منوعات

دراسة علمية تكشف أسوأ عادتين تجعلانك تبدو أكبر عمرا

نشرت مجلة علمية مرموقة دراسةً حول العوامل الأكثر تأثيراً على مظاهر التقدم في السن، بعد رصد تغيرات فسيولوجية تعرَّضت لها عينة من 11 ألف دنماركي، امتدت على مدى 27 عاماً.

ووفقاً للبحث الذي نشر في مجلة علم الأوبئة والصحة المجتمعية Epidemiology & Community Health، فقد خلصت الدراسة إلى أن احتساء المشروبات الكحولية بشراهة والتدخين لسنواتٍ طويلة، هما العادتان غير الصحيتين المسؤولتين عن جعلك تبدو أكبر عمراً.

وذكر التقرير أن باحثين دنماركيين استفادوا من قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات الصحية، التي تشمل أكثر من 11 ألف شخص دنماركي، في دراسةٍ أُجريت في العاصمة كوبنهاغن، على الأمراض القلبية.

وتمت متابعة الأفراد المشاركين في الدراسة في الفترة من عام 1976 إلى 2003، وقدَّموا معلوماتٍ عن عادات تناول الطعام، والتدخين، وشرب الكحوليات الخاصة بهم، كما خضعوا أيضاً لعدة فحوصاتٍ طبية لقياس علامات أمراض القلب والشيخوخة.

وبحسب مجلة Time التي أفردت تقريرًا عن البحث فقد ركَّزت طبيبة القلب والباحثة المساهمة في الدراسة جين تولستروب، التي تشغل منصب مديرة للبحوث في المعهد القومي للصحة العامة في جامعة جنوب الدنمارك، بالأخص على 4 علامات مميزة للشيخوخة، وهي تشكُّل حلقة ضبابية رمادية حول قرنية العين، وتكوُّن تجاعيد في شحمة الأذن، ووجود لويحات على الجفون (انتفاخات صفراء صغيرة حول الجفن)، وظهور علامات الصلع عند الرجال.

ليست تلك الأعراض كلها أعراضاً ظاهرية؛ فالشيخوخة المُبكِّرة يمكن أن تكون علامة على تدهور الحالة الصحية، وتساهم في زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب.

وتقول جين: “أردنا دراسة علامات الشيخوخة لأنَّها تحمل على ما يبدو نوعاً من التقدير التنبؤي لمتوسط عمرك الذي ستحياه”.

ووجدت جين أنَّ الإفراط في شرب الكحول -أكثر من 28 مشروباً أسبوعياً للنساء- ارتبط باحتمالٍ أكبر بنسبة 33% لوجود الحلقات الرمادية -المرتبطة بالعمر- حول القرنية، مقارنةً بالنساء اللواتي شربن أقل من 7 مشروبات كحولية أسبوعياً.

وبالنسبة للرجال فقد سجلت الدراسة، أن نسبة تجاعيد شحمة الأذن التي تشير إلى الشيخوخة وصلت إلى 26% – 36% بين الأشخاص الذين يشربون الكحول بنسبة كبيرة، أكثر من أولئك الذين يتناولونه بنسبةٍ قليلة إلى مُعتدلة.

وكان للمُدخنين بشراهةٍ أيضاً احتمالٌ أكبر لظهور حلقات العين المرتبطة بالتقدم في العمر، مقارنةً بغيرهم من غير المدخنين.

وكان مؤشر الشيخوخة الوحيد الذي لا يرتبط بشكلٍ واضح بشرب الكحول والتدخين هو الصلع عند الرجال.

وعن هذا تقول جين إنَّه ليس بالأمر المفاجئ، إذ يُعد نمو الشعر أمراً وراثياً بدرجة قوية.

وأضافت: “المثير للاهتمام فيما يخص النتائج هو إمكانية ملاحظتنا لتلك العلامات الدائرية حول العين وما شابه بسرعةٍ للغاية، على عكس علاماتٍ أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، إذ يستلزم الأمر إجراءَ فحوصاتٍ طبية متقدمة لمعرفتها”.

وفي حين لم يكن أمراً غريباً أن يرتبط شرب الكحول والتدخين بشراهة بارتفاع احتمالية ظهور علامات الشيخوخة المبكرة، إلا أنَّ جين وجدت أيضاً أنَّ الأشخاص الذين شربوا الكحول وكانوا يدخنون بمستوياتٍ معتدلة لم تظهر عليهم أي علاماتٍ للشيخوخة مقارنة بغيرهم ممن امتنعوا عن الشرب والتدخين.

هذا، وقد أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أنَّ الكحول قد يكون مفيداً للقلب وتقليل خطر الإصابة بأمراضٍ معينة، ولكن جين تقول إنَّ النتائج التي حصلت عليها ينبغي أن تُضاف إلى ذلك النقاش حول مدى أهمية تلك المشروبات لصحة الفرد، وكيف أنَّ الخطر يكمن في تناول كمياتٍ مُفرطة وغير صحية من منها.

وتوَّكد جين على أنَّه لا ينبغي تفسير النتائج على أنَّها تعني أنَّ على الناس أن تبدأ في تناول الكحول والتدخين بمستوياتٍ معتدلة، إذ تُظهِر بياناتٌ أخرى أنَّ التدخين يمكن أن يكون ضاراً بالصحة، ولا تزال الدراسات حول تأثير الكحول قيد المناقشة.

ومع ذلك، لا تتعارض نتائج دراسة جين مع النصيحة العامة التي تُفيد بأنَّ شرب الكحول بمستوى معتدل لا يضر، ولا ينبغي على الناس أن يتوقعوا وجود فوائد صحية كبيرة للكحول، لكن على الأقل لا يبدو أنَّها تضرُّ بصحتهم، أو مظهرهم، على نحوٍ كبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *