منتدى العمق

بين لشكر و بلفقيه ضاع الاتحاد

من علامة قوة الدول وصلابتها، تقدمها في الممارسة الديموقراطية، ومن شروط الممارسة الديموقراطية السليمة، تواجد أحزاب وطنية قوية ومستقلة في قراراتها.
وقد شهدت بلادنا منذ الاستقلال وجود أحزاب وطنية، خرجت من رحم الشعب، وما فتئت تدافع عن حقوق الشعب في الكرامة والحرية و الممارسة الديموقراطية الحرة، كما تمارسها شعوب ما وراء البحار.

ومن هذه الأحزاب التي سطع نجمها في سماء مغرب ما بعد الاستقلال، نجد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، الذي بمجرد ذكر اسمه ، ترتعد فرائص المخزن العميق الذي يسارع الزمن لتأسيس أحزاب ادارية ومدها بالمال و الجاه لمحاصرة الاتحاد ،ناصر المستضعفين وملجأ المقهورين و الكادحين من أبناء الشعب.

ظل حزب الاتحاد الاشتراكي يؤدي مهمته النبيلة في الدفاع عن أبناء الشعب ، ومحاصرة فساد أحزاب التحكم إلى جانب أحزاب وطنية اخرى، ويكسب بين الفينة و الفينة و الأخرى نقطا لصالحه، الى أن جاءت سنة1996 عندما أوشك المغرب أن يصاب بسكتة قلبية، فأصبحت الضرورة تحتاج الى توافق مع الأحزاب الوطنية لبناء تناوب توافقي على السلطة لتجنب الكارثة ، فجاء الزعيم التاريخي عبد الرحمان اليوسفي من منفاه ليقود هذه التجربة بكل تجرد ونكران ذات رغم الصعوبات ومناورات المخزن التي لا تنتهي، فأنعش بذلك بصيصا من الامل في نفوس المواطنين الذين منحوه الثقة مجددا سنة 2002. لكن المخزن له رأي آخر، اذ رأى أن الخطر زال ، والسكتة القلبية كانت في خبر كان، فلابد اذا من اعادة الامور الى نصابها ، وإغلاق قوس اسمه التناوب التوافقي . ولم يكن المخزن لينجح في مسعاه لولا وجود بعض النخب المدجنة من داخل الاتحاد ، من امثال المحنك ادريس لشكر الذي تمت مكافأته على خدماته أنداك بهكتارات من أراضي خدام الدولة ، وعبدت الطريق أمامه لترأس الاتحاد بعد ذلك.

وما زال الاتحاد يؤدي ثمن خيانة ابنائه لمنهج زعيمهم ، الى ان وصل الى الحالة الكارثية التي استدعت تدخل أحزاب الادارة لحمايته من الانقراض .

هذا هو حال حزب تنكر ابناؤه لمنهجيته الديموقراطية وفضلوا الكراسي و الامتيازات على خدمة الشعب ، وغادره المخلصون الذين استحيوا من وضعه الكارثي ، ومن الأدوار القذرة التي أصبح يؤديها.

ومن مساوئ الاتحاد التي لا تنتهي، أن يخرج أحد المرتزقة الذين عاثوا فسادا في كلميم ومعها جهة واد نون، وما زال ، ليقود حركة تصحيحية ضد لشكر. انه المافيوزي عبد الوهاب بلفقيه الذي سيدق أخر مسمار في نعش حزب اسمه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.