أخبار الساعة، مجتمع

الريسوني: تجربة البيجيدي لم يتم الانقلاب عليها وهي أتم ما بقي من الربيع العربي

اعتبر العالم المقاصدي أحمد الريسوني، أن الربيع العربي تعرَّض للهجوم ومُني بهزيمة لا يُعلم إن كانت مؤقتة أم نهائية، في حين استطاع الحفاظ على بعض مكتسباته في بعض الدول كما هو الحال بالنسبة لتونس والمغرب اللتين استفادتا من هذه الموجة وما زالت الآثار الايجابية مستمرة، حسب قوله.

وأوضح نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن “الربيع العربي كان كذلك ربيعا بكل ما للكلمة من معنى، حيث طالبت الشعوب بالحرية والديمقراطية والكرامة بطريقة سلمية وحضارية، إلا أن من اعتبروا أنفسهم مهددين أو متضررين منه انقضُّوا عليه، فمنهم من اعتبروا أنفسهم متضررين بالفعل كالطبقة العسكرية في مصر ورجال أعمال فاسدين وفنانين مرتزقة، تأهّبوا وانقضوا على الربيع العربي بمصر”.

وأضاف في حوار مع موقع “عربي بوست” الدولي، أن هناك “فئة كانت مهدَّدة، ومن شدة هلعها وهشاشة أنظمتها رأوا أنه لو نجح الربيع واستمر فسيهدد أنظمتهم، وهؤلاء جميعاً انقضوا على الربيع العربي”، داعيا إلى التفريق بين الربيع العربي في ذاته والهجوم عليه، الذي كان دموياً بالانقلابات، والجيوش وإثارة الحروب الأهلية كما في ليبيا.

ولفت الريسوني إلى أن دول أخرى غارقة ويصعب التنبؤ بمستقبلها كمصر وسوريا واليمن، إلا أن كل هذه المآسي لا دخل للربيع العربي بها، إنما هو ذنب الثورات المضادة، على حد وصفه.

وفي نفس السياق، اعتبر أن ما حصل في 2011 و2012 بالمغرب “كان إيجابياً وذكياً ومُقدِّراً للظرفية، وتفاعلَ معها بإيجابية بدرجة من الدرجات، هذه المكتسبات ما زالت مستمرة، ولو أنها تعرف بعض التضييق أو الصعوبات، فالدستور ما زال معمولاً به وقائماً، وهو عنوان هذه المكتسبات”.

أما حزب العدالة والتنمية، يضيف المتحدث، “فما زال في الحكومة رغم عرقلة تشكيلها وعدد من الانتقادات الموجهة لها، لكنها أمور جزئية، ويبقى الأهم أن التجربة ما زالت مستمرة لم يتم الانقلاب عليها؛ بل إنَّ أتمَّ ما بقي من الربيع العربي كان بالمغرب”، وفق تعبيره.

وبخصوص القضية الفلسطينية، قال الريسوني إن ردود فعل الدول العربية لم تعُد تقتصر على تصريحات أو بيانات متواضعة إزاء هذا الوضع، الجديد اليوم هو أن الخطوات الحالية التي تقوم بها إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، التي نقلت سفارتها نحو القدس باعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل كما يزعمون، تتم بإيعاز ومباركة وتزكية من دول عربية؛ كمصر والإمارات والسعودية.

وتابع: “يمكن القول إن هناك دولاً ما زالت صامدةً على مستوى البيانات التي تُعرب عن اعتراضها واستنكارها. أما حكام دول أخرى، فيدعون الفلسطينيين إلى القبول بما يُعرض عليهم والتوقف عن التعنت والممانعة، ولكن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ما زالت تؤكد كل مرة أنها لن تتنازل. أومن بأن ما سيدوم هو ما تؤمن به الشعوب، أما ما تؤمن به الأنظمة فهو أمر مؤقت وإلى زوال، والشعوب الإسلامية من نواكشوط إلى جاكرتا تعبر عن رفضها لإسرائيل والتطبيع وتؤمن بأن القدس عاصمة فلسطين ومدينة عربية إسلامية”.

وأردف بالقول: “كم من الوقت ستقاوم إسرائيل هذه الشعوب الممتدة المحيطة بها، إسرائيل إلى زوال ولا مستقبل لها، وهي رهينة بالأوضاع العربية المزرية والتواطؤ العربي والدعم الغربي والأميركي اللا مشروط، وهي أمور لا يمكن أن تدوم، فلا يمكن لإسرائيل أو لمن جُلِبوا إليها أن يتحملوا هذه الوضعية للأبد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *