أخبار الساعة

الإشادة في مؤتمر دولي ببيروت بتجربة المغرب في مجال العمل التضامني

شكل المؤتمر الدولي الأول للمجلس الإنمائي للمرأة والأعمال الذي انعقد خلال الأسبوع الجاري ببيروت، مناسبة للإشادة بتجربة المغرب في مجال العمل التضامني الموجه للتنمية، حيث خطفت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الأضواء من جانب المشاركات في المؤتمر، وتم اعتبارها تجربة رائدة.

وإذا كانت المؤتمرات اللتي تنحدرن من عدة بلدان عربية قد استعرضن تجارب بلدانهن ومؤسسات وجمعيات في التعاطي مع موضوع التنمية البشرية، فإن ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي انطلق قطاره في العام 2005، غطى على باقي التجارب الأخرى، ذلك أن المؤتمرات اعتبرن أن التجربة المغربية في مجال التنمية البشرية، فريدة من نوعها لكونها مبنية على أسس مؤسساتية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه في ضوء المعطيات التي قدمت للمشاركات في المؤتمر من خلال عروض ومداخلات قدمتها المؤتمرات المغربيات، حيث تشكلت لدى الجميع صورة واضحة عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتم التأكيد من جانب المشاركات على أن من مميزات هذه المبادرة أيضا تعاملها المباشر مع المستفيدين، وجعل المرأة في صدارة أولوياتها.

وفي هذا السياق أكدت الاستشارية في تطوير وتنمية الحرف اليدوية التقليدية بجمهورية مصر العربية، السيدة بسانت نصير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش هذا المؤتمر، أن قوة دفع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في المغرب، تتجلى في جعل المرأة على رأس أولوياتها، موضحة أن استفادة المرأة ينعكس مباشرة على كافة الأسرة والمجتمع.

وأضافت أن قوة هذه المبادرة تكمن كذلك، في وضع المغرب نصب عينه أهدافا معينة لبلوغها من خلال مشاريع وأنشطة المبادرة الواعدة التي تتعامل مباشرة مع كل المستفيدين وعن قرب بغية مواكبة مشاريعهم وتطوير مهاراتهم.

واعتبرت  نصير، أن الملتقى الثالث للمبادرات النسائية بين الشرق والغرب وإفريقيا، المنظم بمدينة مراكش في ماي الماضي، تحت شعار “دور المرأة في الابتكار والإبداع بالصناعات والاقتصاد وتأثيرها في حركية الوحدة الإفريقية”، شكل فرصة مهمة للتعرف عن قرب على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا الوقوف على العديد من المشاريع التي ساهمت فيها.

ومن جهتها، أبرزت كوثر جتارني رئيسة إدارة مجلس إطعام للتنمية والتدريب بالأردن، في تصريح مماثل، أن المبادرة المغربية، مهمة جدا، مؤكدة على أهمية تعميمها على كافة البلدان العربية.

وبدورها أشارت الإعلامية رون المعاني من الأردن، إلى أن تجربة المبادرة المغربية للتنمية البشرية جد مهمة، وذلك لما لها من أهداف ومرامي من شأنها العمل على تطوير المجتمع والدفع بعجلة التنمية إلى الأمام .

ومن جهتها أبرزت العالية ماء العينين الأستاذة المغربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن النهوض بوضعية المرأة وتمكينها من شروط التنمية الذاتية والرفع من مستواها المعيشي، يوجد في صدارة الأهداف التي سعى إليها ورش المبادرة المغربية للتنمية البشرية.

وسجلت أن هذه المبادرة الواعدة، الذي أطلقت في ماي 2005، ركزت على تنمية دور المرأة ومساعدتها من أجل إخراجها من وضعية الهشاشة والفقر والتبعية، مبرزة عمق فلسفة هذه المبادرة المغربية المتمثلة في مساعدة النساء على تنمية شخصيتهن وتعزيز قدراتهن على إثبات ذاتهن في مجالات تنموية متعددة.

وتبقى الإشارة إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي وضعت أسس توجه تنموي فريد على المستوى الوطني، قد وجدت لها موطأ قدم في بلدان أخرى، وهو ما يجعلها نموذجا يحتذى بالنسبة لبلدان ومؤسسات وجمعيات، خاصة تلك التي تهتم بالتنمية البشرية.

كما عرف المؤتمر الأول للمجلس الإنمائي للمرأة والأعمال، تقديم تجربة السيدة المغربية فاطمة حداد كقصة نجاح في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية.

وتحدثت  حداد، عن تجربتها في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية، مبرزة أن عدة عوامل ساهمت في تكوين مسارها في هذا المجال، وهمت على الخصوص قضايا الأسرة والسلم والأمن.

وأضافت حداد، التي تنحدر من منطقة أبي الجعد، والحائزة على شهادة الإجازة في القانون العام تخصص علاقات دولية سنة 1995 من جامعة محمد الخامس بالرباط، أن اهتمامها انصب بالدرجة الأولى على تكوين وتمكين النساء والشباب ودعم التمدرس في العالم القروي.

وتابعت حداد، الحاصلة على دبلوم مدرب معتمد في التفوق الدراسي ومرافقة الطلبة من كلية كنغستون البريطانية ومركز قبس للتدريب والتطوير الذاتي، أنه سبق لها الإشراف على برنامج محاربة الأمية القانونية للنساء بتعاون مع السفارة البريطانية بكل من طنجة ووجدة وفاس، وكذا مع مجموعة من الجمعيات بالعديد من المدن المغربية.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الأول للمجلس الإنمائي للمرأة والأعمال يروم أساسا المساهمة في تحقيق التنمية في الوطن العربي، وخلق فرص جديدة عبر تبادل الأفكار والمشاريع ووضع خطط عمل استراتيجية لتعزيز الدور الاقتصادي والإنمائي على كافة المستويات، ودعم المرأة كشريك أساسي في المجتمع من خلال تسليط الضوء على دورها في التنمية وريادة الأعمال.

وشاركت في هذا المؤتمر، الذي نظمه المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال بتعاون مع منظمات عربية ودولية، شخصيات نسائية رائدة في مجال الأعمال والبحث العلمي، تمثلن عدة دول عربية من بينها المغرب.

وتضمن برنامج هذا اللقاء، على الخصوص تنظيم دورة تدريبية بعنوان “التنمية المستدامة وعلاقتها بريادة الأعمال”، وندوة حول “حماية المرأة العربية من الجرائم الإلكترونية”.