مجتمع، ملف

رسالة “مجهولة” لحصاد تلخص مشاكل التعليم الحقيقية

يتداول مؤخرا رجال التعليم على فضاء موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” رسالة موجهة لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، محمد حصاد تلخص مشاكل تدهور التعليم بالمغرب، وتقدم حلولا لتجاوز ذلك.

وجاء في الرسالة التي يجري تداولها بشكل واسع بغرض أن تصل إلى الوزير حصاد، أن “مشكلة الاكتظاظ لا تحل بشراء الطاولات والكراسي بل ببناء المدارس وتوظيف الشباب، 65 تلميذ داخل قسم يعني أننا في الجامعة ونحتاج إلى ميكروفون وأجرة الأستاذ الجامعي”.

وسجلت الرسالة ذاتها أن “ضعف مستوى التعليم راجع إلى عاملين أساسيين؛ الأول يكمن في أن العتبة تجعل البعض ينتقل إلى مستوى آخر دون حصوله على المعدل المطلوب، وبالتالي فيجب أن يحاسب من يسمح لهم بالانتقال، والثاني: “هناك الكثير لا رغبة لهم في الدراسة، فمنهم من لم يملأ بطنه بسبب الفقر فكيف يتفرغ للدراسة، ومنهم من يجب دعمه ومساندته في أشياء أخرى يجد فيها نفسه ببناء معاهد وتنويع عرضها وتخصصاتها. وفئة أخرى يجب أن تبنى لها إصلاحيات لإعادة تأهيلها ومراكز للعلاج من المخدرات، فهناك من يتعدّى على كلمة تلميذ”.

وأضافت الرسالة التي يجهل كاتبها الحقيقي أن “بعض المعلمين يجد نفسه أمام مستويين أو أكثر في القسم الواحد. فما رأيك في انفصام الشخصية هذا؟، والكثير من تلامذة الإعدادي والثانوي ينقصهم الانضباط ووجودهم داخل الفصل هو لإثارة الفوضى والشغب وحرمان الآخرين من الدراسة”، مشيرة إلى أن “الأسرة دورها التربية على الآداب والاحترام وفي المدرسة نتعلم الرياضيات والجغرافيا والتاريخ وعلوم الحياة والأرض”، داعية إلى “إعادة النظر في بعض المذكرات التي تشجع على التمرد داخل الفصل واستبدالها بأخرى تشجع على الانضباط في عملية التعلم وتحصيل العلم”.

وأكدت الرسالة ذاتها على أن الإصلاح يبدأ في إعادة هيبة ومكانة الأستاذ في المجتمع، “فمن أين أتى ذاك المهندس القاضي والطبيب … ومن أين أتيت أنت؟ فالأفضل أن ننحني لهذا الأستاذ الذي رغم التحديات لازال يعطي ولا أن نحمله فشل مشاريع مهندسيها لا علاقة لهم بالتعليم، فكيف يعقل أن نكلف محام أو فلاح بإجراء عملية جراحية لمريض؟”، نضيف الرسالة.

وحول موضوع المناهج الدراسية واستعمال الزمن، فيرى رجل التعليم الذي دبّج الرسالة أنه “مبني على مبدأ الكم وليس الكيف، وهذه النظرية تجاوزها الزمن، خير الكلام ما قل ودل؛ أن يستوعب الطفل 3 كتب خلال السنة خير من أن يحمل 15kg على كتفيه ولا يفقه منها شيئاً. وأن يدرس ساعتين ويلعب ساعتين أفضل من يحبس في الفصل 4 ساعات…”.

واعتبرت الرسالة أيضا أنه “إذا كان العسكري يتقاعد عند سن 50 سنة لأن صحته لن تساعده على متابعة المهام، فكيف نطلب من الأستاذ الذي يواجه خلال كل ساعة أكثر من 40 تلميذ، وهكذا كل الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات، فكيف يمكن أن يظل واقفا بعد 50 سنة وتخيل معي أستاذ مادة التربية البدنية وهو في سن 60؟ أليس هو بأحق بأن نساعده على حزام سرواله بدل أن نطلب منه يعلم التلميذ القفز الطولي”.

وشددت الرسالة على أن “الإصلاح يبدأ من هنا وعندما نرى أبناء البعض يشاركون طاولة أبناء الشعب في المدرسة العمومية، حينها سنقول أن الإصلاح الحقيقي بدأ، أما ومازلنا نحرّف البوصلة ونتّهم الحلقة الضعيفة… فنحن أمام نفس المسرحية”، بحسب تعبير كاتب الرسالة.

تعليقات الزوار

  • ضمه
    منذ 7 سنوات

    الحل لمعضلة التعليم في وطننا الحبيب لا يتجاوز حلها اجراء واحد الا و هو تأميم قطاع التعليم و هذا كفيل باصلاح القطاع ككل .