منتدى العمق

دوام الحال من المحال

كانت لي مواقف ونقاط خلاف كتيرة مع السيد عبد الإله بنكيران حين كان رئيس الحكومة. هذه المواقف لم تكن بسبب الاختلاف الإيديولوجي أو الانتماء السياسي بقدر ما كانت عتابا لشخص مثل مدينتي (سلا) لمدة عشرين سنة داخل قبة البرلمان ولم يكن أحد من الساكنة يراه إلا عبر شاشة التلفاز أو في اليوم ما قبل الأخير من الحملة الانتخابية و ما زاد من اشمئزازي هو أن حتى توليه رئاسة الحكومة لم يشفع لهذه المدينة عنده ليرد الجميل لساكنتها ويخرجها من سباتها.

مدينة سلا التي لا تذكر إلا في إعلان التلفزة الوطنية عن موعد الصلاة أو في ترتيب المدن الاكثر اجراما أو حين إعلان نتائج الانتخابات وفوز حزب اخينا لتبقى نقطة الضوء الوحيدة هي موسم الشموع.

سلا أو مدينة الأولياء، كما يقول السلف، المدينة التي كل خطوة فيها بوالي وداخلها كما يقال بالعامية يجب أن يطلب “التسليم لرجال البلاد” وإلا فخروجه يكون دائما خروجا والعياذ بالله، وما يعيشه السي عبدالاله اليوم والله اعلم هو ذنوب هذه المدينة، انقلب أصدقاء الأمس عليه وأصبح مريدوه في تقلص مثير وغير مفهوم، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأقرب المقربين له الذين يعارضون ولايته الثالثة بعد أن تعبوا من الأنا التي طغت على خرجاته الأخيرة.

للأمانة، فالرجل ساهم بقدر وفير في وصول حزبه لما هو عليه وكان من الأسباب الرئيسية في تبوء الحزب المكانة التي هو فيها اليوم وهذا لا ينكره حتى ألد خصومه، ومن هنا يمكن الجزم أن لعنة أولياء الله الصالحين في المدينة المنكوبة قد أصابته والله يحد الباس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *