أخبار الساعة، خارج الحدود

بسبب الإرث.. حزب تونسي يتهم السبسي بجر البلاد نحو الصراع

اتهم حزب تونسي الرئيس الباجي قائد السبسي بتقسيم التونسيين ومحاولة جرّ البلاد إلى مربع الصراع على الهوية، فيما دعا أحد قيادييه إلى تنظيم مسيرة للمطالبة بـ»المساواة» بين الدينار والدولار ووقف التزايد المستمر في أسعار المواد الغذائية وتراجع القدرة الشرائية للتونسيين.

وأصدر حزب «حراك تونس الإرادة» (أسسه الرئيس السابق منصف المرزوقي) بيانًا حمل فيه الأزمة المستمرة في البلاد لـ«منظومة الحكم بكل مكوناتها، وعلى رأسها رئيس الجمهورية الذي أصبح طرفًا في تقسيم الشعب بطرحه موضوعًا اجتماعيًا حساسًا لا يحظى بوفاق مجتمعي واسع بشكل سطحي وأحادي يخص مسائل كبرى تتعلق بالهوية وبالحريات، وجعل من المشاكل المفتعلة فرصة لإلهاء المواطنين والطبقة السياسية عن المشاكل الحقيقية التي فشل في حلها رغم وعوده المتعددة، والحال أنها مسائل يجب الخوض فيها بكل مسؤولية واحترام لكافة الفئات الاجتماعية».

وأضاف الحزب في بيانه «أن منظومة الحكم الحالية تجرنا إلى المربع الأول: صراع حول الهوية والحريات التي يكفلها الدستور، صراع الاستقطاب، صراع لم نختره ولا نريد أن نكون وقوده، صراع يفرق ولا يوحّد. كلا الطرفين يريد استنساخ أوت 2013. صراعنا اجتماعي واقتصادي بالأساس قائم على المشترك المواطني السيادي: التربية، التعليم، والنقل، والفلاحة، والبيئة؛ والقرار الوطني».

ودافع الحزب عن «مدنية الدولة وحقوق الإنسان، ولا يمكن إلا أن يكون في صف القوى المدافعة عن حقوق التونسيين وعدم التمييز بينهم على أساس ثقافي أو عرقي أو جنسي أو جهوي. وهو يدعو إلى أن تكون كل المبادرات ذات الصلة بالحقوق والحريات موضوع حوار مجتمعي هادئ وعميق بعيدًا عن أي مزايدات سياسية أو توظيف انتخابوي لن يؤدي في النهاية إلا إلى تقسيم التونسيين والمس بوحدتهم. كما ينبه إلى أن الصراع الحالي لا يجب أن يحجب عن التونسيين المشاكل العويصة من انتهاك حقوقهم في التنمية والتشغيل والصحة والتعليم وبيئة سليمة».

كما عبّر عن قلقه من «الخطر» الذي يهدد الاقتصاد التونسي عقب «تدهور الميزان التجاري وتدهور قيمة الدينار وغياب استراتيجية على المدى القصير والمتوسط لإيجاد حلول جذرية وفورية تقطع مع المنوال التنموي المتواصل والفاشل على كل المستويات، في هذا الصدد»، داعيًا إلى «حوار وطني حقيقي يقع فيه بحث الحلول العاجلة وآليات تطبيقها».

ودوّن طارق الكحلاوي، القيادي في الحزب، على صفحته في موقع «فيسبوك»: «متى يتم تنظيم مسيرة من أجل المساواة بين الدينار والدولار»، مضيفًا: «بعض الأصدقاء علقوا على هذا الأمر بأن وضع الدينار ناتج على أن التونسي لا حب العمل. نعم ربما إنتاجية التونسي ليست الأفضل، لكن اعتبار ذلك هو السبب هو مجرد دعاية مضللة لأطراف محلية ودولية تهيمن على الخطاب الاقتصادي. هناك قرارات سياسية بتوصية من صندوق النقد التي تسببت في الوضع الراهن».

ويتعاني تونس من وضع اقتصادي متردٍ مستمر منذ سنوات عدة، حيث بلغ الدينار أدنى مستويات أمام الدولار (2.8)، وهو ما يرده خبراء الاقتصاد إلى بلوغ التضخم نسبة 7.7 وهو مستوى غير مسبوق منذ عام 1991.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *