سياسة

العماري: الاهتمام بماكرون يشبه اهتمام الناس ببنكيران عوض البيجيدي

قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، إن الاهتمام بماكرون والتركيز على شخصه وحياته العائلية، أكثر من التركيز على برنامجه ومشروعه المجتمعي، أشبه بالاهتمام بعبد الإله بنكيران عوض حزب العدالة والتنمية، حيث “نجد بأن المواطنين والمتتبعين أصبحوا يجدون صعوبة للكلام عن حزب العدالة والتنمية دون استحضار صورة شخص عبد الاله بنكيران”.

وأَضاف العماري، في تدوينة له على حسابه بموقع “فيسبوك”، أن “في أمريكا مثلا لا يتكلم الناس كثيرا عن الحزب الديموقراطي أو الحزب الجمهوري، بنفس الدرجة التي يتكلمون بها عن ترامب أو عن أوباما أو عن كلينتون، ونفس الأمر مثلا في تركيا، فقلما يتم الحديث عن حزب العدالة والتنمية التركي، ولكن بالمقابل يكثر الكلام عن أردوغان، وحتى عندنا في المغرب، نجد بأن المواطنين والمتتبعين أصبحوا يجدون صعوبة للكلام عن حزب العدالة والتنمية دون استحضار صورة شخص عبد الاله بنكيران. إلى غير ذلك من النماذج في التجارب السياسية عبر العالم”.

وأشار المتحدث ذاته، أن “هذا التحول هو نتاج تطور مبدأ الفردانية كجوهر للنظام الرسمالي، مع الطفرة الكبيرة التي عرفها تطور وسائل الاتصال والاعلام. حيث أصبح المجتمع مبرمجا على الارتباط بالأفراد وبصورة الأشخاص أكثر من ارتباطه بالمشاريع والبرامج الحزبية والمجتمعية”.

واعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه “منذ ظهور اسم “إيمانويل ماكرون” في حلبة المعركة السياسة في فرنسا، تم التركيز على شخصه وصورة وجهه وسلوكه وعلاقاته الشخصية والعائلية، أكثر من التركيز، كما كان يجب، على برنامجه ومشروعه المجتمعي”، مضيفا أن “ماكرون هو نتاج هذه المدرسة الغربية التي تثبت الفردانية في المجتمع”.

وتساءل العماري “هل هذا الانتقال من الترويج للمشروع والبرنامج إلى الدعاية للشخص ولشكله سيفيد البشرية في تدبير شؤونها السياسية، وسيعمل على تحقيق تقدم المجتمعات ونشر العدالة الاجتماعية والديموقراطية، ومن جهة أخرى القضاء على التطرف والعنصرية والإرهاب؟ شخصيا، أقول لا”.

وأردف أن “وسائل الإعلام والمتتبعون ركزوا على شخصية ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، حيث أثارت ثلاثة ملاحظات رئيسية، الأولى، سن الفائز برئاسة فرنسا الذي لم يبلغ بعد سن الأربعين، ثانيا سن زوجة الرئيس التي تكبره بما يقارب ربع قرن، ثالثا، المرشح لم يكن لا زعيما سياسيا ولا نقابيا، ولم يكن وراءه حزب منظم أو أذرع تنظيمية”.

وتابع زعيم البام قائلا: “في نظري إن ظاهرة ماكرون ليست جديدة، فهي تندرج في سياق الموجة الجديدة من السياسيين الذين ظهروا بعد ما اصطلح عليه بنهاية الإيديولوجيا”.

وزاد أنه “بعد ما كان السياسيون في الماضي يشتغلون على معالجة وتدبير الواجهة السياسية لتنظيماتهم، وترويج ونشر المشروع السياسي والبرنامج الحزبي، بالاعتماد على المناضلين والبنيات الوظيفية للحزب، والمنظرين السياسيين..؛ أصبحت الأمور مختلفة منذ نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، حيث تم الانتقال من معالجة وتدبير صورة الحزب إلى معالجة وتدبير وجه الشخص، حيث أصبح الكلام مركزا بشكل مكثف على صورة الزعيم والقائد أكثر من تركيزه على التنظيم أو الحزب أو البرنامج أو المرجعية الايديولوجية”.