مجتمع

لفقير: كنت طفلا سليط الخيال .. وهكذا ولجت عالم الصحافة والإعلام

نقرأ لهم دون أن نعرف تقاسيم وجوههم ولا ملامحهم، يكتبون لنا وعنا وقائع وملاحم، يخوضون “في عمق” المجتمع، في ثنايا الذات وفي قعر الذاكرة، يرسمون واقعنا ووعينا ولاوعينا بأقلامهم، بالألم حينًا وبالأمل حينا آخر. هم حملة الأقلام الذين امتهنوا المتاعب عن طواعية وقدر محتوم، هم الذين انصهروا في رحاب صاحبة الجلالة حد الذوبان.

التقيناهم بعيدا عن مكاتبهم .. قريبا من القارئ، حيث تم قلب الأدوار والوضعيات وتجريب مواجهة السؤال الذي هو زاد الصحافي. وفي خضم البحث عن الجواب تحدثنا عن الطفولة وتفاصيل الحياة الشخصية في بوح صريح.

في الموسم الثاني من هذه السلسلة التي فتحت من خلالها جريدة “العمق” منذ رمضان الماضي بابا للبوح لثلة من الزملاء الصحافيين، تستضيف الجريدة في الحلقة الأولى لهذا الموسم الصحافي الرياضي بقناة دوزيم سابقا سعيد لفقير، الذي يشغل حاليا منتج برامج بقنوات الكأس الرياضية.

ما الذي تتذكر عن طفولتك؟

أتذكر طفلا سليط الخيال كان يعتقد أن الشمس مصباح كبير لا فرق لديه بين دروب المدينة والمدرسة. ذات يوم في مادة الإنشاء تمنى أن يصبح ملكا عندما يكبر. حصل على أعلى نقطة دون أن يرى الورقة مجددا.

كيف جاء التحاقك بالصحافة؟

درست القانون مرغما وفي السنة الثالثة أدركت أن هيأتي وشكلي المزري لا يليق بقاض أو محام وكان علي أن أبحث عن مهنة تشبهني بها متاعب وبلا حدود. أعدت حساباتي. دعمني إخوتي والتحقت بمعهد خاص فكانت البداية.

هل كنت تتوقع يوما أن تصير صحافيا؟

كانت الصحافة جزءً من أحلام الطفولة وظلت تمارس غوايتها حتى وقعت في فخها الجميل.

بعيدا عن الصحافة، ماهي اهتماماتك في السياسة والثقافة والرياضة والمجتمع؟

السياسة لعبة سخيفة لا تستهويني. الثقافة مغارتي التي ألجأ إليها كلما ضاق الأفق. أكتب أرسم أنفجر بهدوء حتى أحافظ على توازني وأظل على قيد الحرية؟

ما هي المدينة الأقرب الى قلبك؟

الدار البيضاء. وإن كنتم ترونها مدينة أنا أراها وطنا بكل ما تحمله من تناقضات. مدينة لا تشيخ أبدا. هي مثل المخدرات إذا تعاطيتها مرة تدمنها بلا رغبة في الشفاء منها.

ألا تشعر بالندم أنك لم تختر طريقا آخر غير الصحافة؟

أحيانا يداهمني هذا الشعور عندما أرى بعض الكائنات التي حطها السيل من الحضيض في مجال الإعلام، وأتمنى لو عدت لأبيع المثلجات في باب سوق كما كنت أفعل في العطل المدرسية أيام طفولتي.

ألا تظن أن دور الصحفي ليس هو السياسي؟

الحقيقة رغم نسبيتها تظل هاجس الصحافي الأول والأخير، بينما السياسي يعمل جاهدا على جعل مبادئ حزبه الوجه الأوحد للحقيقة.. الصحافي بائع أخبار والسياسي تاجر أسلحة (جميع أنواع الأسلحة: مبادئ أخلاق وعود مخدرات جنس..).

هل تفضل أن يصفك الناس صحافيا أم كاتبا، ماذا تصنف نفسك إذن؟

لا يهمني بما يصفني الناس وأنا أرى نفسي صحافيا حتى أثبت أنني كاتب.

هل أنت منتظم في أوقات الكتابة؟

موضوع الكتابة ليس وظيفة بالتالي فهي حالات تداهمني أجد نفسي أبحث عن حاسوبي أو أوراقي لكي أغمد فيها حروفي، لكن أغلب كتاباتي تتم ليلا ربما لأنه أطول عمرا من النهار وأكثر هدوءا وكتمانا لأسرار الكتابة.

ما رأيك في واقع الإعلام المغربي؟

طريقنا مسدود مسدود. إعلامنا يسير نحو الرداءة بل ويتخذها عملة للتداول هناك نقاط ضوء لكنها قليلة جدا. والسبب رأس الهرم عندما يكون المسؤول مغيب الحس والذوق والمبادئ فانتظر إعلاما يشبهه ولكم في قنواتنا أكبر مثال.

هل أنت راض عن ما تقدمه الصحافة الرياضية المغربية؟

إلى حد ما. ولا أريد الحكم على ما يقدمه زملائي. فالإطار العام لا يمكن أن ينتج أكثر مما هو موجود، فالخلل في المنظومة وليس في الأشخاص بدليل أنهم يتفوقون خارج الحدود.

هل من طُرفة وقعت لك في محراب صاحبة الجلالة؟

هو موقف يحمل أكثر من معنى. كانت جلسة استراحة بعد التصوير بمدينة الدار البيضاء بمقهى بقلب المدينة عندما مرت متسولة عجوز، مدها المصور ببعض الدريهمات مخرج برنامج أبواب المدينة الفرنسي “كريستوف” أراد أن يقوم بالمثل لكنه لا يحمل نقودا فطلب من المصور دراهم يقدمها للمرأة العجوز والتي كانت تراقب الوضع جيدا، فظنت المسكينة أن الغريب الأشقر بعيونه الزرق يحتاج المال فوضعت دريهماتها بكفه الممدودة قائلة: مالو النصراني مسكين خاصو الفلوس؟ فصعق الرجل وتساءل لأجيبه بجملة واحد C’est le Maroc.

ماذا تمثل لك هذه الكلمات:

الحرية: نقيضها الموت

الحب: دليل على أننا أحياء

الوطن: أراه في عيون أمي أشم رائحته عندما أقبل يد أبي

ما رأيك في هؤلاء:

بادو الزاكي: حارس مرمى أسطوري لا يتكرر وكفى.

العربي بن مبارك: نبوغ مغربي في زمن العتمة الإعلامية.

سعيد عويطة: الرجل الذي شمت في المسافات وجعلنا نحرك رؤوسنا ونحن نجري.

نوال المتوكل: تجسيد حي لأسطورة المرأة المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *