مجتمع

بنداوود: الشغف جعلني أطرق باب الإعلام .. والعمل الجمعوي يأسرني

نقرأ لهم دون أن نعرف تقاسيم وجوههم ولا ملامحهم، يكتبون لنا وعنا وقائع وملاحم، يخوضون “في عمق” المجتمع، في ثنايا الذات وفي قعر الذاكرة، يرسمون واقعنا ووعينا ولاوعينا بأقلامهم، بالألم حينًا وبالأمل حينا آخر. هم حملة الأقلام الذين امتهنوا المتاعب عن طواعية وقدر محتوم، هم الذين انصهروا في رحاب صاحبة الجلالة حد الذوبان.

التقيناهم بعيدا عن مكاتبهم .. قريبا من القارئ، حيث تم قلب الأدوار والوضعيات وتجريب مواجهة السؤال الذي هو زاد الصحافي. وفي خضم البحث عن الجواب تحدثنا عن الطفولة وتفاصيل الحياة الشخصية في بوح صريح.

في الموسم الثاني من هذه السلسلة التي فتحت من خلالها جريدة “العمق” منذ رمضان الماضي بابا للبوح لثلة من الزملاء الصحافيين، تستضيف الجريدة في الحلقة الثالثة لهذا الموسم الصحافي بالقناة الثانية كساب بنداوود.

ما الذي تتذكر عن طفولتك؟

إن الغوص في ذاكرة الطفل والانغماس فيها والبحث عما ظل عالقا بالمخيلة هو في تقديري استحضار لحنان وخوف الأم المجاهدة على فلذة كبدها ووحيدها. لم لا وهي ترى فيه اليتيم الذي ينبغي أن يحظى برعاية خاصة. إذن صورة الأم الذي يسابق الزمن ليكبر الطفل، تلك هي الصورة التي لم تفارقني. زد عليها اليوم المشهود لوفاة والدي وأنا لم أتجاوز الربيع الخامس. الكل لا يستصيغ الخبر وأنا عيني ولعابي على أكواب الياغورت اللذيذ.

كيف جاء التحاقك بالصحافة؟

لا يمكنني أن أجزم كوني رسمت طريقا في مساري لأكون صحافيا. فالتخصص كان في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك، لكن مايمكن أن أسميه الرغبة في اتخاذ زمام المبادرة وحب الإبحار في العوالم جعلني أطرق باب الإعلام من بابه الواسع بعد مرحلة التكوين في المجال دون أن أفرط في شغب فضاء الجامعة. الفضاء الذي يختمر فيه الفكر وتنمو فيه الشخصية.

هل كنت تتوقع يوما أن تصير صحافيا؟

كل واحد فيها تملكه رغبات وآمال يسعى لتحقيقها أو على الأقل بلوغ جزء منها. شغفي وحبي للمجال سبقه الفضول الجارف للمشهد السياسي المغربي أحزابا ونقابات في فترة عطاء السياسة. كما لا أخفيك أني منذ سن مبكرة كانت تجذبني خطب جلالة المغفور له الحسن الثاني … كان حديثنا في الثانوي عن القومية العربية والمغرب العربي والكتلة الديمقراطية والقومية العربية وعبد الرحمان الكواكبي لعلي كنت محظوظا من أبناء جيلي.

بعيدا عن الصحافة، ماهي اهتماماتك الأخرى؟

يأسرني الفعل الجمعوي كثيرا. دخلت تجارب عدة جبت مدن وقرى وطننا الحبيب واستفدت كثيرا وحاولت قدر الإمكان أن أمنح بعضا من المبادرات التي توزعت بين المساعدات الإنسانية وحملات طبية ودورات تكوينية وغيرها .. الحال الراهن بوصلة اهتمامي تنصب بالأساس على مشروع إنساني كبير يجعل من الطفل ذي الاحتياجات الخاصة يمكن أن يساهم في تخفيف بعض من الآلام فكل آمال اعتقد.

ما هي المدينة الأقرب الى قلبك؟

المدينة الأقرب للقلب والعقل هي البيضاء، وليست النيغرا كما سوقها البعض. هو حب كبير تربى معنا عشناه وحُكيّ لنا عنه. إنها مدينة التناقضات وكل امرئ يمكن أن يجد له مكانا في رقعتها الواسعة.

ألا تشعر بالندم أنك لم تختر طريقا آخر غير الصحافة؟

لا ندم هو اختيار. نحب المجال وإن اختلف الحال أتمنى أن يتغير الحال ويسهر كل واحد منا على تنقيته فما يقع هنا لا يختلف عن ما يقع هناك للأسف.

يكفيك التفاعل والانصات تقاسم الاوقات معرفة طباع الناس فتح القلوب فالصحافة هي شريان متدفق يضرب بقوة لينعش القلوب.

هل أنت منتظم في أوقات الكتابة ؟

الكتابة هي طقس ولحظات من الإنصات للعقل فأحيانا أكتب عندما أحس بضيق ولا زمان محدد لذلك.

هل تفضل أن يصفك الناس صحافيا أم كاتبا؟

أعتقد أنني صحافي يحاول أن يبلغ مقام الكاتب.

كيف عشت أجواء رمضان خلال الطفولة وبعدها؟

أجواء رمضان المبارك في الطفولة لا تختلف عن أبناء حي شعبي ترعرعت فيه أجواء رائعة. شغب ولعب حتى يطرق النفار الأبواب معلنا وقت السحور فالتساهل تساهل الأسر لا حدود له في شهر رمضان .

اما والحال فقد اختلفت جملة من الأشياء أحاول اقضي الوقت الكافي مع أسرتي كنزي مع والدتي وزوجتي وآدم وشهد ناهيك عن الاجتهاد في التوسل إلى الخالق سبحانه.

هل من طرفة في مسارك المهني؟

طرائف صاحبة الجلالة عديدة وسأعد منها واحدة بمقر التكوين المهني ودقائق قبل حضور الوزير الأول ادريس جطو لحفل تتويج الطلاب السنوي. استوقفني أحد رجال الأمن الخاص طالبا مني أن افتح له محفظتي، قلت له ملفات ومسجلة صوتية لاغير أصر على مشاكستي فما كان مني إلا أن أفرغت المحفظة والتوتر يغلب على رجل الامن الخاص يحاول جمع اغراضي لا بأس لابأس والسيد ادرييس جطو يصل إلى المكان فيسأل ما الخطب يريد معرفة ما بالمحفظة فتبسم جطو ضاحكا ..

ماذا تمثل لك هذه الكلمات؟

الحرية: سمو بالنفس ورضا

الوطن: أمي والولد لا يتنكر لأمه

الحب: طاقة غير محدودة

ما رأيك في هؤلاء؟

المهدي المنجرة: انتظرناه في هذا الزمان وحضر قبله

العروي: رجل يكتب بسخاء

الجابري: نحتاجه لنقذ نقذ نقذ العقول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *