زاكورة: مستخدمون بجماعات يتحولون إلى “سخارة” لدى مسؤولين نافذين

فجرت شكاية وجهها أحد المواطنين بمدينة زاكورة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمدينة ورزازات، فضيحة من العيار الثقيل، حيث كشفت أن مجموعة من الموظفين بعدة جماعات محلية بإقليم زاكورة لم يلتحقوا بمقر عملهم منذ 2009، واشتغلوا في مقابل ذلك كـ “سخّارة” عنذ مسؤولين نافذين بالمدينة، غير أن أجرهم الشهري يتقاضونه من الجماعات التي تم توظيفهم فيها.

وأوضحت الشكاية أن 5 مستخدمين بجماعة أفلا ندرار تم توظيفهم في الجماعة غير أنهم لم يلتحقوا بعملهم إلا في حدود 2014، فيما لم يلتحق ستة موظفين آخرون بجماعات أخرى إلا خلال الأسابيع الماضية، فيما طالب مصدر جمعوي بالتحقيق فيما إن كان هؤلاء الموظفون قد كانوا يتقاضون أجورهم طيلة تلك السنوات من المال العام رغم عدم التحاقهم بعملهم، أم أن أجرتهم الشهرية كانت مجمّدة خلال تلك الفترة.

ووفق معلومات حصلت عليها جريدة “العمق” بشأن المستخدمين الذين لم يلتحقوا بعملهم إلا خلال الأسابيع الماضية، فإن الأمر يتعلق بستة موظفين تابعين لبعض الجماعات المحلية بزاكورة التحقوا بمقر عملهم بعد أن كان مُقاول معروف في المدينة يستغل أربعة منهم للعمل في مشاريعه الخاصة، واتنين كان يستغلهم مسؤول نافذ بعمالة زاكورة أثير اسمه في ملف “سعاد” ضحية الشعوذة الذي تفجر مؤخرا بزاكورة.

وتشير المعلومات ذاتها إلى أن الموظف “ح.ه” بجماعة مزكيطة منذ سنة 2009 كان يُستغل كمُحاسب بشركة تابعة لرجل أعمال يدعى “الحاج ص.”، ولم يلتحق بعمله في قسم الجماعات المحلية بعمالة زاكورة إلا مؤخرا، وهو الأمر الذي حدث مع “ح. آ. ح” الموظف بجماعة بوزروال منذ سنة 2009، حيث كان يُستغل كمسؤول عن مقهى بإحدى محطات الوقود التابعة أيضا لـ “الحاج ص.”، حيث التحق مؤخرا بقسم الجماعات المحلية بالعمالة.

المعلومات ذاتها، كشفت أن “م.ع” الموظف بجماعة أفرا منذ سنة 2009 كان يُستغل أيضا كمُحاسب بشركة المدعو “الحاج ص.”، حيث تم إلحاقه مؤخرا بقسم الجماعات المحلية بعمالة زاكورة، وهو الأمر ذاته الذي تكرر مع “ع.ل” الموظف بجماعة أفلا ندرا بدائرة أكدز الذي كان يعمل بمحطة للوقود تابعة أيضا للمسمى “الحاج ص.”، حيث تم إلحاقه بالمجلس الإقليمي لمدينة زاكورة.

أما خامس موظف تم استغلاله في هذا الملف، فيتعلق الأمر بـ “ب.م” المُعيّن بجماعة بوزروال منذ 2009، حيث كان يستغله مسؤول نافذ بعمالة زاكورة يُدعى “ع. خ” كمراقب لممتلكاته وضيعاته، قبل أن يلتحق بجماعة بوزروال بعد إثارة الموضوع بوسائل التواصل الاجتماعي، كما تكرر الأمر ذاته مع شقيق المسؤول النافذ بعمالة زاكورة الذي كان يعمل سائقا ومراقبا لضيعة أخيه بالفايجة، حيث التحق مؤخرا بقسم الجماعات المحلية.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر محلية إلى أن ما تم رصده من استغلال لهؤلاء الموظفين في أعمال خاصة لفائدة نافذين بالمدينة، ليس سوى إلا الجبل الظاهر، مبرزة أن عددا مهما من عمال الإنعاش الوطني يُستغلون من طرف مسؤولين نافذين ولم يلتحقوا قط بعملهم، كما أن ابنة نائب لرئيس مجلس جهة درعة تافيلالت ورئيس جماعة سابق لم تلتحق بمقر عملها بجماعة بوزروال إلا بعد أن اكملت دراستها الجامعية بمراكش.

إلى ذلك تسائل الفاعل الجمعوي بمدينة زاكورة لمين الأبيض في تصريح لجريدة “العمق”، عن “المسؤول عن هذا الاستغلال ونهب المال العام، وأين هو دور الرقابة للسلطات الإقليمية”، مطالبا رئيس المجلس الأعلى للحسابات بفتح تحقيق في النازلة وإرجاع الأجور طيلة هذه المدة منذ تعيين الموظفين الأشباح سنة 2009 إلى حين التحاقهم بمقر عملهم مؤخرا”.