منتدى العمق

شكرا أخنوش

“الكلمة” .. ميزة افتقدها مجتمعنا بأغلب مكوناته فأصبحت عملة نادرة، وعد الرجل بحزب مؤسسات فأوفى بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

عشنا في رحاب الجامعة الصيفية للتجمع الوطني للأحرار بمراكش ملحمة شبابية بكل المقاييس، ملحمة تجسدت فيها الرؤية الجديدة لرئيس حزب جعل من العمل دستوره، نعم العمل وليس شيئا آخر، جعل من كل مكونات التجمع خلايا نحل لا تكل ولا تمل.

انخرط الوزير والقيادي، البرلماني ورئيس الجهة والجماعة، المناضل البسيط وشباب يكتشف لأول مرة حزبا سياسيا، كل هاته الفسيفساء ساهمت في عرس شبابي ولا أروع، عرس كان حلم جيلين من التجمعيين فتحقق، رأينا فيه الوزراء دون بذلة رسمية يحاورون الشباب، يشاركنهم تجاربهم ومساراتهم المختلفة، يوجهون النصائح ويجيبون على أسئلتهم داخل ورشات عرفت نقاشا لم يكن للغة الخشب مكانا فيه بل تحول الشباب لمدافعيين عن مناطقهم وطالبوا بإيجاد حلول لمشاكل مدنهم وقراهم ومنهم من اقترح حلولا في بعض القطاعات ادهشت الحاضرين وجعلت الوزراء وأعضاء المكتب السياسي يدونون المقترحات لما حملت من أفكار تنم عن حكمة وتبصر لم تكن لتخرج من أفواه شباب إلا لكونها نابعة من الأعماق بعفوية دون تصنع تجسد واقعا معاشا.

إن هذه الدينامية الجديدة داخل التجمع الوطني للأحرار سيكون لها أثرها داخل الحقل السياسي المغربي، دينامية جعلت بعض المنابر تفقد رشدها بل جعلتها تقع في المحظور محاولة بلقنة الحدث وتسفيهه وتبخيس جهد الشباب.

أقول لهذه المنابر، لو كان الغباء تهمة لحوكمتم بأقصى عقوبة لأن الهدف من هذه الجامعة لم يكن سوى استقطاب جيل من الشباب في أول المشوار ليس همهم زمكانية التأسيس بل إكتشاف العمل الحزبي والانخراط في العمل السياسي لقناعتهم ان التجمع اليوم يوفر فضاء لإبراز المؤهلات وتحقيق الذات عازمين على الأخذ بزمام المبادرة والابتعاد عن دور المتفرجين.

فشكرا أخنوش، فأول قيمة من قيم التعايش والتعامل البشري هي الكلمة، وهاهم الشباب استوعبوها وآمنوا بها لتكون أول درس من دروس الجامعة الصيفية.