المغرب العميق

الليشمانيا تزحف على قرى زاكورة .. والحصيلة تقترب من الألف

يواصل مرض “الليشمانيا” زحفه على مناطق عديدة بإقليم زاكورة، حيث ارتفع عدد المصابين بهذا الداء بحسب مصادر حقوقية تحدثت إليها جريدة “العمق”، إلى أزيد من 800 حالة موزعة على 8 جماعات ترابية.

وأثار الانتشار المهول لمرض “الليشمانيا” الرعب والهلع في أوساط سكان إقليم زاكورة، خصوصا مع تزايد الإصابات في صفوف الأطفال المتمدرسين بشكل رهيب، خاصة في جماعتي “بني زولي”، و”تنزولين”.

وفي هذا السياق، أكد عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة، إبراهيم رزقو، أن الداء ينتشر بشكل مثير في مناطق عدة بزاكورة، مسجلا اقتراب حالات الإصابة من الألف أغلبها في صفوف التلاميذ.

وأوضح رزقو في تصريح خص به جريدة “العمق”، أن حالات الإصابة سجلت بـ8 جماعات ترابية تابعة لإقليم زاكورة، منها أزيد من 70 حالة سجلت وسط تلاميذ المؤسسات التعليمية بمركز المدينة، مضيفا أن أدوية علاج المرض متوفرة في جميع المستوصفات.

ومن جهته، قال رئيس فرع المنتدى المغربي لحقوق الإنسان بزاكورة، عزيز الناصري، في تصريح مماثل، إنه بالرغم من تحركات وزارة الصحة وقيامها بحملات تحسيسية إلا أن الليشمانيا منتشرة بشكل كبير خصوصا بجماعات “تنزولين”، و”بني زولي”، و”ترناتة”.

وعكس ما أكده الحقوقي إبراهيم رزقو، فقد سجل الناصري نقصا في الدواء الخاص بعلاج داء “الليشمانيا” بمستوصفات الإقليم، لافتا إلى أن الحملات التحسيسية التي تقوم بها الجهات المعنية لا تعطي أية نتائج والمرض آخذ في الانتشار خصوصا في صفوف التلاميذ.

وكان المركز المغربي لحقوق الإنسان قد أكد أن الأسباب الحقيقية لانتشار الليشمانيا ليس هو غياب النظافة، بل تهجير الكلاب الضالة من مجموعة من المدن إلى قرى زاكورة، الشيء الذي تسبب في انقراض وهجرة القطط التي كانت تتغذى على الفئران.

وأضاف المركز الحقوقي في تقرير له، نشر شهر يناير الماضي، أن هذا الأمر “ساعد الفئران على التكاثر بكثافة رهيبة، وجعلها توجد بكثافة في كل المناطق، حيث تتغذى الحشرات على دم هذه الفئران، ثم تنتقل إلى جلد الإنسان لتتغذى منه، لتنقل إليه المرض”.

وبحسب وزارة الصحة فإن اللشمانيا الجلدية من الأمراض الطفيلية التي يصاب بها الإنسان عبر لسعة بعوضة تسمى الذبابة الرملية التي تنقل المرض الى الإنسان السليم من حيوان حامل للمرض (الجرذان) أو إنسان مريض.

كما أن هذا المرض، تضيف في الوزارة في بلاغ سابقن لا ينتقل بصفة مباشرة من إنسان إلى آخر ولا يشكل خطورة على حياة المريض بحيث يمكن العلاج التام منه، إلا في بعض الحالات التي يمكن أن يترك هذا المرض ندوبا جلدية ناتجة عن تأخر المريض في طلب الاستشارة الطبيبة والعلاج.

وحسب الوزارة، فتبقى الوقاية من هذا المرض أنجع وسيلة لمحاربته وذلك عن طريق، استدامة القيام بحملات التطهير والنظافة بجميع الدواوير الموبوءة بالتنسيق مع السلطات الإقليمية والجماعات المحلية المعنية، وتحسيس المواطنين بضرورة الحفاظ على نظافة أحيائهم ودواويرهم، خاصة أن النفايات المنزلية تساعد من جهة على زيادة كثافة البعوض ناقل المرض، ومن جهة أخرى على توفير الأكل للجرذان بقرب المنازل وبالتالي زيادة كثافتها وإصابة الساكنة بهذا الداء، والمكافحة الكيميائية للجرذان بالتجمعات السكانية والحقول المجاورة في هذه المناطق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *