مجتمع

بنهدا: أبي كان يتصورني صحافيا دوما .. ودراستي الجامعية كانت في علوم المياه

نقرأ لهم دون أن نعرف تقاسيم وجوههم ولا ملامحهم، يكتبون لنا وعنا وقائع وملاحم، يخوضون “في عمق” المجتمع، في ثنايا الذات وفي قعر الذاكرة، يرسمون واقعنا ووعينا ولاوعينا بأقلامهم، بالألم حينًا وبالأمل حينا آخر. هم حملة الأقلام الذين امتهنوا المتاعب عن طواعية وقدر محتوم، هم الذين انصهروا في رحاب صاحبة الجلالة حد الذوبان.

التقيناهم بعيدا عن مكاتبهم .. قريبا من القارئ، حيث تم قلب الأدوار والوضعيات وتجريب مواجهة السؤال الذي هو زاد الصحافي. وفي خضم البحث عن الجواب تحدثنا عن الطفولة وتفاصيل الحياة الشخصية في بوح صريح.

ضيف الحلقة الـ 21 ضمن هذه السلسلة مع الصحفي بجريدة “هسبريس” طارق بنهدا.

ما الذي تتذكره من طفولتك؟

كثيرا من الأشياء.. الشغب الاندفاع المغامرات اللعب مع أُختاي سارة وأحلام، المثابرة والنجاح والتميز في الدراسة. المواقف المضحكة والمحرجة مع الأصدقاء. مرافقتي لوالدتي في جل لقاءاتها مع صديقاتها وجولاتها للتسوق.. اتذكر حبي وشغفي للأكل وكرة القدم. صراحة اتذكر كل الأشياء المفرحة منها والمحزنة.

كيف جاء التحاقك بالصحافة؟

التحقت بعالم الصحافة بداية كهاوٍ في فترة الدراسة الإعدادية مع صياغة مقالات كانت تنشر على جدران المؤسسة، قبل أن تتطور الفكرة إلى تأسيس مجلة ورقية رفقة بعض التلاميذ، لتستمر الهواية إلى حدود العام 1998 حين أنجزت تقارير صحفية يومية عن مونديال فرنسا بسبب ولعي بالرياضة فخرجت في شكل كتاب متواضع.

سيستمر ارتباطي بالكتابة عبر إنتاج قصائد ومقالات أدبية أثناء فترة التعليم الثانوي، للتطور في المرحلة الجامعية عبر تأسيس مجلة “الحياة الطلابية” التي تشرفت برئاسة تحريرها وكانت تصدر على مستوى جامعة القاضي عياض بمراكش، ثم الالتحاق كصحفي متعاون مع جريدة “التجديد” التي كان يدير نشرها آنذاك الناطق الرسمي بإسم الحكومي الحالي، الأخ مصطفى الخلفي. لتتطور مرحلتي وألتحق بمؤسسة “هسبريس” الرائدة على المستوى الوطني والعربي.

هل كنت تتوقع يوما أن تصير صحافيا؟

طبعا، فقد كان والدي دوما يتصوّرُني إعلاميا وصحافيا في المستقبل، رغم العراقيل التي اعترضتني في البداية خاصة مع عدم التمكن من الالتحاق بالمعهد العالي للإعلام والصحافة، حيث أكملت دراستي الجامعية في مجال العلوم متخصصا في المياه، قبل أن أحصل على باكالوريا ثانية في الآداب واكمل دراستي الجامعية في الصحافة مع مجموعة من التكوينات والتداريب الدولية بمعية مؤسسات معترف بها.

بعيدا عن الصحافة، ماهي اهتماماتك في السياسة والثقافة والرياضة والمجتمع؟

ليست لدي اهتمامات كثيرة. اطلع كثيرا على الاخبار الدولية وبعض مقالات كتاب الرأي في الصحف العربية والغربية. امتهاني للصحافة لم يترك لي وقتا ثالثا فكل الوقت هو للصحافة والبحث عن الأخبار ومتابعة المستجدات خاصة الملفات التي اشتغل عليها وأزعم أني متخصص فيها.

كنت مزاولا لرياضة الكونغ فو لكن بعد إصابتي على مستوى الظهر بما يسمونه انزلاقا غضروفيا، استسلمت للركون إلى المشي فقط الذي يغالبني في بعض الأحيان.

اجتماعيا وسياسيا، استطيع القول اني اوقفت جميع انشطتي الجمعوية والسياسية مباشرة بعد إكمالي لمشواري الجامعي قبل تسع سنوات. لا أحب الاصطفاف مع أي توجه سياسي وليس لي موقف مع أو ضد أي مؤسسة حزبية. اعترف بأن الوطن للجميع وأن الكل له الحق في المساهمة في بنائه وتغيير ما به من واقع لا يروق للمغاربة قاطبة.

ألم تشعر بالندم لأنك لم تختر طريقا آخر غير الصحافة؟

أبدا.. بل كان ندمي اني غيرت اختياري في السنة التاسعة إعدادي من شعبة الآداب العصرية بامتياز إلى العلوم التجريبية. لان وقتها بدأ حلم الصحافة الذي لم اندم ابدا عن التأخر في تحقيقه بل أنا جد سعيد ولي الشرف الكبير أن أنتمي إلى مهنة هي بمثابة سلطة هي الصحافة.

ألا تظن أن دور الصحفي أو السياسي ليس هو دور الكاتب؟

أدوار الثلاثة مختلفة تماما.. الصحافي دوره هو إيصال المعلومة للناس وينقل إليهم حقيقة ما يقع من أحداث، والكاتب يحلل الأحداث ويربط بين تلك المعلومات.. أما السياسي فيكون في الواجهة وتحت اضواء الصحافي والكاتب.

هل تفضل أن يصفك الناس صحافيا أم كاتبا؟

افضل باعتزاز وصفي بصحافي.. لم ابلغ بعد مرتبة الكاتب رغم اني اطمح لهذا المستوى يوما ما.

هل أنت منتظم في أوقات الكتابة؟

اكتب في كل الأوقات. ليس لي وقت محدد للاشتغال في ميدان الصحافة، لأنها تملأ وقتي في غالبه.

ما هي المدينة الأقرب إلى قلبك؟

الحسيمة

كيف عشت أجواء رمضان خلال الطفولة وبعدها؟

عشتها عادية كباقي الأطفال وسط أجواء الاسرة والعائلة وفقا للتقاليد المغربية.

ماذا تمثل لك هذه الكلمات؟

الحرية: غاية نفتقدها في أوطاننا العربية

الحب: هو أساس الحياة

الوطن: لا أرضاه دوما جريحا

ما رأيك في هؤلاء؟

المهدي المنجرة: شخصية وطنية لن يكررها التاريخ

العروي: الفكر الجريء في أكبر تجلياته

الزفزافي:شاب وطني وصادق .. لكن لكل فارس كبوة