مجتمع

زينب .. “السحر” حولها من “زينة الحومة” إلى “مغتصبة الحافلة”

من كان يظن قبل زهاء عقد من الزمن، أن زينب اليافعة الجميلة البالغة من العمر 18 سنة، ستصاب بمرض نفسي وعقلي جعلها سجينة بين جدران بيت عائلتها قسرا، مخافة أن يلحقها الأذى أو أن تضيع إما بين شوارع مدينة سلا المزدحمة أو غياهب تصرفات بعض الجانحين ممن لا يَتَوانَوْن عن استغلال الفتاة.

جيران الشابة البالغة من العمر 27 سنة، أكدوا جميعا لجريدة “العمق”، التي تَنقلت صوب بيت ضحية الاعتداء الشنيع فيما بات يعرف إعلاميا بـ “اغتصاب فتاة الحافلة” مثيرا الرأي العام الوطني ومعيدا للواجهة نقاش المضايقات التي تلقاها المغربيات في الفضاءات العامة دون رادع، أكدوا جميعا، أن زينب كانت فتاة أخاذة الجمال، عرفت بأناقتها وطباعها الهادئة.

شقيقات الشابة وعدد من جيرانها من أبناء “الحومة”، لمَّحوا للجريدة إلى أن “ما أصاب الشابة كان نِتاج أعمال سحر وشعوذة، من طرف بعض صديقاتها اللواتي كن يَغِرْن من جمالها وقُوَّتها البدنية” على حد قولهم، حيث أصيبت باضطرابات سلوكية وأصبحت لا تميز بين ما يؤذيها وما ينفعها، في وقت احتفظَت فيه بهُدوئها دون أن تقدم في أي مرة على إيذاء والدتها أو أحد المحيطين بها.

وتحكي ليلى، الشقيقة الكبرى لزينب، لجريدة “العمق”، كيف أن أختها غادرت البيت في غفلة من أعينها، قبل أن تعود بعد مدة، متابعة “حكت لنا مرات عن اعتداء طالَها، كانت تحكي جزء من التفاصيل بين الفينة والأخرى دون أن ندقق معها، لمعرفتنا أنها كانت مرات تقول أشياء لا علاقة لها بالواقع، إلا أن مشاهدتنا لشريط الفيديو قطع الشك باليقين”.

وتضيف المتحدثة، “بعد أيام من محاولة التأكد، توجهت صوب الشرطة، لأطلعهم على شكوكنا بكون الفتاة التي تظهر في شريط الفيديو هي أختي زينب”، قبل أن تحُل عناصر بزي مدني بكل هدوء بالبيت وتصطحب زينب من أجل فتح تحقيق معها” وفق تعبير المتحدثة.

“كانت المسكينة تكتفي بإطلالات من النافذة تضحك لوحدها أو تتحدث بجمل متقطعة وغير مفهومة، تبتسم للأطفال وتسبح بنظراتها بعيدا، في وقت تضطر والدتها “مي زهرة” إلى تركها وحيدة في البيت للعمل كمساعدة داخل لبيوت، حتى تُوفِّر لها ولأخ لها يصغرها ما يسد رمقهم” تقول إحدى الجارات.

ليلتقط جارٌ آخر خيط الكلام، ويتذكر أياما خوالي لزينب حين كانت تلميذة تتابع دراستها، قبل أن تترك مقاعد الدراسة وتلِج سوق الشغل في محاولة منها لمساعدة عائلتها ووالديها، موضحا أن مرضها جعلها تلازم البيت حيث كانت تُمنع من الخروج وكان والدها المُتوفي قبل 5 سنوات يذود عنها ويحميها، إلا أن وفاته جَعلتها تبقى وحيدة في وقت تغادر والدتها البيت للعمل.