وجهة نظر

البوحسيني تكتب: 20 فبراير .. حركة .. روح

سبع سنوات مرت على ما عشناه طيلة سنة في خضم الربيع العربي، أطلقنا عليه في سياقنا الوطني “حركة 20 فبراير”…

هناك الكثير مما يمكن أن يقال، سواء من طرف من كانوا منخرطين في الصفوف الأولى أو من طرف شهود عيان أو من طرف من حضروا وواكبوا وتتبعوا من قريب أو بعيد، أو من طرف المحللين والباحثين المتخصصين في فروع العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة (علوم سياسية، سوسيولوجيا، تاريخ، فلسفة…الخ)…

ما أود التعبير عنه اليوم، بعد مرور الوقت، وبعد أن حدثت الكثير من الوقائع السياسية…وبعد كل ما عشناه من تحولات على كل الأصعدة…وبعد كل ما عايناه من خيبات أمل البعض وانحسار طموحات البعض الآخر…

ما أود التعبير عنه، أنه وبغض النظر عن محدودية ما تحقق سياسيا، بسبب أو بفضل حركة سجلت اسمها بمداد الفخر في سجل تاريخنا الجماعي، هو أن روحها بقيت حية ولم تمت…

من الاحتجاج في إطار ملف العفو على كالفان، وصولا إلى ما يجري اليوم في جرادة ومرورا بحراك الريف المجيد…لا زالت روح 20 فبراير حية…ولازال المغاربة يعبرون بأشكال مختلفة عن رفضهم للحكرة ولا زالت أصواتهم تصدح مطالبة بالكرامة وبالمساواة وبالعدالة الاجتماعية…

لا شك أن الاحتجاج لا يكفي ولا يمكن أن يكفي…

لاشك أن الشارع وبالرغم من أهميته الكبرى، لا يمكن أن يؤثر لوحده

لا شك أن الاسنكار والتنديد والرفض ضروري ومؤكد ، لكنه غبر قادر لوحده على التأثير في مجريات السياسة بما هي قلب لميزان القوة في اتجاه الإصلاح والتغيير وفي اتجاه تكون فيه السياسة والسياسيين في خدمة المجتمع وليس أداة لضرب وتقويض أركان هذا المجتمع…

لا زلنا بحاجة إلى إفراز نخب حقيقية قادرة على تحويل الصدح بالحق والمطالبة به إلى مشروع سياسي متكامل…

لا زلنا إلى يومنا هذا غير قادرين على إفراز نخب في مستوى التقاط أولويات اللحظة التي نمر بها …نخب قادرة على بلورة أجوبة على تحديات الراهن بتعقيداته وأسئلته وتقريب الفاعلين فيه بمختلف تناقضاتهم والشركاء المحتملين في صياغة تصور حوله، بالرغم من اختلافاتهم…

ومع ذلك…ومع كل الصعوبات والإكراهات والضغوطات والمضايقات والتضييقات التي تؤدي إلى الإحساس بانسداد الأفق…إن لم يكن على المدى البعيد، فعلى الأقل على المنظور القريب، فأهم شيء ظل قائما هو تلك الروح التي رمت بالآلاف من المغاربة إلى الشارع….هي تلك الروح التي يجب أن نتشبت بها ونحافظ على جذوتها ونجعلها نبراسا يضيئ طريقنا…هي تلك الروح التي يجب أن نحرص على ألا تخبو وتبقى يقظة ومتجددة الانبعاث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *