سياسة، مجتمع

صفحة محمد السادس بفيسبوك تعلن دعمها لحملة المقاطعة (صورة)

أعلنت صفحة الملك محمد السادس على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انخراطها في حملة المقاطعة الواسعة لبعض المنتوجات الاستهلاكية بسبب غلاء أسعارها، رافضة وصف المقاطعين بـ”المداويخ”، وهو الوصف الذي أطلقه وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد على المنخرطين في الحملة.

صفحة الملك محمد السادس التي يديرها الناشط سفيان البحري وتضم أزيد من 3.6 مليون معجب، نشرت تدوينة جاء فيها: “مقاطعون .. لسنا خونة .. لسنا مداويخ .. الإتحاد قوة… لا للغلاء على أبناء الشعب .. ثقافة شعب .. الله الوطن الملك”، وذلك مع صورة مركبة تجمع الملك محمد السادس مع الناشط البحري، إضافة إلى قنينة ماء تابعة لشركة أخرى غير معنية بالمقاطعة.

وعبر مجموعة من متابعي الصفحة عن سعادتهم بانخراطها في حملة المقاطعة، حيث كتب أحد النشطاء: “الملك نصره الله لن يرضى أن يستغل مواطينه من قبل جشع هده الشركات التي تغولت واستعبدت الشعب، كما أنه لن يرضى أن يخون الشعب وينعت بالمداويخ من قبل مسؤولين سياسيين وبيراقراطيون استغلاليون، حياك الله أخي سفيان البار لوطنه وملكه”.

غير أن الصفحة المذكورة قامت بحذف التدوينة بعد ساعات من نشرها وتداولها بشكل كبير بين متابعي الصفحة، دون كشف أسباب الحذف أو توضيحها، فيما حاولت جريدة “العمق” استفسار القائم على الصفحة عن هذا الحذف عبر خاصية الرسائل، لكن دون جواب.

يُشار إلى أن صفحة الملك محمد السادس دأبت على نشر الصور الخاصة للملك محمد السادس وهو يتجول في شوارع المملكة وخارج المغرب، وصورا تجمع الملك مع مواطنين مغاربة وأجانب داخل المغرب وخارجه، مما جعلها أشهر صفحة مهتمة بتتبع أنشطة الملك غير الرسمية.

حملة المقاطعة الواسعة لمنتوجات استهلاكية بسبب غلاء أسعارها، بدأت ترخي بظلالها على معاملات البيع بالأسواق الممتازة بعدة مدن، حيث تراجع الطلب بشكل كبير على منتوجين استهلاكيين من الحليب والماء المعدني بهذه الأسواق، فيما كشف مجموعة من أصحاب “البقالة” أن عددا كبيرا من الزبناء يتحاشون شراء المُنتجات المقاطَعة.

واستأثرت المقاطعة باهتمام كبار المسؤولين بالمملكة، بعدما خرج وزير الفلاحة عزيز أخنوش المعني الأول بتلك الحملة عن صمته، وفضل الرد بطريقته الخاصة، حيث قال في كلمة له أثناء ندوة صحفية عقدتها مجموعة “سنطرال” لإنتاج الحليب ومشتقاته على هامش فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، إن قطاع الحليب يُشغل أزيد من 447 ألف عامل، وهؤلاء لن توقفهم عن عملهم لا أنترنت ولا أي شيء آخر.

وأضاف المتحدث ذاته، أن الواقع هو أن المغاربة يريدون أن يجدوا الحليب عندما يستيقظون صباحا، وهذا ما يتم العمل على توفيره، “وحنا خصنا نتعلمو نحمدو الله على هاد النعمة”، يقول وزير الفلاحة، مشددا على أنه وزارته ستدعم مجال انتاج الحليب وستدعم المشروع الجديد الذي أطلقه شركة سنطرال في هذا المجال.

وكان وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، قد قال في كلمة له خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس المستشارين، الثلاثاء المنصرم، إن الشركات التي يطالب بعض “المداويخ” بمقاطعتها مهيكلة وتشغل عدد من المواطنين، وتدفع الضرائب، داعيا إلى ضرورة تشجيع المنتوجات والمقاولات الوطنية، حسب قوله.

وأثار وصف “المداويخ” الذي أطلقه الوزير التجمعي من داخل قبة البرلمان، على المغاربة المنخرطين في حملات واسعة لمقاطعة بعض المنتوجات الاستهلاكية بسبب غلاء أسعارها، غضبا واستياءً عارمين من طرف نشطاء وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتشر وسم “كلنا مداويخ” بشكل لافت على موقع فيسبوك، ضمن منشورات تضمنت صورا وتعليقات تهاجم الوزير بوسعيد وتصفه بأنه يعاكس هموم المواطنين مع غلاء الأسعار ويساند “جشع” الشركات الكبرى، فيما أكد النشطاء استمرارهم في حملة المقاطعة بشكل أقوى خلال الأيام المقبلة.

بالموازاة مع ذلك، أطلق نشطاء مغاربة عريضة دولية على موقع “أفاز” العالمي، لمطالبة الوزير التجمعي بالاعتذار للشعب المغربي، بعد أن وصف المشاركين في حملة المقاطعة بـ”المداويخ”، وبعد أن أشاد بالشركات المعنية ودعا إلى تشجيعها.

كما أطلقت كل من وزارتي الفلاحة والصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، بمبادرة من الفيدرالية البيمهنية المغربية للحليب، حملة وطنية في 23 مدينة للتحسيس بأهمية استهلاك منتجات الحليب، وذلك في عز حملات المقاطعة التي انتشرت بشكل واسع على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منذ نهاية الأسبوع الماضي.

وتناقلت العشرات من الصفحات صورا للمنتوجات موضوع الحملة، مرفوقة بهاشتاغ ” خليه يريب، مازوطكوم حرقوه، ما توعتش ليا جيبي”، كما أرفقت بعض الصور الداعية للمقاطعة، بعبارات من قبيل، “المقاطعة ثقافة الشعب وأسلوب حضاري وليس تخلف كما يظنه البعض”، و”للتذكير يمكننا الاستغناء عن بعض المنتوجات لفترة حتى تعود المياه إلى مجاريها وحتى تنقص أسعارها أقل ما كانت عليه في السابق لردع بعض الشركات الجشعة”.

الحملة اعتبرها البعض مبادرة حميدة ويجب مساندتها من أجل “وقف جشع أصحاب المال”، فيما اعتبر البعض الآخر أنه لا ينبغي الحديث عنها لكون الجهة التي دعت إليها غير معروفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *