خارج الحدود

زعماء العالم غاضبون من كوريا الشمالية.. وأمريكا تهدد برد “ساحق”

حذر وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، الأحد، في رد فعل على التجربة النووية التي أعلنتها كوريا الشمالية، من أن أي تهديد للولايات المتحدة وحلفائها سيواجه ب”رد عسكري شامل”.

وقال وزير الدفاع الأمريكي في تصريح صحفي عقب اجتماع للفريق الأمني مع الرئيس دونالد ترامب، إن هذا الرد سيكون “فعالا وساحقا”، مضيفا “لقد أكدنا بوضوح أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا وعن حليفينا كوريا الجنوبية واليابان ضد أي هجوم”.

وشدد على أن “أي تهديد للولايات المتحدة ولأراضيها، بما في ذلك جزيرة غوام، أو لحلفائها، سيقابل برد عسكري شامل، فعال وحاسم”.

ودعا المسؤول الأمريكي، قائد كوريا الشمالية كيم دونع أون إلى الأخذ بعين الاعتبار إجماع أعضاء مجلس الأمن على “الخطر الذي تمثله كوريا الشمالية” موضحا “لدينا خيارات عسكرية عديدة (…) إلا أننا لا نسعى بأي حال من الأحوال إلى القضاء بشكل تام على كوريا الشمالية”.

وأثارت أكبر تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية إدانات دولية، وغضب زعماء العالم، فيما أبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قلقا بالغا.

وفي آخر ردود الأفعال، قالت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في بيانلها الأحد، إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع الساعة العاشرة من صباح الإثنين لبحث التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية بناء على طلب من الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية.

ترامب يعلق

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علق الأحد، على التجربة النووية الكورية السادسة، وقال إن سياسة “التهدئة” حيال بيونغ يانغ “لن تكون مجدية”، وذلك بعد الإعلان عن تجرية نووية جديدة أجرتها كوريا.

وكتب ترامب في تغريدة: “كوريا الشمالية أجرت اختبارا نوويا كبيرا. تصريحاتهم وأفعالهم لا تزال عدائية وخطيرة جدا للولايات المتحدة”.

وانطوت ثلاث تغريدات متتالية لترامب على أول ردّ فعل أمريكي على إعلان بيونع يانغ إجراء تجربة نووية سادسة، اختبرت فيها “بنجاح” قنبلة هيدروجينية.

ويؤيد الرئيس الأمريكي اعتماد سياسة متشددة جدا تجاه كوريا الشمالية.

وقال: “كوريا الجنوبية تدرك، كما قلت لهم، أن سياسة التهدئة مع كوريا الشمالية لن تجدي نفعا. إنهم لا يفهمون سوى شيء واحد”.

وخلص ترامب إلى القول؛ إن الصين لم تحقق نتائج كبيرة في جهودها لإقناع بيونغ يانغ بوقف برنامجها النووي والبالستي.

وقال: “كوريا الشمالية دولة مارقة، أصبحت تشكل تهديدا كبيرا، ومصدر إرباك للصين التي تحاول أن تساعد، لكنها لا تحقق الكثير من النجاح”.

وأعلنت كوريا الشمالية الأحد نجاح تجربتها النووية السادسة والأقوى، وقالت إنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية، مثيرة عاصفة من ردود الفعل الدولية بما في ذلك من الصين، حليفتها الأبرز.

ألمانيا وفرنسا تؤيدان تشديد العقوبات

وأعلنت الحكومة الألمانية الأحد، أن المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤيدان “تشديد” العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على كوريا الشمالية، بعد اختبارها قنبلة هيدروجينية.

وأفاد بيان أن ميركل وماكرون اعتبرا خلال محادثة هاتفية أن “الاستفزاز الأخير للزعيم في بيونغ يانغ بلغ بعدا جديدا”.

وأضاف البيان أنه نظرا لهذا “التصعيد” من جانب كوريا الشمالية التي “تدوس على القانون الدولي (…) ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يتحرّك بموازاة مجلس الأمن والأمم المتحدة”.

وتؤيد المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي “تشديد العقوبات الأوروبية على كوريا الشمالية”، وفق المصدر.

وهذه العقوبات الأوروبية مفروضة منذ عام 2006 لتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى وقف التجارب النووية الكورية الشمالية، وإلى احترام قرارات مجلس الأمن.

وتشمل هذه العقوبات تجميد أصول وتقييد تحرّكات شخصيات مقربة من النظام الحاكم في بيونغ يانغ.

من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن الاتحاد الأوروبي “مستعد لتشديد العقوبات” على بيونغ يانغ.

وفي بيان صادر عنه الأحد قال توسك: “يقف الاتحاد الأوروبي على أهبة الاستعداد لتشديد سياسته الخاصة بالعقوبات ويدعو كوريا الشمالية لاستئناف الحوار بشأن برنامجها دون شرط”.

وأضاف: “ندعو مجلس الأمن الدولي إلى إقرار المزيد من عقوبات الأمم المتحدة وإظهار عزم أقوى لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بطريقة سلمية”.

روسيا تدعو للهدوء

وأدانت روسيا الأحد أيضا التجربة النووية الجديدة التي أجرتها كوريا الشمالية، داعية في الوقت ذاته إلى الهدوء.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “هذا التعبير الأخير من بيونغ يانغ عن ازدرائها بمطالب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومعايير القانون الدولي تستحق أشد الإدانة”.

وأضافت أنه “من الضروري التزام الهدوء والامتناع عن القيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد”.

إدانة الصين حليفة بيونغ يانغ

وأدانت الصين أيضا التجربة النووية الكورية، وهي التي تعد حليفا لكوريا الشمالية، ووسيطا لتخفيف توتر الأزمة الدولية معها.

وأعلنت وزارة البيئة الصينية أن بكين أطلقت الأحد خطة عاجلة للسيطرة على مستوى الإشعاعات على طول حدودها مع كوريا الشمالية بعد التجربة النووية الجديدة التي أجرتها بيونغ يانغ.

وقالت الوزارة في بيان مقتضب، إن السلطات بدأت بعيد التجربة النووية، “خطة عاجلة” تهدف إلى اتخاذ “إجراءات مراقبة عاجلة لهذه الإشعاعات” في المناطق الحدودية بشمال شرق البلاد.

اليابان غاضبة

وصرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الأحد، بأن التجربة النووية “غير مقبولة إطلاقا”.

وقال آبي بعد رصد زلزال ناتج عن التجربة: “علينا الاحتجاج بقوة”.

وتابع رئيس الوزراء الياباني بأن “معرفة ما إذا كنا نستطيع وقف المغامرات الخطيرة لكوريا الشمالية التي تهدد السلم العالمي مرهون بتعاون الأسرة الدولية وتضامنها”.

وكالة الطاقة الذرية

ووصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التجربة النووية السادسة التي تجريها كوريا الشمالية منذ 2006 بأنها “عمل مؤسف للغاية”، و”يتجاهل تماما المطالب المتكررة من المجتمع الدولي”.

وقالت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي لن تدخل حيز التنفيذ حتى تصدق عليها الصين ومصر وكوريا الشمالية والهند وإيران وإسرائيل وباكستان والولايات المتحدة، إن الوضع يجب أن يتغير.

وقال لاسينا زيربو الأمين العام للمنظمة: “آمل حقيقة أن يكون ذلك بمثابة جرس الإنذار الأخير للمجتمع الدولي ليحظر كل التجارب النووية ببدء العمل بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية”.