مجتمع

بعدما اجتازها الآلاف .. وزارة التعليم تعيد مباريات التفتيش دون توضيح

أعلنت وزارة التربية الوطنية عن إجراء مباريات الولوج إلى مركز تكوين مفتشي التعليم، يومي 15 و16 يوليوز 2018، وذلك بعدما نظمت الوزارة نفس المباريات خلال شهر ماي من العام الماضي، اجتازها آلاف الأساتذة دون إعلان النتائج إلى حدود اللحظة، وهو ما أثار غضب واستغراب مجموعة من الأساتذة.

وكشفت الوزارة في إعلانها التي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أمس الإثنين، أن عدد المقاعد المتبارى عليها في مباريات التفتيش بلغ 570 مقعدا، 200 منها في سلك التعليم الابتدائي و310 في السلك الإعدادي و60 في السلك الثانوي، حيث ستُجرى المباريات الوطنية في 6 أكاديميات، مشيرة إلى أن آخر أجل لإيداع ملفات الترشيح هو 5 يوليوز المقبل.

وسيتم الإعلان عن نتائج الانتقاء الأولي يوم 10 يوليوز، مع تحديد مقرات إجراء الاختبارات الكتابية بالأكاديمية الجهوية المذكورة، ثم الإعلان عن نتائج الشطر الكتابي يوم 24 يوليوز، ونتائج الشطر الشفوي بعدها بيومين، قبل الإعلان عن النتائج النهائية ابتداءً من 31 يوليوز المقبل، حسب ما جاء في إعلان الوزارة.

ولم تكشف وزارة التعليم أي توضيحات حول سبب عدم كشف نتائج مباريات التفتيش التي نُظمت يومي 20 و21 ماي 2017، كما لم توضح دوافع إعادة إجرائها هذه السنة، حيث كان من المنتظر أن يتم الإعلان عن نتائج المباراة الكتابية يوم 29 ماي 2017،  والنتائج النهائية يوم فاتح يونيو الماضي، حسب ما جاء في مذكرة كانت قد وزعتها الوزارة على الأكاديميات العام الماضي، اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منها.

غضب الأساتذة

إعلان الوزارة عن تنظيم نفس مباريات التفتيش التي أجريت السنة الفارطة دون كشف نتائجها، أثار غضبا واستغرابا شديدين في صفوف الأساتذة الذين اجتازوا تلك المباريات وظلوا ينتظرون نتائجها لأزيد من عام، خاصة وأن عددهم كان قد قارب العشرة آلاف مترشح، وذلك في مباريات تُصنف على أنها “مباريات ثقيلة” في قيمتها ويتقدم لها أساتذة أكفاء.

وهاجم مجموعة من الأساتذة وزارة التعليم بسبب إعادة إجراء المباريات المذكورة، معتبرين في تدوينات لهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذا الإجراء “غير المفهوم” ويضرب في مصداقية المباريات التعليمية بالمغرب، معبرين عن حالة غضب عارم في ظل الآمال الذي كان يعقدها عدد منهم على هذه المباريات.

ولفت الأساتذة الذين اطلعت “العمق” على تدويناتهم، إلى أنهم كانوا قد تكبدوا عناء السفر لاجتياز تلك المباريات التي أجريت على مدى يومين، واضطرارهم للمبيت في الفنادق، دون أن تقدم الوزارة أي توضيح عن أسباب عدم إعلان نتائجها، خاصة وأن مثل هذه المباريات تكلف الدولة مصاريف مهمة وموارد بشرية لتنظيمها، حسب تعبيرهم.

كما أعلن أساتذة عزمهم رفع دعوة قضائية مستعجلة عبر المحكمة الإدارية بالرباط، ضد وزارة التربية الوطنية بسبب إعادة إجراء مباريات التفتيش دون كشف نتائج السابقة منها، مطالبين باقي الأساتذة في كل جهة بجمع توقيعات وكتابة رسالة تَظلُّم على وجه السرعة.

فقدان المصداقية

محمد ابن تيزى، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بإقليم تنغير، اعتبر أن “الإعلان عن مباراة ولوج مركز تكوين مفتشي التعليم بالأسلاك الثلاثة برسم سنة 2018، مع استمرار حرمان أساتذة الثانوي الإعدادي من نفس المباراة، يشكل استخفافا بكرامة آلاف رجال ونساء التعليم”.

وأضاف في تصريح لجريدة “العمق” بالقول: “أصبح شيئا عاديا لدى مسؤولي الوزارة عدم تكليف أنفسهم توضيح مآل المباراة التي أجريت السنة الماضية ولم يتم الإعلان نهائيا إلى حدود الساعة عن نتائجها، وبالتالي أصبحنا أمام حدث غير مسبوق في ميدان مباريات ولوج مركز تكوين المفتشين، حيث نسخ إعلان مباراة جديدة مباراة سابقة دون كشف مآل المباراة السابقة التي أصبحت تحت طائلة القاعدة المعروفة “كم حاجة قضيناها بتركها”.

وأوضح المسؤول النقابي أن الوزارة تلقت أسئلة كتابية من طرف نواب برلمانيين طالبوا بالإعلان عن نتائج المباراة المذكورة، لكنها ظلت دون جواب إلى حد الآن، معتبرا أن وزارة التربية الوطنية “ملزمة باحترام كرامة أسرة التعليم، والحد الأدنى للمنطق، وذلك بإعلان نتائج الشق الكتابي لمباراة السنة الماضية قبل الإعلان عن المباراة الحالية”.

وفي نفس السياق، استنكر تيزي ما سماه “استمرار حرمان أساتذة جهة درعة تافيلالت من مركز امتحان بالجهة، حيث يتم توجيههم إلى جهة مراكش بكل ما يعنيه ذلك من إفراغ لمفهوم الجهوية في شقه الإداري بقطاع التعليم من مضمونه”، على حد قوله.

وحاولت جريدة “العمق” الاتصال بوزير التربية الوطنية لأخذ وجهة نظره في الموضوع، إلا أن هاتفه ظل خارج الخدمة، فيما تواصلت الجريدة مع مصالح الوزارة من أجل التعليق على الملف، حيث وعدت الوزارة بالإجابة عن سؤال “العمق” يوم غد الأربعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *