سياسة

بنعدي: الفكر خميرة لا تكسد وهو الكفيل بتجاوز مشكل الحدود مع الجزائر

بنعدي، عدد معضلات اللاوحدة على لسان الزعيم عبد الله إبراهيم

وجدة – العمق المغربي

أكد الأستاذ الجامعي حسن بنعدي، أن الفكر والأفكار وحدها الكفيلة بتجاوز الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر، وأيضا واقع اللاوحدة الذي تعرفه المنطقة المغاربية منذ عقود.

وأضاف بنعدي خلال ندوة حول “الفضاء المغاربي” بمدينة وجدة أول أمس، أن “هناك جدار من التجهيل والأكاذيب” في الضفة الأخرى وأن الواقفين وراء ذلك الجدار إذا أوكلت لهم الأمور يمكن أن يرتكبوا الحماقات.

وأشاد بنعدي في الوقت ذاته بما وصفه بجيل الحسن الثاني وبوتفليقة والذي قال عنهما “مهما بلغ الأمر، وحتى إن حدثت مناوشات فهما يعرفان أين يقفوا، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من كل ذلك فإن ما لم يكن ممكن اليوم يمكن أن يكون ممكنا غدا والعكس صحيح.

المتحدث خلال الندوة التي نظمها المعهد العالي للتدبير HEM واحتضنها مركز الدراسات والبحوث في العلوم الاجتماعية، ناشد المثقفين بأن يضطلعوا بأدوارهم وأن يتم فتح فضاءات للنقاش والتفكير مع استحضار الآخر، معتبرا أن “تدبير الأشياء مهم لكن الإنسان أهم، والإنسان هو الفكر”.

ثلاث معضلات تقف ضد الوحدة

بنعدي استدعى الزعيم الوطني ورئيس ثالث حكومة في تاريخ المغرب عبد الله إبراهيم، للحديث عن ثلاث معضلات تحول دون وحدة المغرب العربي، وأولها شرعية النظام القديم، حيث قال “إن اعتبارات تاريخية حكمت طبيعة الأنظمة التي تحكم في المنطقة وأنها هي التي كانت ممكنة تاريخيا”.

وأشار بنعدي إلى أن المغرب وتونس رغم الفروق استطاعوا تجاوز مشكل شرعية الحكم بالتوافق ومواكبة تطورات العصر، على عكس الجارة الجزائر حيث إن معضلة شرعية النظام القائم لم تحل بشكل نهائي، وبقيت دولة تعتمد الحكم الفردي الكلاسيكي والتوجه الواحد، “وهذا يؤكده عدد من الفرقاء الجزائريين”.

وخلص عبد الله إبراهيم على لسان بنعدي إلى أن هذه الأقطار لم تتجاوز معضلة شرعية الحكم ولذلك من الصعب أن ننطلق إلى بناء شيء موحد.

المعضلة الثانية في نظر بنعدي وعبد الله إبراهيم هي المعضلة الاقتصادية، حيث إن علاقة السكان بالأرض والجواب عن سؤال، من يجب أن يستغل الأرض؟ ظل معلقا حسب بنعدي الذي ذكر أن عبد الله إبراهيم “عاد في كتابه ( صمود وسط الإعصار) للعهد الروماني حيث انتزعت الأراضي من الفلاحين ومنحت للمعمرين وآخرين، وهو نفس المشكل الذي كرره الاستعمار الفرنسي في المغرب، وقد كان من أهم المشاكل بعد الاستقلال، وهو موضوع الإصلاح الزراعي الذي “أعتقد أن المغرب لم يجب عنه حتى اليوم بشكل واضح”.

المعضلة الثالثة حسب بنعدي تهم المشكل الثقافي اللغوي وسؤال الهوية، حيث ذكر أن المفكر عبد الله إبراهيم تحدث عن أن المغرب الكبير عاش أهله رحل بين الثقافات واللغات كما كانوا رحل على الأرض، وعادة ما كانت النخب لا تكون في الموعد مع الجماهير إذ عادة ما يخلف الواحد منهم الموعد مع التاريخ”. وأن النخبة عادة ما تتحدث لغة غير لغة الشعب، موجها النداء للنخب من أجل التدارك.

يذكر أن الندوة التي عرفت حضورا مهما، أطرها إلى جانب المفكر حسن بنعدي كل من المؤرخ حسن أوريد والاقتصادي والوزير السابق فتح الله ولعلو.