مجتمع

“العنف” يدفع الأساتذة للإضراب والاحتجاج بمختلف المدن.. وهذه نسب الإضراب (صور)

خاض آلاف الأساتذة بمختلف المدن المغربية، إضرابا عن العمل، اليوم الأربعاء، والذي سيمتد إلى يوم غد الخميس، احتجاجا على تعنيف الأساتذة من طرف بعض التلاميذ، والتي أثارت موجة غضب في الوسط التعليمي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار شريط فيديو يوثق اعتداء تلميذ على أستاذه بإحدى ثانويات مدينة ورزازات.

ونظم الأساتذة عشرات الوقفات الاحتجاجية أمام المديريات الإقليمية للتربية والتكوين بمختلف الأقاليم، اليوم الأربعاء، رافعين شعارات تُحمل السياسات التعليمية المتعاقبة على البلد، مسؤولية التسبب في الوضع الراهن للمنظومة التربوية، داعين الوزارة الوصية والحكومة إلى إعادة الاعتبار لرمزية رجال ونساء التعليم ووقف كل الإجراءات التي تمس كرامتهم.

مصدر نقابي أوضح لجريدة “العمق”، أن نسب الإضراب بلغت 70 في المائة على المستوى الوطني، حيث بلغت النسبة في القنيطرة 88%، ورزازات 100%، تارودانت91%، العرائش وأصيلا 72%، طنجة وتطوان 94%، الرباط 90%، الجديدة وآسفي 96%، الدارالبيضاء 68%، مشيرا إلى أن الأساتذة المتعاقدين انخرطوا بدورهم في الإضراب بشكل كبير، لافتا إلى أن النصيب الأكبر من الإضراب كان في السلك الثانوي والإعدادي، ثم الابتدائي بدرجة أقل.

وأضاف مصدر الجريدة، أن نسبة الإضراب في بعض المؤسسات التعليمية وصلت إلى 100%، أبرزها إعدادية ابن بطوطة بتمارة وإعدادية طلحة واعدادية الخوارزمي، مؤسسة عقبة بن نافع بالقنيطرة، إعدادية الهبطي بعين الشق، إعدادية الزيتون بأزيلال، مدرسة عبد الكريم الخطابي بالداخلة، ثانوية الوحدة بتاونات، ثانوية دار الكداري، إعدادية الرياض بمكناس، ومؤسسات أخرى.

يوسف علاكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، كشف في اتصال لجريدة “العمق”، أن الإضراب عرف نجاحا على المستوى الوطني، حيث بلغت نسبة المشاركة 70 في المائة، مشيرا إلى أن كل المديريات الإقليمية بالبلد عرفت وقفات احتجاجية من طرف الأساتذة، استجابة لدعوات النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية.

وأضاف المتحدث أن “الأساتذة انخرطوا في هذا الإضراب بشكل عفوي وواعٍ ومسؤول نظرا لحساسية اللحظة”، مشددا على أن حادثة الاعتداء على أستاذ ورزازات، “لم تكن واقعة منعزلة، بل مؤشر على الانحطاط الفعل التربوي والتعليمي، بما يجعل الخطر يتهدد المجتمع”، مردفا بالقول إن حادثة ورزازات أعقبتها 3 حوادث اعتداء على الأساتذة في يوم واحد، أمس الثلاثاء.

واعتبر علاكوش أن ما يقع هو أزمة تربوية بالبلد، محملا المسؤولية لـ”السياسات الحكومية المتعاقبة التي كانت تتهم بشكل مباشر رجال التعليم بإفشل المنظومة التعليمية”، لافتا إلى أن “السياسيات التعليمية لم تكن متراكمة ولا التقائية، وهو ما أدى إلى هذه النتائج، بعدما اكتفت الوزارة في تعاملها مع الأستاذ بإصدار مذكرات بيروقراطية، مانعة إياه من القيام بدوره في الجانب التربوي”.

وتابع قوله: “نحن ندق ناقوس الخطر على الاوضاع التي وصلت إليها المدرسة العمومية بالمغرب، وهو ما يهدد الجانب التربوي في المجتمع، ونخشى أن يتحول الأمر إلى جرائم ضد الأصول وجرائم في الشارع العام إذا ظل المجتمع في موقف المتفرج على ما يقع للأساتذة من حالات اعتداء”، متسائلا بالقول: “من سيواجه الجانب التربوي للتلاميذ إذا تم تهميش دور الأستاذ، وهل دور عناصر الأمن كافي في هذا الصدد؟”.

يأتي ذلك بعدما دعا تنسيق نقابي يضم الجامعة الوطني لموظفي التعليم والجامعة الحرة للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم، إلى خوض إضراب وطني اليوم وغدا، مع وقفات احتجاجية أمام المديريات الإقليمية بمختلف المدن، تنديدا بحادثة اعتداء تلميذ بثانوية “سيدي داود” بورزازات، على أستاذه داخل الفصل، وهو ما أثار غضبا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتوالى اعتداءات أخرى ضد أساتذة على أيدي بعض التلاميذ في كل من الرباط والمهدية وسيدي بنور، أمس الثلاثاء، حيث تدخلت قوات الأمن وقامت باعتقال المعتدين بأمر قضائي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *