خارج الحدود

لبنانيون يتظاهرون للمطالبة بمغادرة اللاجئين السوريين

تظاهر عشرات الأشخاص، السبت 14 أكتوبر 2017، شمالي بيروت للمطالبة بمغادرة اللاجئين السوريين، الذين يتجاوز عددهم المليون، من لبنان، معتبرين أنهم يشكلون عبئاً اقتصادياً كبيراً على اللبنانيين.

وشهد لبنان خلال السنوات الماضية حملات تحريضية عدة على اللاجئين، أملتها الانقسامات السياسية وتردِّي الوضع الاقتصادي، وكذلك قلة الموارد في بلد صغير يبلغ عدد سكانه 4 ملايين.

ورفع العشرات في بلدة زوق مصبح لافتات كتب عليها “كي لا نخسر لبنان، فاوضوا الحكومة السورية” لعودة النازحين و”لننقذ لبنان قبل فوات الأوان” و”لن ننتظر أن نصبح أقلية في مدننا وقرانا”.

وانعكس اللجوء السوري في لبنان منذ بدء النزاع في البلد المجاور قبل 6 سنوات بتوترات سياسة وأمنية واجتماعية.

وقالت أمل حبيب (56 سنة)، خلال مشاركتها في التظاهرة “أنا لست مع الطرد العشوائي للسوريين، نريد أن يذهبوا عبر تسوية أوضاعهم. لدينا شباب وصبايا من دون شغل. هل نعلم أولادنا ليسافروا ويأتي غيرهم إلى هنا؟”.

وأضافت: “المساعدات التي كانت تأتي إلى لبنان باتت تأتي إلى النازحين في المخيمات”.

ورفعت لافتات ضخمة في منطقة كسروان، ذات الغالبية المسيحية، تدعو إلى المشاركة في التظاهرة للمطالبة بإعادة النازحين السوريين.

وقال فرنسيس يعقوب القاعي (52 عاماً)، إن “الوجود السوري في لبنان أصبح نوعاً من الاحتلال الاجتماعي والاقتصادي وسيصبح سياسياً”، مضيفاً “لن ننسى حتى الآن الاحتلال السوري، خرج 30 ألف عسكري وأتى مليونا مواطن”.

وتابع: “اللبناني الذي يمنح عملاً لسوري بدلاً من اللبناني يُعتبر شريكاً في الجريمة”.

ويؤوي لبنان، البلد الصغير ذو الإمكانات الهشة، نحو مليون ومئتي ألف لاجئ سوري، يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة بمعظمهم. ويُرتب وجودهم أعباء اجتماعية واقتصادية. لكن منظمات دولية وغير حكومية تؤكد أن وجود اللاجئين يُسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، مشيرة إلى أن هؤلاء يصرفون المساعدات المالية التي يتلقونها في الأسواق المحلية.

وتعمل الحكومة اللبنانية على بلورة خطة لإعادة السوريين، لكن بعض القوى المناهضة لسوريا، وعلى رأسها رئيس الحكومة سعد الحريري، تطالب بأن يتم ذلك عبر الأمم المتحدة، فيما يصر آخرون وبينهم حزب الله، حليف النظام السوري المشارك في الحكومة والمتحالف مع التيار الوطني الحر، حزب رئيس الجمهورية ميشال عون، على وجوب التنسيق مباشرة مع الحكومة السورية.

ويرى مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية ناصر ياسين، أن هناك “خطاباً عاماً سلبياً تجاه السوريين في لبنان لأسباب عدة”، معدداً التنافس على فرص العمل “التي هي أصلاً قليلة”، خصوصاً في المناطق الفقيرة التي يلجأ إليها غالبية النازحين السوريين.

ويضيف: “الضغط الديموغرافي يُولِّد ضغطاً على البنى التحتية (…) هذه هي الأسباب المنطقية، المجتمعات تعبت من العدد الكبير”.

ويشير أيضاً إلى أن “السياسيين في لبنان يغذون خطاب الكراهية، خصوصاً أن بعض السياسيين والأحزاب يستخدمون الموضوع السوري سلاحاً للانتخابات المقبلة”.

وكتب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على “تويتر” قبل أيام “أمام المواطن السوري الشقيق طريق واحدة هي طريق العودة إلى وطنه” و”كل أجنبي قابع على أرضنا من غير إرادتنا هو محتل من أي جهة أتى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *