي أصبح دولة موريطانيا منذ 1960، في الأفق، وسيتم إعلانها، وفق المخطط بعد أن توتي الفتنة ـ أو “الفوضى الخلاقة” في قاموس الخارجية الأمريكية ـ أكلها الذي تم اختباره بمسيرة الحراطين، قبل أسابيع في نواكشوط ..

أما أقصى شرق المغرب العربي؛ نقصد ليبيا فدويلاتها الثلاث جاهزة يتم التحضير لتمريرها، هناك، بمرهم ” الفيدرالية” … !.

سؤال إلى الجميع: هل بعد كل هذا الخراب بالمشرق العربي وهذا المخطط التخريبي الذي انتقلوا فيه إلى السرعة الثانية اليوم بالمغرب العربي .. هل بعد كل هذا يبقى لأحد منا، هيآت و أشخاص، الترف في مناقشة التفاصيل الصغيرة التافهة فيما بيننا ???!

أيها الناس : ليستفْتِ كل منا ضميره! و لْنتحرك..قبل فوات الأوان!