المغرب العميق، مجتمع

ساكنة زاكورة تستعد لاستقبال الصيف ورمضان بمياه ضحلة

يسارع المسؤولون بإقليم زاكورة، الزمن لتجاوز أزمة ندرة المياه الصالحة للشرب وضعف جودتها، بعدد من جماعات الإقليم، قبل حلول شهر رمضان وفصل الصيف حيث يتزايد استهلاك هذه المادة حيوية بكثرة، تفاديا لاندلاع احتجاجات كالتي شهدها مركز المدينة شهري شتنبر وأكتوبر من 2017، وما تلا ذلك من استعمال للقوة ومحاكمات أثارت استنكارا حقوقيا واسعا.

الكل في زاكورة، من سكان مركز المدينة مرورا بمداشر وقرى الجماعات الترابية المجاورة له، يعيش حالة من الترقب مما ستؤول إليه أوضاعهم، خلال شهر رمضان، وفصل الصيف القادم، خصوصا وأن مشكل شح المياه وضعف جودته لا يزال قائما، ولم يتغير شيء، ولا يزال السكان يضطرون لشراء الماء كما يشترون الحليب والشاي وباقي المواد الغذائية، وينتظرون كل صباح قدوم سائق “التريبورتور” ليبيع لهم لترات من الماء الصالح للشرب يروون به ظمأهم.

وفي هذا السياق، احتضن مقر عمالة إقليم زاكورة، الخميس الماضي، اجتماعا لدراسة وضعية الماء الصالح للشرب بمدينة زاكورة والجماعات المجاورة لها، حضره والي الجهة وعامل الإقليم ومديرا وكالتي الحوض المائي بسوس ماسة درعة، وكير زيز غريس، وعدد من المسؤولين الإداريين والمنتخبين.

إقرأ أيضا: تحقيق .. كل ما يجب أن تعرفه عن أزمة “العطش” بزاكورة

ويأتي هذا الاجتماع حسب بلاغ لعمالة الإقليم “تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، حول إيجاد حلول ناجعة وملائمة ومستعجلة للخصاص في الماء الصالح للشرب ومياه الري بإقليم زاكورة”، وكذا لضمان تزويد جماعات إقليم زاكورة بالماء الشروب مع اقتراب شهر رمضان وفصل الصيف.

ودعا والي جهة درعة تافيلالت، محمد بنرباك، كل المتدخلين في عمليتي تعبئة الموارد المائية وتوزيعها على الإسراع في إنجاز المشاريع المائية؛ وذلك بإعادة جدولتها بشكل ينسجم مع الاكراهات المتعلقة بقرب حلول فصل الصيف وارتفاع حاجيات الساكنة من هذه المادة الحيوية، بحسب ما أورده بلاغ عمالة زاكورة.

مشيرا إلى أن الوالي، والوفد المرافق له، قام بزيارة تفقدية لورش مشروع محطة التحلية بمدينة زاكورة التي تعلق عليها آمال كبيرة لتجاوز النقص الحاصل في الماء وتحسين جودته، في انتظار تزويد الإقليم من المياه السطحية انطلاقا من سد أكدز.

من جهته، قال لحسن واعرى، رئيس جماعة زاكورة، في تصريح لجريدة “العمق”، إن “الوضع لا يزال على ما هو عليه، والمجهودات التي تم القيام بها لم يتم استثمارها بعد، خصوصا من حيث جودة المياه، أما الكم فهو متوفر لحد الآن”.

وأضاف واعرى أن المشكل الذي وقع فيه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، هو أن قنوات نقل المياه مهترئة، حيث إذا كانت ضغط الماء قويا يؤدي إلى انفجارها، وعكس ذلك إذا كان منخفضا فالماء لا يصل إلى المناطق العالية، مشددا على أن الماء متوفر لكن الجودة ضعيفة ولم يطرأ عليه أي تغير.

وأشار إلى أنه تم حفر أربعة أبار واحدة منها تم تحويلها إلى بئر استغلالي، وكان مقررا أن يربطها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب خلال شهر مارس الماضي، إلا أنه لحد الآن لم يتم ذلك، مشيرا أن والي الجهة خلال زيارة تفقدية لتلك الآبار أثار الأمر وشدد على ضرورة الاستعجال في ربطه لكونه يتوفر على كمية مهمة من المياه.

وبخصوص اعتراض ساكنة الفايجة على انجاز ثقبين بأراضيها، أوضح واعرى أن الوالي والسلطات المحلية وكذا مسؤولي قطاع الماء جهويا ومركزيا توصلوا خلال اجتماع بالعمالة الخميس الماضي إلى حل مع الساكنة وهو السماح بمد قنوات المياه على أساس أن لا يتم استعمالها إلا أثناء أوقات الذروة في الصيف وليس باستمرار.

وأكد رئيس جماعة زاكورة، أنه إذا تم ربط زاكورة بالبئرين القريبين منها سيتم تجاوز مشكل ندرة المياه وكذا ضعف جودته، حيث أنها ستعطي 40 ليترا في الثانية، مشيرا أنه سيتم تحسين جودة المياه بعد انطلاق محطة التحلية شهر يوليوز القادم، في انتظار تزويد الإقليم بالمياه السطحية انطلاقا من سد أكدز في حدود سنة 2021.

وأجمع جمعويون تحدثوا لجريدة “العمق”، أن مشكل شح المياه وضعف جودته لا يزال قائما بالرغم من الاحتجاجات التي عرفتها المدينة والتي انتهت باعتقالات ومحاكمات، مشددين على أن تدخلات السلطات والجهات المختصة لحد الآن ضعيفة ولم ترق بعد إلى مستوى تطلعات الساكنة التي ستستقبل حرارة الصيف وشهر رمضان من جديد بدون ماء صالح للشرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ع الرحيم
    منذ 6 سنوات

    المياه الضحلة حشومة وعيب وعار لشاف العنوان يقول غادين يجبوا نهر النيل المرجوا عنونة اخباركم بما يناسبها المياه الضلحة تفوق حد التخمة وهذا غير ممكن ومن سابع المستخيلات المغرب بأكمله وخاصة في المناطق التي بيها تساقطات تفوق 1500مليمتر سنويا ليس بها مياه ضحلة كحوض اللكوس وسبو بها اكتفاء فقط ا مول المياه الضحلة جبتوا ليا الفقسة