وجهة نظر

استقبال “بيريتز”.. أو ليس هذا جرما ؟

في سياق التفاعل مع ما وقع بمجلس المستشارين يوم الأحد 8 أكتوبر من استقبال لوفد صهيوني يترأسه مجرم الحرب وزير الدفاع السابق”عامير بيريتز”..

تعلمت من احتكاكي بالقلم أن الكتابة هي الصوت الجريء لكل من يخجل من قول مشاعره، فهي أصوات ننطقها عبر أيادينا من أعماقنا….نضمنها حزننا أحيانا كما قد نضمنها كل إحساس بالإهانة والحكرة والغضب….

شعور مقرف أن تتماهى مع الخذلان وتتنكر في غفلة منك لقضايا الأمة والوطن، إحساس بالتقزز يبلغ مداه حين تكتشف أن موقف بني جلدتك من بعض المسلمات في هوة سحيقة ومخيفة جدا جدا….

حين تكتشف أن المؤسسات والقباب تتواطؤ كجدران باردة بكراسي جامدة تفوت فيها صفقات قتل العهود ووأد الأمل في كسب قضية عادلة ، قضية أهلنا في فلسطين بدلالاتها المركبة والمعقدة والمؤلمة…..إلى غيرها من المصطلحات التي تخالج الوجدان وتعانق الهوية وتصافح الانتماء بحنين قوي إلى الماضي التليد…..

آه يا رحى دوري أنا العربي ……اطحني عظمي واعصري قلبي … . !

ربطوني فيك يا رحى بسلاسل المهانة ….. وأنا من جرحي أنين…..أنا صاحب البيت والطين……أنا صاحب المجلس الحزين……أحتسي على واقعي جرعات مرة من الغبن والألم…..

حتى لما بلغ غضبي مداه ، وانتفضت كرد فعل طبيعي لإنسان لما تزل مشاعر العروبة تتدفق بين أضلعه بين الحين والحين….واستنكرت أن يدنس مجلسي بأقدام مجرم لطخت يداه بدماء الأبرياء من أطفال فلسطين، ورفضت أن أكون إمعة للتطبيع وعيا مني بأنه (التطبيع) وكما علموني في المدارس ” الترجمة العملية لترسيخ

الهزيمة في النفس العربية بما يتضمنه ذلك من شروط القبول غير المتردد ب الهزيمة”…..

قلت لما بلغ غضبي مداه….،في عقر مجلسي أهنت وبأشنع العبارات وصفت “القافلة تمشي ….”

وممن ؟؟؟

من أهل الغصب والقتلة ….ولا حول ولا قوة إلا بالله!

آه يا وطني يا همي وغمي فيك

كنت أعتقد أن المجلس هو للحكماء، فيه أساتذتي الأجلاء وفيه أيضا بعض النبلاء ممن جمعوا بين نبل الأخلاق ونبل الانتماء للوطن وقضاياه، للأمة وقضاياها …..ممن استنكروا ونددوا بهذه التراجيديا المبكية …..فاقروا أنها ” تدبير ليل “….

ممن يؤمنون _عن وعي_ بأن استضافة مجرم حرب ضمن ندوة أو مؤتمر أو حتى حفل، ليس سوى مظهرا من مظاهر الاختراق الذي يشتغل عليه الكيان الغاصب بحثا عن احتكاك مغلف بمختلف فئات الشعب العربي ….تمهيدا لقبول شعبي عربي مهين ولا عجب

كنت أعتقد وأعتقد وأعتقد …..لكني اليوم وبعد أن تبرأ من سيناريو هذه المهزلة الحكماء وأساتذتي وأصدقائي على اختلاف مسؤولياتهم ،….. إليك أتوجه يا حكيم المجلس ، فهلا سمعتم مني؟

ما موقفكم المبدئي من التطبيع ؟؟

ألا تعد استضافة مجرم صهيوني بغض الطرف عمن شارككم مسؤولية هذا الأمر- ، تطبيعا مع ظالم وإقرارا بظلمه وهذا منصوص عليه في مواضيع كثيرة ، قال تعالى: ” يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم المودة”

– ألا يعتبر استقبالكم له في قبة مجلس انتدبكم رئيسا له كبار منتخبينا ، هرولة بخطى متأرجحة نحو سخط عارم أيقظتم فيه شعورنا بالغضب والحنق مع غلالة من المهانة والمذلة ولا حول ولاقوة إلا بالله؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *