أخبار الساعة، مجتمع

افتتاح الدورة الرابعة للمعرض الدولي للصحة والسلامة المهنية بالبيضاء

افتتحت، اليوم الثلاثاء، بفضاء المعارض التابع لمكتب الصرف بالدار البيضاء الدورة الرابعة لمعرض (بريفينتيكا) الدولي للصحة والسلامة المهنية ولحماية الأشخاص والممتلكات، وذلك بمشاركة 160 عارضا من داخل المغرب وخارجه.

وبهذه المناسبة، اعتبر وزير الشغل والإدماج المهني ا محمد يتيم، في كلمة تليت بالنيابة عنه خلال حفل افتتاح هذا المعرض، أن الوزارة تضع ضمن أولوياتها تحسين شروط الصحة والسلامة داخل أماكن الشغل، مشيرا إلى أنه تم فتح العديد من الأوراش بهذا الخصوص، والتي تهم تحديث الإطار التشريعي والمعياري، وتحسين جودة المراقبة، والقيام بعدة مبادرات تحسيسية وتوعوية من أجل ترسيخ ثقافة تدبير المخاطر والحفاظ على صحة وسلامة الأجراء داخل العمل.

وبعد أن استعرض أمثلة عن الشراكات التي انخرطت فيها المملكة مع عدد من الهيئات الدولية والإقليمية المعنية بتعزيز الصحة والسلامة المهنية، نوه السيد يتيم إلى أن المغرب، وبتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حرص على بناء شراكات قوية ومتضامنة تقوم على مبدأ رابح-رابح ضمن محور تعاون جنوب-جنوب، من أجل تبادل التجارب وتقاسم الخبرات، ومنها مبادرته إلى احتضان لقاء خاص بمدراء الشغل بالبلدان الإفريقية الناطقة الفرنسية ضمن فعاليات هذا المعرض.

وشدد، في هذا الصدد، على أن قطاع البناء والأشغال العمومية يعتبر رافعة أساسية لتنمية النسيج الاقتصادي الوطني، ومصدرا رئيسيا لعدد مهم من مناصب الشغل، ومورد دخل لعدد كبير من الأسر المغربية، مما يجعل من هذا القطاع منبعا لمخاطر مهنية كبيرة للعاملين به، سواء تعلق الأمر بحوادث الشغل أو بالأمراض المرتبطة بطبيعة العمل بالقطاع.

ومن جهته، أبرز وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة اد عزيز رباح، في كلمة مماثلة تليت نيابة عنه، الجهود التي تبذلها الوزارة من أجل تحديث آليات المراقبة والوقاية من المخاطر، خاصة بالمنشآت الطاقية والمنجمية، مسجلا أنها قامت خلال السنوات الأخيرة بعدة عمليات للمراقبة والتدقيق بشأن إجراءات السلامة والصحة المهنية، ولتقييم المخاطر القائمة بمنشآت تكرير النفط ومستودعات التخزين والمحطات الحرارية.

وأكد، في هذا الإطار، أن مجهودات مهمة بذلت من أجل تحسين إطار حكامة تدبير المخاطر، حيث تم إجراء عدة دراسات لتمكين مختلف القطاعات الوزارية ومجموع الفاعلين الوطنيين والجهويين من أدوات إجراء تقييم ذاتي للمخاطر، مضيفا أنه بفضل كل المبادرات القطاعية في مجال تدبير المخاطر والمقاربات الشمولية والمندمجة المعتمدة في مجال الصحة والسلامة المهنية، تمكنت الحكومة من بلورة رؤية استراتيجية على المدى البعيد تروم إرساء دعائم حكامة فضلى للمخاطر.

وشدد الوزير على أنه لا يمكن، بدعوى إكراهات التنمية الاقتصادية، وبفعل التغاضي عن الأخطار القائمة، وغياب أي تحديد وتدقيق لطبيعة المخاطر داخل وسط الشغل، التقاعس عن بذل كل الجهود الممكنة للحد أو التقليص من تلك المخاطر، وجعل الوقاية محورا ذي أولوية كبرى في مختلف الاستراتيجيات التنموية.

ومن جهته أوضح رئيس (بريفنيتكا) طارق السعيد أن أشغال هذه التظاهرة، التي ستتواصل فعالياتها إلى غاية 13 من الشهر الجاري، والتي أضحت منذ انطلاقتها في 2014 مرجعا أساسيا حول تدبير المخاطر المرتبطة بالشغل لكل المهنيين المغاربة سواء المؤسساتيين أو القطاع الخاص، تتوزع على محورين رئيسيين يهمان سلامة أوراش قطاع البناء، وأهم الابتكارات والحلول ذات الصلة بمخاطر الحرائق.

وتابع أن دورة هذه السنة تعرف مشاركة ممثلين عن مؤسسات وطنية وأخرى إفريقية ودولية، بالإضافة لعدد كبير من شركات القطاع الخاص، حيث سيقدمون عروضا للتعريف بالمبادرات والسياسات الخاصة بالمؤسسات التي يمثلونها، ولتقريب زوار المعرض من أحدث البرامج والابتكارات في ميدان الصحة والسلامة المهنية وتدبير المخاطر بأوساط الشغل.

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج المعرض يتضمن مناقشة عدد من الموضوعات التي تتصل بالسلامة الطرقية وتهييئ الفضاءات، وأمن الأشخاص المشتغلين في أوراش البناء والأوراش العمومية، والتكفل والعناية الطبية بالمصابين في حوادث الشغل.

وينظم هذا المعرض تحت إشراف كل من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، ووزارة الصحة، ووزارة الشغل والإدماج المهني.