مجتمع

جبهة الإنقاذ السورية توجه رسالة للملك بعد إنهائه مأساة العالقين بالحدود (فيديو)

وجهت جبهة الإنقاذ الوطني في سورية، رسالة إلى الملك محمد السادس، بعد تدخله لإنهاء مأساة 13 أسرة سورية كانت عالقة على الحدود الجزائرية المغربية لأزيد من شهرين.

وعبرت الجبهة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، عن بالغ سرورها بعد القرار الاستثنائي للملك بإعطاء السلطات المعنية، أوامر مباشرة للمعالجة الفورية لوضعية 28 سوريا عالقين على الحدود مع الجزائر.

وقدمت الجبهة، التي سبق أن ناشدت الملك التدخل لحل الأزمة، “خالص وفائق الشكر والتقدير والمحبة والاحترام للملك والشعب المغربي، على هذه العناية الملكية الإنسانية والأخلاقية الكريمة، قبل أيام من عيد الفطر المبارك”.

واعتبر البلاغ ذاته، أن وضع الملك حدا لهذه المأساة الإنسانية “ترجمة حقيقية للمثل والقيم الإنسانية العليا”، مشيرة إلى أن “هذا القرار السامي تكريماً لنا، ولكل من توجه للملك حول هذه القضية الإنسانية”، مقدمة الشكر “لكل المغاربة الذين عبروا بأشكال مختلفة عن تعاطفهم مع قضية شعبنا المظلوم والمكلوم”.

وأضافت الجبهة: “إننا نعلم جيداً أن حل قضية اللاجئين، والهجرة غير الشرعية لمواطنينا، لا يمكن أن تنتهي طالما لم يتم التوصل لحل ناجع و مستدام للأزمة في بلادنا، التي تحترق و تدمر للعام السابع على التوالي، فلا يمكن عودة الأمن والاستقرار وضبط الأوضاع وأمن الحدود ومكافحة التطرف والإرهاب، إلا بحل الأسباب قبل معالجة النتائج”.

وتابعت أيضا: “لذلك فإننا نبذل كل ما بوسعنا ،و نطرق كل الأبواب لتبني المشروع الوطني الذي نعمل عليه، والذي سيشكل نافذه لكل السوريين ،ومن كل الأطياف ومن دون أي تمييز ،للعبور نحو ضفة الخلاص ،لإنقاذ سورية ووحدتها الوطنية والترابية”.

وشدد البلاغ على أن “المشكلة في سورية أصبحت مشكلة عسكرية نتيجة الفوضى والتدخلات الإقليمية والدولية، ولا يوجد ما يضمن أن الحلول السياسية المطروحة يمكن أن تنجح في سورية، ولا يمكن لأي حكومة انتقالية أن تستعيد السيطرة وتضبط الأوضاع، في غياب دعم عسكري، لذلك فإننا توجهنا للمجتمع الدولي أن الحل الأمثل والأنجع والأفضل لكل الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية، هو الاتفاق على تشكيل مجلس عسكري، يحكم سورية في المرحلة الانتقالية وتساعده حكومة تكنوقراط و برلمان انتقالي تشارك فيه كل أطياف المعارضة في الداخل والخارج، وهذا الحل لا يمكن أن ينجح إلا بدخول قوات ردع عربية ـ دولية مشتركة، تساعد على ضبط الحدود واستعادة الأمن والاستقرار”.

وختمت الجبهة التي يرأس مكتبها السياسي فهد المصري، بلاغها بالقول: “إننا نتطلع إلى كل الأشقاء والأصدقاء، لدعم الشعب السوري المذبوح، على استعادة سيادته على أراضيه ووقف نزيف دم أبنائه و تشردهم في بقاع الأرض، ونحن واثقون أن المغرب وملكه المعظم في صف القضايا العادلة، وفي نصرة القيم الإنسانية والأخلاقية”.

وكانت السلطات المحلية بمدينة بوعرفة، قد استقبلت اللاجئين السوريين العالقين على الحدود المغربية الجزائرية منذ أزيد من شهرين، وذلك بعد تدخل الملك محمد السادس شخصيا لإنهاء مأساة 13 أسرة سورية.

وخصصت عمالة بوعرفة وجبة سحور على شرف السوريين بمقر العمالة، أمس الأربعاء، بعد نقلهم بواسطة حافلتين صغيرتين من الحدود إلى مدينة بوعرفة، حيث كان في استقبالهم عدد من المسؤولين من العمالة ومن الأمن والدرك الملكي.

وأوضح اللاجئ أبو إياد، أحد السوريين المذكورين، أن اللاجئين الـ28 الذين استقبلهم المغرب، تغمرهم فرحة لا توصف حسب تعبيره، واصفا طريقة استقبالهم بأنها جميلة، مقدما نيابة عن كل السوريين شكره للملك محمد السادس وللشعب المغربي ولنشطاء مدينتي فجيج وبوعرفة على الدعم الذي قدموه لهم طيلة شهرين.

مصدر جريدة “العمق” بمدينة بوعرفة، أشار إلى أن السوريين انتقلوا أمس الأربعاء إلى مدينة وجدة لتسوية وضعيتهم القانونية، وذلك بحضور المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

استقبال المغرب للسوريين العالقين على الحدود، يأتي ساعات بعد إعطاء الملك محمد السادس تعليماته إلى السلطات المعنية، “من أجل القيام بالمعالجة الفورية لوضعية مجموعة من 13 أسرة من جنسية سورية توجد منذ عدة أسابيع على الحدود الجزائرية المغربية، وذلك نظرا لاعتبارات إنسانية”.

وأفاد بلاغ للديوان الملكي، أن “الأمر يتعلق بإجراء ذي طابع استثنائي أملته قيم إنسانية”، مشددا على أن “هذه العناية الملكية تعكس مرة أخرى، الالتزام الإنساني للمملكة في معالجة إشكاليات الهجرة، كما أنها تأتي في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الأبرك، شهر الرحمة والتضامن”.

وكان اللاجئون السوريون العالقون على الحدود المغربية الجزائرية، قد وجهوا نداءات استغاثة متعددة للسلطات بالمغرب والجزائر، لإنقاذهم من مأساتهم في ظل غياب الماء والطعام والخيام، حيث رفض كل من المغرب والجزائر استقبالهم، قبل أن تعلن الجزائر عزمها السماح لهم بالدخول إلى أراضيها، غير أن العملية لم تتم وظل الموضوع مجرد بلاغ لوزارة الخارجية دون تنفيذه على أرض الواقع، ليتدخل الملك محمد السادس أمس الثلاثاء، ويعطي تعليماته باستقبال العالقين.

وواكبت جريدة “العمق” ملف السوريين العالقين على الحدود منذ اليوم الأول عبر سلسلة من التقارير منها حوارات مع لاجئين عالقين ومواقف المغرب والجزائر والاحتجاجات التي عرفتها مدينتي بوعرفة وفجيج تضامنا مع السوريين ومواقف الهيئات والمنظمات الوطنية والدولية وغيرها.

https://www.youtube.com/watch?v=ZQFdbtcynH0