مجتمع

حركة التوحيد والإصلاح تطلق حملة وطنية لـ “ترشيد الإستهلاك”

أطلقت، اليوم الجمعة، حركة التوحيد والإصلاح حملة من أجل حث المغاربة على ترشيد الاستهلاك والكف عن التبذير ، حيث استندت في هذه الحملة على الآية الـ 67 من سورة الفرقان، والتي يقول فيها الله تعالى: “والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما”.

وقال رئيس الحركة عبد الرحيم شيخي في ندوة بالرباط، إن الحملة تهدف إلى حث المستهلك المغربي على ترشيد الاستهلاك وعقلنة طريق العيش، مشيرا أن المستهلك أضحى تحت تأثير وسائل الدعاية والإغراء وسقط في شباك ثقافة الاستهلاك بواسطة الوسائل المذكورة.

وأبرز شيخي في مداخلة بالندوة التي حضرها رئيس الاتحاد المغربي لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، والرئيس السابق للمؤسسة المغربية الاستهلاكية، محمد الأغظف الغوتي، أن كوكب الأرض تحول إلى سوق للسلع من جهة ومطارح للنفايات من جهة أخرى حتى قال المفكر عبد الوهاب المسيري .. (رحمه الله): “سنحتاج فى المستقبل إلى خمس كرات أرضية مصدرا للمواد الطبيعية، ونحتاج لاثنين لإلقاء النفايات.. نحن مقبلون على كارثة بيئية ذات أبعاد كونية”.

وأشار أن “الغفلة والتبذير والسعي وراء الشهوات عمت، حتى تحوّل الناس إلى سجناء لإشباع رغبات أنفسهم، ظنا منهم أنهم بكثرة الإستهلاك سيحصلون السعادة لكنهم لا يجدون إلا الفراغ والسراب”، مشيرا أن الحملة تهدف إلى “الإسهام فى التحسيس بأهمية ترشيد الاستهلاك وتقويم سلوك الإنسان تجاه رغباته وأهوائه”، مذكرا بما جاء في القرآن الكريم بأن: “ولا تبذرتبذيراً إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا”.

وكشف شيخي في معرض حديثه أن %45.1 من الأسر المغربية ترمي بين 60 درهم إلى 600 درهم في الشهر من قيمة الطعام في القمامة، وأن %42 من المواد الغذائية التي تدخل إلى بيوت المغاربة تنتهي فى النفايات؟ وأن هذه النسبة ترتفع فى شهر رمضان لتصل إلى %84.8 خاصة من الخبز ومشتقاته.

وأضاف أنه من بوادر التبذير عند المغاربة هو الخروج إلى التسوق دون حاجة إليه، والجري وراء مستجدات الموضة وصيحاتها، وتكديس الأثاث والملابس والتجهيزات دون الحاجة إليها، والمبالغة فى الولائم والمآدب والتباهى بشراء ما استجد من أثاث وهواتف وسيارات، وغيرها، منبها إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الانغماس في شهوات الدنيا وملذاتها، قائلا: “والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم، فَتَنَافَسُوها كما تُنَافِسُوها، وتهلككم كما أهلكتهم”.

واعتبر أن كثرة الإستهلاك تؤدي إلى “الانسياق وراء الشهوات وهوى النفس، مما يؤدي إلى الإدمان وضعف الشخصية وفساد التقدير، وعدم القدرة على التحكم في الرغبات والغرق في الديون والمشاكل المادية وضعف قيم التضامن والتكافل داخل المجتمع، ونسيان حق الفقير والمسكين، وضياع الأموال العامة التي تقضي بها مصالح الدولة والمواطنين وإفساد الأرض بكثرة النفايات السامة وتبديد موارد الطبيعة وإلحاق الضرر بالبيئة”.