أدب وفنون

بلعباس: أهدي فيلمي لـ”عمي علي” الذي اخطتفت سنوات الرصاص ابنه

أهدى المخرج المغربي حكيم بلعباس، الجائزة الكبرى التي حصل عليها فيلمه “عرق الشتا” في المهرجان الوطني للفيلم في دورته 18 بطنجة، إلى روح “عمي علي” الذي توفي قبل أن يرى ابنه المختفي منذ سنوات الرصاص.

وقال بلعباس في تصريح لجريدة “العمق”، بعد تتويجه في الحفل الختامي للمهرجان، مساء اليوم السبت بطنجة، إن “عمي علي” الذي سبق أن أنتج عنه فيلما سينمائيا العام الماضي تحت عنوان “ثقل الظل”، هو رجل كبير توفي قبل شهر ونصف من الآن، كما توفيت زوجته، وهما ينتظران ابنهما المختفي منذ 37 عاما في ما يسمى بسنوات الرصاص.

المتحدث اعتبر أن الناس الذين شاهدوا فيلمه “عرق الشتا” هم الذين جعلوا الفيلم يفوز بالجائزة الكبرى في دورة هذا العام، مشيرا إلى أن الجمهور تواصل مع الفيلم بوجدانهم، وهو ما جعل الفيلم يخرج بهذا الشكل، حسب قوله.

وأضاف بالقول: “قبل 4 أشهر كنت أكره كل صورة في الفيلم، لأنني طيلة عام ونصف وأنا أصور تلك المشاهد، لكن حين رأيته مع الناس في طنجة، رغم أنني رأيته من قبل في مهرجانات دولية، شعرت بالإحساس الذي أحس به مع إخوتي المغاربة، سواء من حيث اللغة أو الثقافة”.

وتابع قوله: “هناك في الفيلم مشاهد لم تكن مبرمجة في السيناريو، وأعتبرها هدايا الله إلي في الفيلم، لكن هذا لا يعني أن الإنسان لا يجب أن يكون مهيأ، بل يجب أن يكون مهيأ إلى أقصى درجة، مع ترك أبواب يدخل منها النسيم الذي يأتي بأمور لم يسبق أن فكرت بها”.

واعتبر بلعباس أن الطفل أيوب الخلفاوي، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفاز بجائزة ثاني أفضل دور رجالي في المهرجان، “هو الذي أضاف بعفويته في التمثيل مشاهد لم تكن موجودة في السيناريو، أضافت لمسة خاصة على الفيلم، ولكن يبقى الخوف والقلق عندي الآن، هو هل يمكن أن أكرر هذا الأسلوب مستقبلا، وهو الأمر ما يؤرقني في الفيلم المقبل”.

المخرج الفائز بأفضل فيلم لهذا العام، أشار في تصريح لجريدة “العمق”، أن “هناك نقادا يقولون أن حكيم له أسلوب خاص في الإخراج يخلط بين الوثائقي والمتخيل، ولكنني لا أفرق بين الأمرين، عندي فقط الحكي، أحكي مواضيع بصدق وبإنسانيتها ولا أتدخل فيها”، وفق تعبيره.

وتوج فيلم “عرق الشتا” لمخرجه حكيم بلعباس، بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم، عن فئة الأفلام الطويلة، وذلك خلال الحفل الختامي للمهرجان الذي انعقد بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، مساء اليوم السبت.

كان الطفل أيوب قد خلق الحدث في المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة، بعد أدائه دوره بطريقة عفوية في فيلم “عرق الشتا” لمخرجه حكيم بلعباس، وهو أطول فيلم مشارك في المهرجان.

الطفل أيوب الخلفاوي، مصاب بمتلازمة الداون (مرض ذهني)، جسد دورا رئيسيا في فيلم يحكي قصة فلاح صغير يعمل على أرضه في قرية صغيرة وسط المغرب، يقضي وقته في حفر بئر أملا في الوصول إلى الماء ليستمر في العيش رفقة زوجته عايدة ووالده العجوز المنهك وابنه أيوب، قبل أن يتلقى رسالة تهديد بالاستيلاء على حقله، وهو ما اضطره إلى بيع كليته لتديد ديونه دون علم أهله.