مجتمع

الكتبيون يناشدون العثماني إثارة انتباه حصاد والأعرج إلى أوضاعهم

ناشد الكتبيون المغاربة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني لإثارة انتباه كل من وزير التربية الوطنية ووزير الثقافة والاتصال إلى أوضاعهم التي “ما زالت ترزخ تحت كل أشكال الإقصاء والتهميش، بدءا من التغطية الصحية والاجتماعية وظروف العمل المزرية”.

ووجهت جمعية الكتبيين المغاربة رسالة إلى العثماني تحمل عنوان “لا تخذلنا كما خذلنا الآخرون”، اطلعت جريدة “العمق” على مضامينها، مؤكدين أنها جاءت بعد “الصمت والإهمال اللذين قوبلت بها نداءاتنا ومراسلاتنا إلى كل من وزارة التعليم ووزارة الثقافة، الرسائل التي ضمناها دعوات إلى الحوار حول أوضاع الكتبيين في بلادنا وحول أفكارهم ومشاريعهم الرامية للمساهمة في النهوض بالقراءة وخلق اقتصاد ثقافي حقيقي يساهم في النموذج التنموي الذي تتبناه بلادنا”.

وجاء في الرسالة ذاتها، إنه “بعد هذا نجد أنفسنا مضطرين لأن نتوجه إليكم بهذا الكتاب وكلنا أمل بأنكم ستولونه الاهتمام اللازم وتثيرونه مع السادة الوزراء المكلفين بالشأن التعليمي والتربوي والثقافي”.

وأكد الكتبيون على دورهم الهام “سواء في تمكين آلاف التلاميذ والطلبة والباحثين من المقررات والمصادر والمراجع، خصوصا بالنسبة للمنتمين للأسر ذات الدخل المحدود، كما لا يخفى عليكم دور الكتبيين في تنشيط الساحة الثقافية وفي نشر الوعي بأهمية القراءة وفي تكوين الشخصية وإعداد المواطن المسؤول المساهم في رقي الدولة والمجتمع”.

وبالمقابل، أوضحوا، أنه رغم “كل هذه الأدوار الحيوية، فإن هذه الفئة من الفاعلين ما زالت ترزخ تحت كل أشكال الإقصاء والتهميش، بدءا من التغطية الصحية والاجتماعية وظروف العمل المزرية”.

“ولقد انضافت إلى هذه المشاكل، وهذا الواقع المزري”، تضيف رسالة الكتبيين إلى رئيس الحكومة ما وصفوه بـ”الكارثة الوشيكة التي ستحل بنا جرّاء التغيير الشامل للمقررات المدرسية بداية من الموسم القادم. فهذا الإجراء الذي لسنا ضده ولكننا مع العدل والتفكير في جبر أضراره”.

وأردفت جمعية الكتبيين المغاربة، في السياق ذاته، أن “ذلك سيعرض الكتبيين للإفلاس ما دام الدخول المدرسي هو فرصتهم السنوية الوحيدة لتحقيق نوع من التوازن في تجارتهم، وما دام بيع الكتب الثقافية العامة يتدنى سنة بعد أخرى في غياب أي التفاتة حكومية لتثمين مهنة الكتبي وإخراجها من واقع التهميش نحو فضاءات تليق بصورة الثقافة في بلادنا وأهميتها على غرار دول كثيرة تخصص حوافز مادية ومعنوية للكتبيين وتجعل منهم قيمة مضافة إلى تراثها المادي واللامادي”.

وتابع المشتكون أن “مطالبنا وأفكارنا ومشاريعنا للخروج من هذا النفق وضمان استمرارية مهنة الكتبي ليست تعجيزية أو ضربا من ضروب الخيال المستحيل، فتكفي الإرادة الطيبة والإنصات إلى رأي يعرض فكرة قابلة للتحقيق بأقل تكلفة ستضمن توفير فرص شغل قارة وموسمية لعدد كبير من الأسر”.

والتمس الكتبيون من العثماني “إثارة انتباه السادة وزارء التعليم والثقافة وكل من له صلة بالموضوع من أجل الإصغاء لنا وإلى نداءاتنا قبل أن ننقرض”، مشيرين إلى أنهم يريدون “ضوءا يمنحنا ما تبقى من أمل في هذا الزمن الصعب علينا جميعا، ونرجو ألا تخذلنا كما خذلنا الآخرون وتركوا في نفوسنا جروحا لا تبرأ”.