وجهة نظر

أحلام المعاتيه في بلد الأطهار

جميل أن نجد اليوم في فضاءات السياسة الوطنية مجموعة من المنتفعين لم يصلوا عن طريق النضال السياسي أو الوطني بل صعدوا بقوة دفع خفية، فمنهم من هو كبيدة فلان أو أخو زوجة علان، حتى لا ندخل في تفاصيل أخرى يندى لها الجبين..!

هذه الطبقة الواصلة من أشباه وأنصاف السياسيين التي تتفنن في الهجوم عن رموز الوطن وأعلامه وتمظهر بلبوس الضحية المضطهدة تحت ذريعة أن قوى خفية تحاربها، قوى تتخذ جميع أنواع الفصائل الحيوانية من قوارض وسحليات وأخرى إنقرضت في العصر الجيولوجي الأول.

هذه الطبقة التي كانت إلى عهد قريب لا تملك حتى حذاء سوي وكانت تتسوق بالأسواق الأسبوعية لاقتناء ما جادت به خيام “البال” من ملابس مستعملة، نجدها اليوم وقد ترقعت أصبحت تركب السيارات الفارهة وتمارس الشوبينغ من أعتى محلات الموضة أصبح أهلها وذويها موظفين سامين (من السم لا السمو) وأرباب شركات تأتي على الأخضر واليابس من صفقات الدولة أو المخزن الذي ما إن يتصدى لمطامعهم حتى يصبح في أعينهم شيطانا ماردا وجبت محاربته.

نعم إنه المخزن أو الدولة العميقة، هذه الشماعة التي يعلقون عليها فشلهم ويريدون أن يشيطنوها داخل المجتمع ليتبين أن محاكمتهم بتهمة الغباء أصبحت ضرورية، فالمخزن أيها المعاتيه هو ثقافة لا مادية داخل مجتمعنا، يكفي أن أذكر عقولكم المريضة إن كنتم تعقلون، أن حتى نسبة قبول العائلات للمتقدمين لخطبة بناتها تكون مرتفعة إن كان العريس المتقدم موظف أو بالعامية خدام في المخزن، فتجد ولي الأمر أكثر اطمئنانا لمستقبل فلذة كبده لأنه يعتبر الخدمة فدار المخزن صمام أمان وهيبة يفاخر بها، تم دعونا نتأمل في قرانا وبوادينا، فالشاب الذي يشتغل في قطاع من قطاعات الدولة يجتمع عليه شباب قريتة وعشيرته عندما يذهب للعطلة ولسان حالهم أن الشخص قد أصبح ذا قيمة بسبب وظيفته وعمله “المخزني” وكل هذا ليس إلا أمثلة بسيطة على قد عقولكم لأنكم لا ترقون لمستوى مناظرة فكرية حول المفاهيم المنوطة بالحقل السياسي.

في الختام، نتوجه لمعاتيه سياستنا، ونقول لهم إرتقوا أو إرحلوا فلن يكون المغرب حقلا لتجاربكم الإنتحارية للشر، وأرضا خلاء تزرعون في تربتها الطاهرة بذوركم السامة وخبل أيديولوجية فقهائكم وشيوخكم المعاتيه، وساء ذلك سبيلا.